"16" «علاقات فاسدة»

299 25 27
                                    

تنبيه ⚠️ ما يفعله كل من أحمد، نادر ونادين هي أشياء محرمة. الرواية تنقل صورة واقعية لأمثلة من مجتمعنا، الذي يعج بالكثير من الفاسدين.

عدلت نادين خصلات شعرها للوراء بنعومة، وعيناها تتألقان بثقة، ثم قالت ببرود خبيث:
- "مش هيعمل حاجة، ماتقلقش. وأنا مش هجيبه معاكوا تاني."

قطّب شهاب حاجبيه وهو يشعل سيجارة بنفاد صبر، ينفث دخانها وكأنه يحاول التخلص من توتره:
- "أحسن، بس اوعي تكوني هتخرجي معاه لوحدك."

ضحكت نادين بخفة واستخفاف، في محاولة واضحة لاستفزازه:
- "آه، هخرج معاه لوحدنا."

في لحظة غليان، رمى شهاب السيجارة أرضًا ودهسها بقدمه بقوة وكأنه يحاول إخماد نار غيرته المتأججة، ثم قال بنبرة مشحونة بالغضب:
- "أنا ياما اتحايلت عليكِ عشان نخرج لوحدنا وماكنتيش بترضي، اشمعنا ده!"

نادين، ببرود يقتل كل ذرة حنان، قالت بلا اكتراث:
- "عشان اللي بنسهر معاهم دول صحابك، وأنا عرفتك عن طريقهم، فعادي لما نسهر مع بعض. لكن ده، مايعرفكوش ومش حابب يخرج معاكوا أساسًا."

شهاب، وكأنه يخوض معركة خاسرة مع مشاعره التي تعصف به، اقترب منها وقال بنبرة امتزجت بين الحب والعتاب:
- "يا نادين، أنا بحبك. ليه بتعملي معايا كده؟"

نظرت إليه بعيون باردة، خالية من أي إحساس بالندم، وردت بلا مبالاة:
- "قولتلك مليون مرة يا شهاب، شيل الأوهام دي من دماغك."

بدا على وجهه أثر تلك الكلمات كما لو كانت طعنات، وتجلى حزنه بوضوح:
- "مشاعري بقت أوهام يا نادين؟!"

هزت رأسها بتأكيد كمن يطفئ شمعة في ليلة مظلمة:
- "آه يا شهاب. ويالا بقى، عشان نادر باصص علينا."

اقترب نادر وجلس بجانب نادين، بينما جلس شهاب أمامها، وعيناه تحكيان قصة من الغضب الممزوج بالحزن. لاحظ نادر تلك النظرات المشتعلة، فمال بأذنه نحو نادين وهمس لها:
- "شهاب ده كان بيكلمك كده ليه؟ إيه اللي معصبه أوي كده؟"

ردت نادين بصوت خافت وهي تبتسم ابتسامة نصفية:
- "ما تاخدش في بالك يا نادر، هبقى أفهمك بعدين."

في تلك اللحظة، قطع عمر حديثهما بابتسامة مستفزة، وهو يقدم علبة سجائره:
- "تاخد سيجارة يا نادر باشا؟"

هز نادر رأسه بهدوء ورفض قائلاً:
- "لا شكرًا، مبدخنش."

قهقه عمر بسخرية وكأنه يحاول استدراجه:
- "طب ليك في الشيشة طيب؟!"

ابتسم نادر ابتسامة باردة:
- "لا بردو."

رفع عمر حاجبيه بدهشة مصطنعة، وهو يرفع صوته ساخراً:
- "أمال ليك في إيه؟ بنات طيب؟"

هز نادر رأسه مرة أخرى بالنفي، محاولاً استفزازه:
- "لا، مليش فيهم بردو."

ضحكت هيام بخلاعة، وكأنها وجدت نقطة ضعف في نادر:
- "الباشا شكله ملوش في حاجة خالص!"

|ليلة ممطرة| (قيد التعديل) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن