"قــدر الإخـــوة"
كتابة وتأليف :شيماء عبد الله
الفصل الحادي والعشرين
*عيون قطتي*فتحت صفاء عينيها على وسعها، لتكح رجاء بقوة بعد أن اختنقت بالأكل، وفكرة واحدة تدور في عقلها أن أخاها ضحى بنفسه، وسيتزوج صفاء كي تتزوج هي من تريده، لتتذكر حبه لفتاة أخرى، فنظرت له كي تتأكد مما سمعته من عمها.
نظر هشام لعمه ليهتف بنبرة باردة :
_يبدو أنك تخطط وتنفذ وحدك دون أن تناقشني في شيء.احتدت نظرات إسماعيل ليقول :
_هل تمزح معي أم ماذا؟ ألم نتحدث بالأمس؟_أنت فقط من تحدث، أما أنا لم أقل شيئا.
ضرب إسماعيل يده مع الطاولة هاتفا:
_هشام لا تعبث معي._في الحقيقة أنت من يعبث يا عمي، هل تعتقد أنني لا أعرف بمخططاتك منذ البداية؟ أنت لا ترغب في تحقيق عهدك أنت ووالدي الذي لا أساس له من الصحة، أنت طامع في رزقنا منذ سنين، منذ مات والدي وأنا أتحمل تصرفاتك لكن إلى هنا ويكفي، حقك أخذت بل أخذت أكثر من حقك، وتلك الشركة التي تطمع فيها لن تحصل عليها بتاتا، تلك الشركة نشأت من تعبي، ولن أسمح لك بالحصول عليها بهذه السهولة، وزواج يحيى ورجاء لن يحدث، كما لن أتزوج من صفاء.
نظر لصفاء التي وضعت في موقف محرج، وهتف بنبرة هادئة:
_أنا لا أقصد التقليل من قيمتك يا صفاء، لكن منذ ولادتك وأنا أعتبرك أختي كرجاء تماما، ومن المستحيل أن تربطنا علاقة غير الأخوة، وفي الأساس أنا وجدت الفتاة التي سأتزوج بها.كانت رجاء الأسعد بينهم بعد أن قرر أخاها أخيرا وضع حد لعمهم، لكن حينما سمعت كلماته الأخيرة تفاجأت كالجميع، فهي كانت تتوقع إخفاءه للموضوع أكثر، لكن وعلى ما يبدو أنها ستحضر زفاف أخاها عما قريب، ولم يكن حال حليمة مختلفا عنها، فهي تفاجأت كثيرا وصعدت بهذا الخبر، لكنها كتمت فرحتها حينما لاحظت غضب إسماعيل.
ضغط إسماعيل على لكمة يده هاتفا:
_إذن أنت تخطط في الأساس للزواج من فتاة أخرى، لماذا إذن لا تسمح ليحيى بالزواج من أختك؟_لقد أجبتك بالأمس، والان إما أن تجلس بكل هدوء ودون خلق المشاكل، أو تغادر هذا المنزل إن كنت تفكر في العكس.
_أيها الوقح! تطردني من المنزل.
_كنت أحسن إليك كونك ضيف في منزلي وعمي، لكن هذا لم يجدي نفعا معك، لذا قررت تجربة الوقاحة.
_كل هذا بسببك يا حليمة، لم تحسني تربيته.
_تحدث معي أنا يا عمي، ولا تقحم أمي مجددا في نقاشاتنا.
نظر إسماعيل لزوجته وابنته هاتفا:
_ما الذي تنتظرانه بعد، لقد طردنا من المنزل.
أنت تقرأ
قدر الإخوة
Acción"ستأتيهم عاصفة من حيث لا يدريان على هيئة ابنتهما" "هم والدين قرروا الإتجار ببناتهم، ليحرموا كل واحدة من أختها، فهل سيجمع القدر يوما الإخوتين؟ أم سيحرمان من بعضهما إلى الأبد؟"