الفصل الثامن عشر
جلس صخر يراجع نفسه للمرة التي لا يعرف عددها، قد تحجرت الدموع داخل عيناه وهو ينظر أمامه دون حركة، فتحت ناردين الباب بحماس واضح تتجه تجلس على ركبتيها أمامه قائلة : أنا شوفت ناس بتاكل حاجات بتمشي، وكان شكلهم يع بس المكان قمر
رد صخر بنبرة هادئة : كنتِ فين من ورايا؟ وبأي حق تطلعي من هنا بدون اذني
وقفت ناردين قائلة : أنت كنت نايم وأنا زهقت، بس يا حبيبي شكلك كان تعبان اوي وأنا مقدرة ده! بقالك وقت طويل بتنام على الأرض في الورشة
كادت تضع يدها على وجهه لكنه مسكها بقوة واردف : فركش
عقدت حاجبيها قائلة : مش فاهمة
نفض يدها قائلاً بغضب : يعني الحكاية انتهت يا ناردين، وأنا مش عايزك في حياتي يا بنت الناس، بصراحة بعد ما فكرت في الموضوع وراجعت نفسي لقيتك متفرقيش حاجة عن شيرين، واحدة خانتني في سريري والتانية خانت أهلها في سريري
ردت ناردين بعدم استعياب : بس انا بحبك
ضحك ساخرًا : بتحبيني! مع الأسف احنا الشباب منعرفش الحب غير مع اللي تصون نفسها، إنما السهلة دي بناخدها تسلية لوقت مؤقت وبصراحة أنا مليت منك
ظل تنظر له وما زالت كالتائهة ثم قالت : لو بتهزر بلاش بالشكل ده! أنا سيبت كل حاجة عشان بحبك حتى الطب، أنا مش عايزة كلية بس فكرت ابقى معاك، متجيش عليا يا صخر
مسك كتفيها يهزها بانفعال وقال : مجيش عليكِ إزاي؟ واحدة سابت كل حاجة ووافقت تهرب مع واحد غريب، جات معاه بلد غريبة بدون خوف ونامت معاه في نفس الأوضة، كانت جاهزة يعمل اي حاجة.. دي تؤتمن على بيتي إزاي؟ دي اتجوزها وابقى واثق فيها إزاي، الغالي غالي يا ناردين وأنتِ ارخص ما يكون قدامي، وانا خلاص اخدت اللي فيه النصيب وبقولك ارجعي لأهلك، انا استغنيت خلاص
دفعته صارخة به : إزاي ارجع؟ إزاي اسيبك يا صخر! طب قولي حد كلمك؟ عشان خاطري قول انك عملت كده لسبب، اكدب عليا وهصدق يا صخر .. ابوس ايدك قول حاجة
أعطاها ظهره واردف : دا اللي عندي واعتبريه درس قاسي بس محترم وبصراحة تستاهليه، وبعدين معلش يا ناردين اللي توافق تمشي مع واحد هتوافق تمشي مع غيره! ملكيش أمان وهي الدنيا كده اللي تكلم واحد تكلم عشرة، واللي تمشي مع واحد بكره تسيبه وتمشي مع غيره، واللي .. ولا بلاش أنتِ صغيرة على دي بس بكره تعمليها
وجدها تبكي وفجأة بدأت تشهق بقوة، التفت سريعًا يحاوط فكها واردف بلهفة : ناردين .. ناردين اهدي
ردت وسط شهقاتها : انا .. عمري .. ما .. هسامحك
بدأت تتنفس بصوت عالي وهي تبكي، كاد يبكي هو الآخر واردف : معلش الدنيا ياما بتعلم
أنت تقرأ
لقلبك جزاء وانانيتي نصيب " وكفى به "
Ficção Geralعلاقة أنانية & علاقة مُهشمة لو تطلعتم على الغيب لاختارتم الواقع، كُن على يقين يا ابن آدم أن الله لا يختار لك سوا الخير هو لا يعبء لأي شيء سوا أحلامه عكس أخاه الذي يعبء حتى لأنفاسه في الدنيا ليس عليه عبء يحمل مسئوليته عكس أخاه الذي يحمل عبء من هم...
