الفصل 17: المقيّدون بمعايير الأخرين، لا يستحقّون التطلّع نحو السماء (4)

1 0 0
                                    

الفصل 17: المقيّدون بمعايير الأخرين، لا يستحقّون التطلّع نحو السّماء (4).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

يعيش المرء حياته مع إرتباطه بالعالم و بيئته.

إرادة والدها و حلمه، تطلّع والدتها نحو والدها بدورها.

هذا هو إرتباطها الوحيد بالعالم.

بالنّسبة للفتاة، هذه هي حياتها، و على الأغلب هكذا سيكون موتها.

حتّى ما تصبوا إليه لم يكن من أجلها، كانت تلك أحلامًا عابرة بالنّسبة لها.

لكن بالنّسبة لوالدها، فقد كان ذلك معنى عيشه.

لهذا، بعد أن تكمل إرادته، فلن يبقى لها شيئ.

و مع ذلك.

لأول مرَّة في حياتها، نشأ الشّكُّ في ذهنها.

هل كان ذلك لأنَّها شعرت بقربها من هدفها؟.

أصبحت متردّدة.

سيفٌ يقطع كلَّ شيئ.

هذه العبارة ومضت في ذهنها، مراراً و تكرارًا، هذه الكلمة وخزت قلبها.

شعرت بصدى العواطف في كلِّ مرَّة قالت الكلمة في عقلها.

تعبيرها اللّامبالي إنصهر، ما بقي هو وجهٌ فارغ.

عيونها كانت ضبابيّة، لم يكن ذلك سببه البكاء أو الحزن.

لقد كانت تلك هي الحيرة.

رفرف شعرها بينما حدّق بفراغ في السّماء، و مع ذلك، لم تنبس ببنت شفاه.

وقف الجميع بصمت، بينما ينتظرونها.

ماذا كانوا ينتظرون؟ لم يعرفوا.

لقد شعروا فقط لالحاجة لذلك.

هكذا في الغالب عملت الغريزة.

عرف الجميع هنا ما عناه التّعبير على وجه الفتاة.

لقد كان تعبيرًا حمله شخصٌ فاقد للأمل في الحياة.

بعد كلِّ شيئ، لقد عاش الجميع هنا لحظاتٍ كهذه في الحياة.

في بعض الأحيان، عندما لا يملك الشّخص ما يتطلّع له في الحياة، للإستمرار في العيش، سيضعون لأنفسهم أهدافًا للقيام بها.

ماذا بعد ذلك؟ بعد تحقيق هذه الأهداف، سيبقى الفراغ فقط.

لماذا كان فرناندو مستميتًا ليصبح رئيس العائلة؟.

كان ذلك لتحقيق طموحه، لكن السّبب الأكبر لم يكن ذلك.

السّبب الأكبر كان شيئًا أعمق.

ذلك لأنَّه كان خائفًا.

الموت شيئٌ مخيف، لكن هناك أشياء أكثر رعبًا.

حكايات الغموض تحت ضوء القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن