الفصل 38: إمتحانات تحديد الفئة داخل الأكادِيمِيَّة (15)

1 1 0
                                    

الفصل 38: إمتحانات تحديد الفئة داخل الأكادِيمِيَّة (15)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أردتُ أن أكون قويًا.

سواء كان من أجل أن أحمي نفسي.

لأجل حماية عائلتي.

أم من أجل تحقيق طموحي.

و … حتّى من أجل الهروب من خوفي.

لأنني كنت ضعيفًا، لم أستطع حماية أحد.

تقدم بي العمر و تلك الأفكار تسيطر على عقلي.

كنت أريد أن أحمي أختي.

من أجل أن أصبح أقوى، إبتعدت، كان عدم البقاء أمرًا مفروغًا منه.

طوال حياتي، كان لدي حظٌ تعيس، لم أرغب في التَّسَبُّبِ بالبؤس لها أكثر.

لا بأس، إنه بخير، هي لا تحتاج إلى شخصٍ مثلي.

يومًا بعد يوم، أصبحت تلك الأفكار قناعة، و تحولت إلى بغضاء.

تدريجيًّا، لم أعد أحتاج أختي، أصبح الفتى الصغير يعتمد فقط على نفسه.

أردت أن يفخر بي أبي، و فعلت كل ما يريده مني.

لكي أكون أقوى، تحملت تدريباته و قسوته.

طالما هو راضٍ عني، ما المانع في القسوة قليلاً؟

عواطفي بدأت تذبل شيئًا فشيئًا.

في البداية، كنت مستاءًا، تدريجيًّا، أصبح الشعور باهتًا.

في النهاية، لم أشعر كالسابق بعد الأن.

وجهٌ خالي من التعبيرات، نظراته قاسية لا تقبل الدفئ أو العاطفة.

تعاستي بشأن حظي لم تعد موجودة.

كان من المفروغ منه أن الشخص سيعاني، الحزن و الشكوة بشأن ذلك لن يصلح شيئًا.

يمكن للمرء فقط الإعتماد على نفسه.

مرورًا بمحاولات الإغتيال، الإختطاف و التعنيف، حتّى محاولة التّبرُّأ منه.

الفتى الصغير قاومهم جميعًا، كالصرصور المتمسك بالحياة، عاند الفتى عن الإستسلام.

تدريجيًّا، لم يعد يهتم بشيء.

دمية تفعل ما يتم أمره به.

لم يُرِد ذلك.

و هكذا، تحرر من سيطرة والده.

عندها أنا أدركت، أنني لم أعد بحاجة لأبي.

كنت أرغب بأن أكون قويًا، لكي أرى والدتي.

حكايات الغموض تحت ضوء القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن