لقلبك جزاء وانانيتي نصيب

1.3K 216 65
                                    

الفصل الثالث عشر

انتشر صوت بكاء تولين في المكان عقب عودتها من منزل سليم، تولين لا تبكي إلا قليلاً جدًا لكنها اليوم فعلت كثيرًا بسبب سليم، علم مالك من أول لحظة أن السبب الحقيقي هو سليم فقط! هو يكرهه ويريده أن يخرج من حياة طفلته مهما أصبح الثمن

شهرين كاملين مّروا
ناردين تتجهز للجامعة مع صخر الذي يدعي أنه تجاوز إلا أن داخله الكثير مما حدث، حاول الابتعاد عنها قَدر المستطاع لكنها تتجاهل

شهرين ولم يرى تولين نهائي في الجامعة أو غيرها، رن عليها كثيرًا لكن هاتفها مُغلق واتجه أمام منزلها يتابع بالساعات لم يراها، ظن أنها قد سافرت لكن حين سأل صخر نفى

صخر يعلم عنها كل شيء لكن زاد جفاءه تجاه صديقه حين يذكر اسمها، يشعر أنه سوف يجن خلفها ولا أحد يساعده كأن الجميع يتلذذ بعذابه المستمر

ذات يوم وقف يساعد أحد اصدقائه بملامح جامدة، ينظر حوله رغم علمه أنه سوف يخيب ظنه مثل كل مرة لكنه يناجي الله أن يخيب ظنه، شعر بيد تُوضع على ظهره مسكها بقوة والتفتت فاردفت بإبتسامة : اهدى .. دي انا تولين

شعر برجفة سارت في قلبه وهو يراها أمامه، يدها مُجبرة وهناك كاب موضوع على رأسها كأنه يخفي شيء، اردفت بمرح : مالك سرحان في ايه! دا بدل ما تاخدني بالحضن بعد غياب شهرين

وضع يده على وجنتها واردف بصوت مبحوح : مالك!

ردت بإبتسامة : كنت زعلانة اوي منك في يوم وقولت بصي يا بت يا تولين روحي طربقي البيت على دماغه لحد ما يقول أسف وسامحيه بعدها بعدين خدي حضن كبير وخليكي معاه .. بس ملحقتش اوصل ليك عشان عملت حادثة جامدة

اتسعت عيناه بصدمة واردف : حادثة ايه؟

ضغطت على أنفه قائلة بمرح : أنت لسه هتسأل! دا انا قعدت شهر في المستشفى منهم اسبوعين غيبوبة

لا يستوعب كل ما حدث هذا دون علمه كأنه في محافظة أخرى، أردف بعدم استيعاب : انا رنيت عليكي كتير اوي وتليفونك مقفول

ردت ببساطة محببه له : ما عشان اتكسر في الحادثة ولسه مجبتش غيره جديد

جذبها لحضنه يضغط على رأسها في كتفه ويحاوطها بقوة، تحدث بحزن : وحشتيني اوي، مش عارف قعدت الفترة دي كلها إزاي من غير ما اشوفك، أنا كنت هتجنن

وضعت يدها على وجهها تبكي وبدأ هو يهدئها، اردفت : رغم إني عيطت بسببك كتير بس قولت لبابا انك طيب واللي في قلبه على لسانك ودا مش ذنب

رفع وجهها وقال : أنا كنت غبي، والله غبي اوي كمان!

أكدت قائلة : أنت فعلاً غبي بس انا بحبك

لقلبك جزاء وانانيتي نصيب " وكفى به " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن