"قــدر الإخـــوة"
كتابة وتأليف :شيماء عبد الله
الفصل الخامس عشر
*حفل المافيا*ولجوا للداخل ،بينما عيني هشام تلتفت في الأنحاء قبل أن يتوجهوا نحو طاولة، ووقفوا بجانبها، فهتف زياد مبتسما:
_أنظر كيف يرمقوننا بكل هذا الحقد، لعلي تحمست أكثر منك لهذه المناقصة، أتمنى أن نفوز بها كي أشمت فيهم جميعا كما قللوا من قيمتنا.هز هشام رأسه بيأس من عقل صديقه، فهو يريد الفوز بالمناقصة كي يشمت في منافسيهم، بدل أن يفكر في مصلحة الشركة، والربح الذي سيحصدونه في حال فازوا بالمناقصة، وبعد ربع ساعة، وصل أنطونيو أخيراً متألقا في بدلة باللونين الأبيض والأسود، و بجانبه إبنته روما التي اختارت فستانا باللون الأحمر لهذه المناسبة، فمال نحوها أنطونيو وهو محافظ على ملامحه الثابتة ليهمس :
_إذا علم فبريانو أنك ارتديت هذا الفستان اليوم، فبكل تأكيد سيأتي في أول طائرة من إيطاليا، ويقلب هذا الحفل لحرب، أنذاك أنت من ستنظفين دماء كل هؤلاء الحضور.رسمت روما بسمة مخادعة تخفي خلفها خوفا عميقا وقالت:
_لا تخفني يا أبي رجاءا، كان يجب أن تحذرني في المنزل قبل أن أقع في هذه المصيبة.تقدم نحوهم بعض رجال الأعمال، فتحدثوت معهم قليلا، وكذلك روما حاورتهم بعد أن ظهرت الجدية فجأة على ملامحها، وفي كل خطوتين يقومان بها، يوقفهم شخص ما، ومن بينهم هشام وزياد اللذان تحدثا معهم لدقيقة قبل أن يعلن المحامي الخاص بأنطونيو عن الهدف خلف الحفل.
تقدم أنطونيو نحو المنصة، ليقترب الحضور منها، وهذا جعل أنطونيو ينظر للجميع قبل أن يهتف :
_بالتأكيد الجميع لديه فضول لمعرفة الفائز بهذه المناقصة، وأنا قبل هذا أريد أن أخبركم أن عروضكم كانت مبهرة ومتقاربة بشكل غريب، لدرجة وجدت صعوبة كبيرة في البداية في الاختيار، لأن العروض جميعها كانت في المستوى المطلوب كما ذكرت مسبقا، لذا إنتقلت للنقطة الثانية والتي شكلت الفرق، التفاصيل، هذه النقطة لم يركز الجميع عليها، إلا أن من ركزوا عليها لم يكونوا بالعدد الصغير، وهذه التفاصيل لم ترتكز على المناقصة فقط، بل على الجو المناسب الذي وفرتموه لنا.. التفاصيل شيء مهم في عملي، وأكثر شخص ركز على هذه التفاصيل كان..صمت ينظر للأوجه المترقبة، إلا أن البعض ظهرت خيبة أمل على وجوههم حينما ذكر نقطة التفاصيل وراحته، بينما الباقي ظلت الحيرة تعلو رؤوسهم، وقد كان هشام هو الأخر متوتر، لكنه حاول تمالك نفسه، فأنهى أنطونيو جو التوتر السائد حينما قال:
_الفائزون بهذه المناقصة هما الشريكان هشام وزياد.تنهيدة راحة خرجت من شفاه هشام، على عكس زياد الذي تصنم مكانه غير مستوعب لما قيل، لكن الأمر لم يدم سوى ثواني حتى قفز من شدة السعادة، فأمسكه هشام من ذراعه يمنعه من مواصلة القفز، فضمه سعيدا بهذا الفوز، وقد كانت سعادته نابعة من فوزهم، ونسي حديثه قبل دقائق عن التشفي.

أنت تقرأ
قدر الإخوة
Acción"ستأتيهم عاصفة من حيث لا يدريان على هيئة ابنتهما" "هم والدين قرروا الإتجار ببناتهم، ليحرموا كل واحدة من أختها، فهل سيجمع القدر يوما الإخوتين؟ أم سيحرمان من بعضهما إلى الأبد؟"