لقلبك جزاء وانانيتي نصيب

8.2K 311 38
                                    

صفوت وناريمان

تبدأ حكايتنا في أحد المستشفيات حيث تجلس صاحبة العيون الزرقاء على سريرها منتظرة قدوم مولوديها التوأم الذي عوض الله عليها بهما بعد معاناة، ربما لن ترى هذه اللحظة مرة أخرى لكن كرم ربها رزقها بهذه اللحظة الآن ... نظرت باتجاه زوجها الذي يقف بتوتر كأنه ينتظر لحظة حاسمة، تنفس الصعداء وهو يرى ممرضتين تدخلا بطفليه فاتجه لها يحمل واحد والأخر أعطته الممرضة لأمه

أخرج الأب بعض المال وأعطاه للممرضتين والسعادة تغمر ملامحه حتى أنه شعر برغبة عارمة في البكاء من السعادة، اتجه وجلس على طرف السرير يقبل جبين زوجته التي انهمرت بعض الدموع منها

تحدث وهي تمسح تلك الدموع : حلوين صح ؟ يهون وجع الولادة والوجع اللي بعد الولادة وارهاق الحمل وقلة النوم في سبيل حضن من واحد فيهم يا صفوت

نظر لابنه وقبل وجنته الناعمة قائلاً : أنا مش فاكر اي زعل بسبب عدم الخلفة مجرد ما شوفتهم يا ناريمان .. هاا جينا للحظة الحاسمة هنسميهم أيه ؟

ناريمان بإبتسامة : أنت عايز تسميهم أيه ؟

صفوت بإبتسامة : أنتِ اللي عايزة تسميهم أيه ؟

حركت عيناها بعشوائية لتنظر لابنها الذي تحمله، قبلت جبينه بتطويل وكذلك يده الصغيرة

ناريمان : هسميه سليم ... سليم صفوت الشاذلي

نظر صفوت لابنه الذي بين يديه ليأتي في باله ذكرى تلاطم الأمواج مع الصخور في شهر عسله هو وزوجته، وأيضاً تذكر أول لقاء كيف أنها حملت صخرة من الشاطيء ورمتها بظهره فضحك

ناريمان باستغراب : في أيه ؟

صفوت : صخر ... كل أما تناديله هتفتكري يوم أما ضربتيني بصخرة صغيرة وفي شهر عسلنا لما أصريتي نروح لنفس المكان

أعادت شعرها للخلف وابتسمت متذكرة تلك اللحظات الجميلة، نظرت لزوجها وابنيها لتبدأ التفكير في حياتهم القادمة التي وبالتأكيد سوف تكون أجمل مع وجود ابنيها ... وهذا ما حدث طوال ثلاث سنوات فكانت سعادة صفوت وناريمان بعائلتهم الصغيرة لا تقدر بثمن وليس لها أخر

بدأ صفوت منذ ولادة ابنيه الإتجاه في طريق أخر في عمله فهو اراد أن يفعل لهم مال لا تأكله النيران، فهكذا هو الإنسان في البداية يفكر في اللعب في الشارع ثم التعليم وكيف يصل للكلية التي يحلم بها أو العمل الذي يرغب فيه .. يقع في الحب وهدفه بعدها خطب من يحب وبعدها يسعى للزواج منها ظناً أنها أخر أحلامه

حين يتزوج يبدأ التفكير في الأولاد ويقول ما إن ينولهم تنتهي الحياة لكن حين يرزقه الله يبدأ التفكير في تربيتهم وتعليمهم وعمل لهم حياة كريمة والأفضل من كل شيء ... لا تنتهي رغبات الإنسان من الحياة

لقلبك جزاء وانانيتي نصيب " وكفى به " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن