«ستظل في ذاكرتي وفي قلبي يا أغلى ما رأت عيني، وحتمًا لنا لقاء ولكن في الآخرة، عندما تصعد روحي إلى خالقها».
خرجت ندى من المشفى، وذهبت مع والدتها إلى المنزل، حيث كانت الأجواء محملة بالتوتر والحزن. بمجرد دخولها غرفتها، أغلقت الباب بالمفتاح كأنها تحمي نفسها من العالم الخارجي، وكأنها تأمل أن تجد في عزلتها بعض الراحة. ارتمت بجسدها على الفراش، وضمت الوسادة بشدة، متمنية أن تمسح تلك الوسادة كل آلامها.
بدأت الدموع تنساب من عينيها، وكأنها نهر جارٍ من الحزن، ثم همست لنفسها:
- "هتوحشني أوي يا حازم لحد ما أجيلك."كان اسم حازم يتردد في أذنيها كأصداء ذكرى لا تُنسى، فأخذت نفسًا عميقًا محاولةً أن تسيطر على مشاعرها. قامت ندى وفتحت أحد أدراج الكومود الموجود بجانب الفراش، وأخرجت صندوقًا صغيرًا يحتوي على بعض الصور. قلبها كان مليئًا بالحنين، وعيناها تبحثان عن صورة واحدة كانت تعرف أنها ستجلب لها سكينة مؤقتة.
عندما عثرت على صورة حازم، ارتسمت على وجهها ابتسامة مختلطة بالحزن. كانت الصورة تذكرها بأوقاتهم الجميلة معًا، كيف كان يضحك ويقول لها إنه سيظل بجانبها دائمًا. نظرت إليها طويلاً، والدموع تنساب على وجهها، كأن كل دمعة تحمل معها ذكرى ماضية.
في هذه الأثناء، كان يوسف هلال، مدير الحسابات في الشركة، يجرى خلفه أحداث مؤلمة. تم أخذ يوسف من قبل الشرطة، برفقة كل من أدهم ونادر ومهدي. شرد ذهنه بعيدًا، يتذكر اليوم الذي عاد فيه من السفر ليجد نفسه في وسط جحيم لم يتوقعه. تذكّر تلك اللحظة المدمرة عندما علم بمقتل ولي نعمته، الذي كان دائمًا له بمثابة الأخ، بل كان يعامله بلطف واحترام.
لم يكن حازم مثل الكثير من رجال الأعمال المتعجرفين الذين يحطون من قدر موظفيهم، بل كان يحمل في قلبه شيئًا من الرحمة والإنسانية، وهو ما جعل يوسف يشعر بالحنين لذلك الرجل.
فاق يوسف من شروده على صوت الصول أيمن وهو يجره من يده إلى داخل القسم. شعور بالقلق والارتباك يملأ قلبه، لكنه كان يدرك أنه لن يسمح للخوف بأن يتحكم فيه. كان هناك الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات، وبدأت شجاعته تتجلى في قرارة نفسه، عازمًا على مواجهة ما ينتظره.
بينما كانت ندى تتأمل في صورة حازم، كان يوسف يواجه قسوة الواقع، كلاهما يجتازان مراحل الألم والفراق، كلاهما يحمل في قلبه ذكرى لا تُنسى، ولكن هناك دائمًا أمل يلوح في الأفق، أمل في العودة، في الحب، وفي الحياة من جديد.
«في القسم»
جاء المحامي بعد أن قام يوسف بالاتصال به من هاتف الصول أيمن، ثم توجه معه إلى الزنزانة. كان يوسف غارقًا في أفكاره، مزيج من القلق والخوف من المستقبل، يحاول أن يجد بصيصًا من الأمل في هذه الظلمة. بعد فترة ليست بالطويلة، حضر المحامي الخاص به ومعه عدة أوراق، فدق على باب مكتب المقدم أدهم. أُذن له بالدخول، فدخل المحامي بخطوات واثقة، محاولاً أن يترك انطباعًا قويًا.

أنت تقرأ
|ليلة ممطرة| (قيد التعديل)
Romansaتُعد هذه الرواية عملًا رومانسيًا واقعيًا ذا طابع بوليسي، حيث تتناول قصة فتاة في مرحلة الثانوية تتعرف على شاب وهي في مأزق وفي ليلة ممطرة. كانت هذه الرواية هي الأولى لي. تم تأليف أول 8 فصول منها في سنة 2019 وانتهيت من تأليف باقي الفصول سنة 2021. لم أض...