"8" «خطبة و زفاف»

538 26 36
                                    

«وفي النهاية، الحب الحقيقي يجب أن يتوج بالزواج، ليكون في الحلال، ولتكون الحبيبة شريكة العمر في طاعة الله».

اندهش حازم وكأن كلماته تفتح أمامه بابًا جديدًا، فقال مستفسرًا:
- "قول؟!"

كان أمير يتوق لهذه اللحظة كما لو كانت حلمًا يتشكل أمامه، فرد سريعًا بلهفة واضحة:
- "أنا عايز أخطب نور."

لم يكن حازم يتوقع أن يسمع هذا التصريح المباشر. نظر إليه، وصمت لبرهة قبل أن تملأ الدهشة وجهه:
- "بتتكلم جد؟!"

رد أمير بسخرية تخفي وراءها توترًا كبيرًا:
- "أكيد مش بهزر يعني، يا حازم!"

رفع حازم حاجبه بخبث مصطنع، ثم قال بتعمد البرود:
- "بس أنا مش موافق."

كلمات حازم كأنها صفعة في وجه أمير، جف حلقه، وتساءل بتوتر ممزوج بالدهشة:
- "مش موافق ليه؟!"

وهنا، انفجر حازم ضاحكًا، ضحكة من أعماق قلبه، وكأنه حقق انتصارًا صغيرًا، ثم قال محاولًا التقاط أنفاسه:
- "يااااه! دخل عليك المقلب! أكيد موافق، وإزاي مش هوافق؟! هلاقي مين أحسن منك ياخد نور ويحافظ عليها؟!"

هنا، شعر أمير بسعادة تغمر قلبه كفيض عارم من المشاعر، عجز عن السيطرة على نفسه وقال بعفوية:
- "والله، مش عارف أقولك إيه! أنا بجد في قمة السعادة."

نظر إليه حازم بحنان، وكأنه يعترف بشيء أكبر من مجرد الموافقة، ثم قال:
- "مش محتاج تقول حاجة. أنت لخصت كل الكلام في وقفتك مع نور في أصعب فترات حياتها، وده أكدلي أنت قد إيه بتحبها."

شعر أمير أن لسانه معقود من شدة الفرحة، حتى كاد صوته يخفت وهو يقول:
- "أنا أشيلها جوا عنيا، والله يا حازم."

ابتسم حازم بحرارة وهو يربت على كتف صديقه، ثم قال بجدية لم تخلُ من لمسة أخوية:
- "طيب، إمتى بقى هتجيب أهلك وتيجوا تتقدموا رسمي؟"

هنا، تكسرت الفرحة في قلب أمير كسكين ينغرس في قلبه. شعر بثقل الفقدان الذي كان يلاحقه طوال حياته، وأجاب بصوت مملوء بالحنين والألم:
- "للأسف... مش هقدر أجيب أهلي. هاجي لوحدي."

استغرب حازم، ثم قال بحزم:
- "إزاي يعني؟ لازم أهلك يكونوا معاك!"

تنهد أمير، وكأن قلبه ينكسر مع كل حرف يخرج من فمه:
- "أهلي ماتوا يا حازم. كان نفسي يكونوا معايا في لحظة زي دي، لكن للأسف الدنيا خدتهم مني، وللأسف قرايبي كلهم مسافرين."

سكت حازم للحظة، وقد ثقل قلبه من الحزن على صديقه. ربت على كتفه بحنان وقال بأسى:
- "يا حول الله، أنا آسف يا أمير... مكنتش أعرف. ده حصل قريب؟"

أجاب أمير بصوت محطم:
- "من سنين... بعد ما دخلت كلية الشرطة على طول."

تنهد حازم بأسف عميق:
- "ياااه، ده أنت ونور ظروفكوا متشابهة أوي."

|ليلة ممطرة| (قيد التعديل) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن