"3" «حب أم إعجاب»

811 36 27
                                    

"كنت أعتقد أن الحبّ من النّظرة الأولى هو نوعٌ من الأساطير القديمة، إلى أن جئتِ أنتِ أيتها الفاتنة وابتسمتِ لي ابتسامة أذهبت عقلي." ♡

نظر أمير إلى نور بنظرات مليئة بالحنان، وكأنما كانت كلماته محاولات لصنع جسر من الأمان بينهما. قال بحماس مفعم بالمشاعر:
- "ماتخافيش يا نور، أنا هفضل معاكِ لحد لما تخفي وترجعي زي الأول. بس لازم أخرج دلوقتِ."

تمسكت نور بيده كأنها تتشبث بأمل، قائلة برجاء:
- "لأ، ماتسبنيش."

ربت أمير على يدها بحنان، كأنه يحاول أن يمسح عن قلبها الألم الذي يثقل كاهلها:
- "ما أنا هاجي تاني، ماتخافيش."

استسلمت نور بإيماءة خافتة:
- "طيب."

خرج أمير من الغرفة، محاولًا كتم مشاعره التي كادت تنفجر في وجهه. حينما رأى الطبيب يتحدث مع والد نور، بدا وكأنه لا يتمنى إلا أن يبقى بجانبها:
- "حد يقعد معاها، والباقي لازم يمشوا."

تدخل أمير سريعًا، كأن قلبه يأمره بذلك:
- "هو ينفع أنا أقعد معاها؟"

ردت هيام بغضب، وكأنها تحاول حماية نور من أي خطر:
- "لا، بقولك إيه، أنا سيبتك أول مرة تدخل، بس مش هسيبك أنت اللي تقعد معاها كمان. أنت كده زودتها أوي."

قاطعها أمير برغبة ملحة:
- "خلاص، أنا آسف لحضرتك. بس بعد إذنك، هو ممكن أجي بكرا أطمن عليها، لو ده مش هيضايقك طبعًا؟"

هيام بابتسامة مجاملة، وكأنها تسعى للسلام:
- "لو كده، أنا معنديش مانع أكيد."

ابتسم أمير لها بامتنان، كأنها منحت له فرصة ثانية:
- "طيب، استأذن أنا."

خرج من المستشفى وركب سيارته، بينما كانت الأفكار تدور في رأسه كعواصف. اتصل بالنقيب مصطفى، وفور أن رد النقيب:
- "الو يا أمير."

أجاب أمير معتذرًا:
- "آسف إني اتأخرت، أنا جاي لحضرتك حالًا."

قاطعه النقيب:
- "لا، أنت حسابك معايا بعدين، لكن مش دلوقتِ. وماتجيش القسم، روح وتعالى بكرا، ولينا كلام تاني."

قال أمير:
- "خلاص تمام."

أنهى الاتصال، وذهب بأفكاره إلى كل الأحداث التي مر بها منذ الصباح وحتى وصوله إلى منزله. بعد نصف ساعة، وصل وصعد إلى غرفته، ولكنه شعر بصداع حاد، فبدل ملابسه ودلف إلى المطبخ ليعد كوبًا من النسكافيه. ثم خرج وجلس على الأريكة في غرفة المعيشة، غارقًا في أفكاره عن نور. فجأة، تذكر شيئًا مهمًا، وحدث نفسه:
- "يااااه، أنا نسيت أديها التليفون بتاعها! إيه اللي نساني بس؟"

دلف إلى غرفته، وأخرج الهاتف من جيب بنطاله، وجلس على فراشه. نظر إلى الهاتف وكأنه يحمل سرًا عميقًا:
- "أفتحه ولا لأ؟ بس ما ينفعش أفتح موبايل حد أكيد عليه صور ليها وخصوصياتها."

|ليلة ممطرة| (قيد التعديل) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن