النهايه روحي تعاني٣

774 80 28
                                    

وقفت إيمان محتاره، ومرتبكه، بتبص في كل الاتجاهات إلا وش حازم المترقب لكلامها، قال:
-عايزه تقولي ايه يا أستاذه إيمان؟!

كانت معجبه باحترامه جدًا، لدرجة إنها اتمنت تتجوز واحد شبه حازم في الأخلاق والاحترام، سألها تاني عشان تتكلم فقالت:
-آآ... عايزه أقول...
بلعت ريقها بتوتر وزاد توترها لما ظهر أكرم وقال لحازم:
-مبروك يا دكتور حازم أسماء ولدت...

ابتسم حازم بفرحه ودخل بسرعه للمستشفى كان بيجري، ووقف أكرم يبص لإيمان رافع حاجبه، وإيمان بتعدل طرحتها بتوتر، فقال أكرم:
-رايحه تقولي لحازم ايه يا إيمان؟ إنتِ عايزه تخربي حياة أسماء؟! أنا عارف إنك سمعتِ كل اللي قالته أسماء... وسمعتِ كمان إنها فاقت لنفسها! صدقيني لو فيه حاجه هتتغير كنت أنا أول واحد هقول...

تنهد أكرم وقال:
-مفيش حاجه هتتغير لا اللي مـ ـات هيرجع! ولا شروق هتستفاد حاجه... وشويه وأخواتها هينسوا وهيعاملوها عادي والأيام بتداوي كل حاجه...

قالت ايمان بانفعال:
-الأيام بتداوي الجروح يا أكرم مبترجعش المبتور... وأختك دمرت عيله كامله... أختك لازم تتحاسب... ولو إنت هتقدر تعيش مع الذنب ده وتكتم جواك أنا مقدرش... دي شهادة حق يا أكرم...

قال بنفس الانفعال:
-يا حبيبتي محدش طلب شهادتك بالعكس إنتِ كده بتستري مسلم... بالله عليكِ يا ايمان عشان خاطر أمي احفظي السر ده واسكتي عنه للأبد...

بصت ايمان للأرض بتفكير وسكتت فكرر أكرم:
-طيب عشان خاطر الطفل اللي اتولد ده! يرضيكِ يتشرد يرضيكِ تدمري حياته قبل بدايتها... أتمنى تفكري بحكمه ومتاخديش أي قرار من غير تفكير كويس جدًا...

مشي أكرم وسابها واقفه مكانها وبتبص في كل اتجاه بتوتر وتردد وهي بتقول:
-أعمل ايه! أعمل ايه يارب... أقول ولا أسكت!

لفت نظرها حاتم اللي واقف قصادها على بُعد مسافه،  كان متابع طريقة كلامها مع أكرم من غير ما يسمع ولا كلمة، ولما بصيتله نزل عينه للأرض...

حاتم مكلمهاش من شهور طويله ولا حتى شافته صدفه، فكرت تروح تقوله هو وتطلب مساعدته لكن قالت لنفسها:
-لا مش هعمل أي حاجه إلا لما أفكر كويس جدًا، الموضوع مش سهل...

اتنفست بعمق ومشيت من المستشفى وهي بتتخيل مشاهد كتير لو قالت أو سكتت، زادت حيرتها أكتر واتمنت لو مخرجتش من بيتها خالص اليوم ده ولا قابلت أسماء...

من ناحية تانيه ولدت أسماء وكان باين عليها التعب وهي راقده على السرير موقفتش عياط من ساعة ما ولدت وحازم كان قلقان عليها وكل شويه ينادي التمريض عشان يشوفوها ويقولوله إنها كويسه...

مسح على شعرها بحنان وقال:
-ايه يا حبيبتي! بتعيطي ليه دا إنتِ جيبتيلنا ولد زي القمر شبهك بالظبط...

بقلم آيه شاكر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن