"18" «خطة أمير»

306 23 25
                                    

خرج أمير من ڤيلا حازم بخطوات سريعة، ودلف إلى سيارته، لكنه لم يشعر بأي راحة. كان جسده موجودًا في السيارة، لكن عقله كان عالقًا بين الأسئلة التي لا تنتهي. ما الذي وجده؟ من صاحب تلك الأشياء التي وقعت بين يديه؟ كيف سيعرف الحقيقة؟. قلبه كان يضرب بجنون، لكن فكرة واحدة كانت تقفز أمامه بوضوح: لا يمكن أن يسلم تلك الأدلة إلى المعمل الجنائي، فقد يكون أدهم قادرًا على التلاعب بها. كل خطوة خاطئة قد تقربه من الخطر. قرر أمير أن يتبع طريقته الخاصة، حتى لو كانت مليئة بالمخاطر، لا مجال للثقة بأحد.

عاد إلى القسم ليباشر أعماله، لكن عقله لم يكن حاضرًا في أي شيء آخر غير تلك الجريمة الغامضة. كانت هناك شعلة من الغضب والإصرار تشتعل بداخله، يريد بشدة معرفة من يقف وراءها. تارةً كان يشك في كل شيء، وتارة أخرى يحاول تجميع الأدلة المبعثرة في عقله.

«في مكان آخر»

كان نادر يجلس في مكتبه، عينيه مثبتة على هاتفه، يحاول أن يشغل نفسه بأي شيء، لكن قلبه وعقله كانا ينتظران مكالمة نادين. عندما رأى اسمها يضيء الشاشة، رد بسرعة ولهفة:
- "إزيك يا نادين؟"

جاء صوتها هادئًا لكنه مطمئن:
- "أنا تمام الحمد لله، المهم أنت كويس؟"

وضع نادر يديه خلف عنقه واسترخى قليلًا، محاولًا التخفيف من توتره وهو يرد بنبرة أكثر هدوءًا:
- "أنا كويس لو أنتِ كويسة، بس المهم عملتي إيه في اللي اتفقنا عليه؟"

نادين ردت بسرعة، بنبرة مليئة بالتصميم:
- "أنا موافقة طبعًا. وهدير جتلي النهاردة وروحت المصحة."

تغيرت ملامح نادر فجأة، استقام في جلسته وتقدم بجسده للأمام، وكأن تلك الكلمات أيقظت شيئًا مظلمًا داخله. صاح بصوت مفعم بالغضب المكبوت:
- "بردو هدير! هي مش الزفتة دي اللي عرفتك على الشلة المنيلة؟!"

جاء صوت نادين مهتزًا، وكأنها تحاول تبرير تصرفها:
- "بس..."

لكن نادر لم يمنحها فرصة للحديث. انفجر فيه غضب كان يحاول كتمانه منذ فترة طويلة، صوته كان مليئًا بالتهديد:
- "هو أنا مش قولتلك تقطعي علاقتك بالأشكال دي؟ وإلا قسمًا بالله هسجنهملك واحد ورا التاني!"

شعرت نادين بالخوف يتسلل إلى صوتها، محاولة تهدئته وهي تقول:
- "طب اسمعني طيب الأول، أنا والله كنت هسمع كلامك، بس لقيتها بتتصل وبتقولي أنتِ فين، فحكيتلها اللي حصل، وأصرت تيجي توديني بنفسها."

هدأ نادر قليلًا، لكن النبرة الحادة لم تختفِ تمامًا من صوته. تنفس بعمق ثم قال بصوت أخف قليلًا:
- "بس، ياريت لحد كده وكفاية. أول ما تخرجي من المصحة تقطعي علاقتك بيها نهائي."

قالت نادين باستسلام، وهي تشعر بثقل كلماته:
- "حاضر."

استرخى نادر قليلًا في مقعده، لكنه لم يكن مطمئنًا بالكامل. قال بحزم:
- "أنا هخلص شوية شغل ورايا وهجيلك."

|ليلة ممطرة| (قيد التعديل) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن