"15" «هروب و سهرة»

323 24 26
                                    

كسا الغضب معالم وجه أمير بعد سماعه تلك الكلمات من المدعو أيمن، وبدأ يمشي في الڤيلا جيئة وذهابًا، كأنما يضرب الأرض بأقدامه ليخرج شحنات الغضب المتراكمة داخله. كانت يديه تضربان بعضهما بشدة، تعبيرًا عن الاضطراب الذي يعيشه.
رفع أدهم أحد حاجبيه، وقد بدا عليه الاندهاش، وسأل:
- "فيه إيه يا أمير؟"

أمير، والغضب يسيطر عليه، أجاب بنبرة مشحونة:
- "الكلب سليمان العارف هرب!"

صُدم أدهم عند سماع ذلك، وعلامات الذهول ارتسمت على وجهه، فقال بدهشة:
- "نعم! هرب إزاي؟"

حك أمير جبينه بضيق، وكأنه يحاول ترتيب أفكاره وسط الفوضى التي تعصف به، ثم قال:
- "مش عارف. تعالى نروح القسم ونفهم إيه اللي حصل." ثم صاح:
- "ياااالا يا نادر عشان رايحين القسم!"

اقترب نادر منهم، وعلامات الدهشة واضحة على وجهه، وقال:
- "ليه، فيه إيه؟"

أجابه أمير بنبرة ساخطة:
- "سليمان العارف هرب."

ضرب نادر جبهته بكفه، كأنه غير مصدق لما سمع، ثم قال:
- "يخربيته! عملها إزاي ده؟"

قاطعتهم نور، وقد بدا عليها القلق، وهي تسأل:
- "فيه إيه، رايحين فين؟"

أمير اقترب منها، وقبل يدها بحنان، لكن نبرة صوته كانت تخفي التوتر:
- "معلش يا نور، حصل حاجة في الشغل كده ولازم نمشي."

شعرت نور بالضيق ولكنها أومأت له برأسها بإيجاب، وفي تلك اللحظة صاح أحمد:
- "طب استنى، أنا جاي معاكوا!"

توجهوا الثلاثة باتجاه القسم بسيارة نادر، وتركوا أحمد في منتصف الطريق عند منزله. خلال الطريق، كان الحديث يدور حول كيفية هروب ذلك الوغد، كما لقبوه.

في القسم

عندما دلف أمير إلى القسم، اتجه لمكتبه، وكان نادر وأدهم يتبعانه. استدعى أيمن، الذي هرول إليه مسرعًا. تحدث أمير بنبرة ساخطة:
- "أنا عايز أفهم المهزلة دي حصلت إزاي وامتى!"

أيمن، وقد بدا عليه الخوف، أجاب بارتباك:
- "والله يا فندم مش عارف. أنا كنت لسه شايفه في الحبس. مش فاهم هرب إزاي!"

ضرب أمير بيده على المكتب بقوة، كأنما يريد أن يخرج غضبه مع تلك الضربة، ثم قال:
- "أنتوا بتستهبلوا ولا إيه؟ لو كنتوا بتشوفوا شغلكم كويس مكنش كل ده حصل!"

أشار أدهم له بأن يهدأ، فقال:
- "اهدى بس يا أمير."

بعدها تركه ليذهب لمكتبه، فقد طُلب منه أمر ما من قِبل اللواء عز. وفجأة، صدح هاتف أمير بنغمته المفضلة، وكان المُتصل مجهول الهوية. عبس أمير ودُهِشَ، ولكنه قرر أن يقتل فضوله، فأجاب:
- "الو."

ضحك سليمان بشيء من الاستفزاز، ثم قال:
- "شوفت خرجت من السجن بكل بساطة إزاي؟"

اشتعلت عينا أمير بالغضب، ثم أردف بنبرة ساخطة:
- "أنت ليك عين تتصل، يا قذر. وديني لأرجعك السجن تاني!"

|ليلة ممطرة| (قيد التعديل) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن