19_بداية الثأر

73 13 1
                                    

"قــدر الإخـــوة"

كتابة وتأليف :شيماء عبد الله

الفصل التاسع عشر
*بداية الثأر*

رفع هشام حاجبه قائلا:
_الفتاة التي أحبها! من أخبرك هذا؟

عضت رجاء على لسانها، لتستوعب ما قالته للتو، وصمتها جعل هشام يقول :
_لا يوجد شخص غيره ما إن تلتقي به يبدأ الحديث عني دون توقف.

_أخي العزيز يبدو أنك نسيت الموضوع الذي نتحدث عنه في الأساس.

_تتهربين، حسنا لن أضغط عليك، أنا أعلم جيدا أنه هو وسأتفاهم معه جيدا فيما بعد، والان ما كنت أقوله لك أنك أصبحت كبيرة، ولا أقصد سنك، لا أقصد أنك وصلت لسن الزواج.

تفاجأت رجاء من كلماته، وباتت تفكر في السبب الذي جعله يذكر سيرة الزواج في هذا الوقت، والسبب الوحيد الذي وجدته هو تقدم أحد لطلب يدها للزواج، إلا أنه لم يعتاد أن يخبرها بهذا، فقد كان يخبر والدته في البداية، وهي من تخبرها، وفي الأخير تجده رافضا لذلك الزوج من الأساس، وما دام ذكر الموضوع الان، فهو موافق على هذا الشاب الجديد.

_أفهم من حديثك أنك موافق على هذا الشخص الذي تحدث معك.

_الأهم من موافقتي هو موافقتك، من قبل كنت أرفض أي عريس كونك كنت صغيرة، أو لأنهم لا يستحقونك، ولكن هذه المرة أنت من ستقرر هذا.

_من؟ أقصد هل أعرف هذا الشخص؟

كانت رجاء تتحدث وعينيها متبثة على أصابعها التي تلعب بهم، فقال هشام:
_زياد.

اسم مكون من أربعة أحرف سرق إنتباهها، فرفعت رأسها نحوه متفاجئة منا سمعته، فاسترسل هشام حديثه قائلا :
_زياد يرغب في الزواج منك، وسيأتي غدا للتقدم بشكل رسمي لك، وكما أخبرتك مسبقا موافقتي لن تؤثر، الأهم قرارك أنت.

كان يعتقد أنها صدمت كون صديقه من تقدم لها، أو أنها سترفض، لكن الحقيقة أنها أحبته منذ زمن طويل، وكتمت حبه في قلبها، ولم تنوي التصريح به، حتى أنها فكرت في محو ذلك الحب، لكن القدر لعب لعبته مجددا، وقرر أن يجمعها بالشخص الذي اعتقدت أنه لن ينظر لها مهما حدث.

قام هشام هاتفا :
_سأدعك الان تفكرين جيدا، ولديك مهلة حتى الغد كي تتخذي قرارك، ومهما كان هذا القرار سأساندك.

ولج هشام للداخل، وترك أخته ترتجف، فوضعت رأسها بين يديها، ودون أن تشعر ارتسمت بسمة على شفاهها، وقالت:
_مستحيل! زياد سيتزوج بي، أنا لا أحلم.

ضحكت سعيدة، وقلبها ينبض بقوة، فأتت نحوخا صفاء تشاركها سعادتها، ولم يلاحظوا يحيى الذي لحق بأخته، وسمع كل حديثهم، وما قالوه لم يرق له، و بالتأكيد سيغضب والده كذلك.

قدر الإخوةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن