"كنت أعتقد أن الحبّ من النّظرة الأولى هو نوعٌ من الأساطير القديمة، إلى أن جئتِ أنتِ أيتها الفاتنة وابتسمتِ لي ابتسامة أذهبت عقلي." ♡
في غرفة المستشفى، كان الصمت يلف المكان، سوى من صوت أنفاس نور المتعبة وهي تستلقي على السرير بملامح شاحبة. نظر أمير إليها بعينين ملؤهما الحنان، وكأن نظراته وحدها تواسيها عما مرت به. تقدم نحوها ببطء، وصوته مفعم بالإحساس:
"ما تخافيش يا نور، أنا هفضل معاكِ لحد لما تخفي وترجعي زي الأول. بس للأسف، لازم أخرج دلوقتِ".نظرت إليه بعينيها اللامعتين بالرجاء، ثم أمسكت بيده وكأنها تتشبث بأملها الوحيد. قالت بصوت منخفض ممتزج بالخوف:
" لأ... ما تسبنيش".تأثر أمير بمسك يدها، فربت عليها بحنان وكأنه يحاول أن يزيل الألم الذي أثقل قلبها، وقال بهدوء:
"ما أنا هاجي تاني، ما تخافيش".استسلمت نور لإصراره، وأومأت بخفوت، بينما عينيها تعبران عن الحزن الذي شعرت به لفراقه المؤقت:
" طيب..."خرج أمير من الغرفة، لكنه كان يجر خلفه ثقلًا كبيرًا في قلبه. رأى الطبيب يتحدث مع والد نور في الممر، فتوجه نحوهم بخطوات مترددة. كان يتمنى أن يبقى بجانبها، لكن الكلمات التي نطقها الطبيب كانت كالقيد الذي يقف بينه وبينها:
"حد يقعد معاها، والباقي لازم يمشوا".دون تفكير، تدخل أمير بسرعة وكأن قلبه لا يحتمل أن تُترك وحدها:
"هو ينفع أنا أقعد معاها؟"لكن صوت هيام القاطع أوقفه، وكأنها تحاول أن تضع حدودًا صارمة لحمايتها:
"لا، بقولك إيه، أنا سيبتك أول مرة تدخل، بس مش هسيبك أنت اللي تقعد معاها كمان. أنت كده زودتها أوي".حاول أمير أن يتمالك نفسه، فرد بأسلوب ملؤه الهدوء والرغبة في طمأنتها:
"خلاص، أنا آسف لحضرتك. بس بعد إذنك، هو ممكن أجي بكرا أطمن عليها، لو ده مش هيضايقك طبعًا؟"ابتسمت هيام بخفة وكأنها تمنحه فرصة أخرى، وقالت بنبرة مجاملة:
"لو كده، أنا معنديش مانع أكيد".أشرق وجه أمير بابتسامة امتنان:
"طيب، استأذن أنا".خرج من المستشفى، وأخذ خطواته نحو سيارته، لكن عقله كان يعج بالأفكار التي لا تهدأ. دارت في رأسه حكايات نور، ومحاولاته لفهم أسرارها التي بدأت تتكشف له يومًا بعد يوم. ركب السيارة وأخذ طريقه، لكنه لم يستطع أن يمنع نفسه من التفكير في كل كلمة قالتها، وفي الألم الذي رأى جزءًا منه في عينيها.
اتصل أمير بالنقيب مصطفى، وهو يشعر بخليط من التوتر والإرهاق. رن الهاتف لثوانٍ قبل أن يأتيه صوت النقيب الصارم:
"الو، يا أمير."ابتلع أمير ريقه بسرعة، ثم رد بصوتٍ يحمل في طياته اعتذارًا صادقًا:
"آسف جدًا يا باشا، تأخرت غصب عني. أنا في الطريق لحضرتك حالًا."

أنت تقرأ
|ليلة ممطرة| (قيد التعديل)
Romanceتُعد هذه الرواية عملًا رومانسيًا واقعيًا ذا طابع بوليسي، حيث تتناول قصة فتاة في مرحلة الثانوية تتعرف على شاب وهي في مأزق وفي ليلة ممطرة. كانت هذه الرواية هي الأولى لي. تم تأليف أول 8 فصول منها في سنة 2019 وانتهيت من تأليف باقي الفصول سنة 2021. لم أض...