الحلقة الخامسة روحي تعاني ٢

987 57 111
                                    

استنشقت رائحة النعناع اللي بتهدي أعصابي قبل ما أشرب من الشاي وبعدين فتحت الدفتر، أخذت أول ورقه مطويه جواه وبدأت أقرأ الكلمات اللي خلت دموعي تنزل زي المطر...

🌸🌸🌸🌸
الحلقة الخامسة
#روحي_تعاني٢
بقلم آيه شاكر
🌸🌸🌸🌸

كانت ورقه كتبتها والدتي بخط إيديها! كانت بتحكي معاناتها ومشاعرها يوم ما والدي قالها إنه هيتجوز واحده أرمله عشان يكسب فيها ثواب، وطبعًا افتكرته بيهزر وقالت:
-هو إنت مش هتبطل هزار.

لكنه قال:
-أنا مش بهزر أنا نفسي أخلف ولد... وإنتِ مش هتعرفي تجيبيه.

ولما حست والدتي بصدق كلامه ثارت وزعلت وبكت وغضبت لكنه كمل الجوازه عادي، كانت بتوصف مشاعرها وكأن حد طعن قلبها فجأة وسحب الخنـ ـجر فجأة...
سكتت والدتي واستمرت الحياة لكنها كانت مجـ ـروحه ومن يومها وهي اتغيرت غابت عنها روح المرح اللي كانت بتميزها حتى ابتسامتها كانت مكسـ ـورة كملت حياتها مع والدي عشان بتحبه وعشاني أنا وأختي، مفكرتش في نفسها لكن فكرت فينا مكانتش عاوزانا نتربى من غير أب...

وبعد فتره جالها السكر من الزعل ومرت الأيام اللي بيقولوا إنها بتداوي الجرح لكن ظل أثره موجود وطول العمر...

والدتي كانت عارفه إني بكره زوجة والدي وبتجنب أتعامل معاها، على عكس نسمه أختي الكبيرة اللي كانت بتحبها وبتبات عندها.

كنت ببكي وأنا بقرأ الكلام ده وبحاول أمسح دموعي عشان أكمل قراءة لحد ما عيني وقعت على جملتبن مكتوبين لوحدهم في أخر الورقة، وقرأتهم أكتر من مره، كتبت والدتي:
-كل يوم بدعي ربنا إن ياسين يكون من نصيب سمر... حاسه من نظراته إنه بيحبها ولولا الملامه كنت هروح أطلب إيده ليها.
فعلًا ياسين بيحبني! وأنا كمان بحبه ومش قادره أتخيل حياتي من غيره لكن بدوس على قلبي بسبب خوفي من المستقبل، خوفي أتجوز وأخلف وبعدين يتجوز عليا! ساعتها أنا مش هستحمل يإما همـ ـوت من الحسره يإما هنفصل عنه وكلاهما أصعب من بعض! ليه أ.عذب معايا أولادي! وأمـ ـوت وأسيبهم أو يعيشوا من غير أب...

تأملت في مخيلتي كل الأزواج والزوجات اللي أعرفهم في حياتي، ما يمكن ياسين يطلع من الموحدين ويكتفي بيا! زي ما هيثم مكتفي بهمسه ومراد مكتفي بريهام وخالي مكتفي بمراته وعمي كذلك، وجوز عمتي مكتفي بيها!
قرأت الكلمات كلها تاني ووقفت على أخر جملتين...

وقرأت الجملتين دول أكتر من مره وبكيت، أنا اشتقت لأمي أوي! ياريتها كانت جنبي عشان تقولي أعمل إيه! ياريتها كانت هنا عشان أحكيلها كل اللي مخوفني من المستقبل، كنت هقولها على ياسر وخيانته لنسمه أختي! كنت هحكيلها عن صراع قلبي اللي عايز ياسين وعقلي اللي رافض أي راجل، مسحت دموعي عشان أعرف أكمل قراءة...
-ايه اللي مقعدك هنا في المطر كده يا سمر؟!
انتفضت على صوت ياسين، وقفت وحضنت الدفتر،
فاتسعت عين ياسين بدهشة وصدمة لما شاف الدفتر معايا قال وهو بيشاور على الدفتر:
-إنتِ لقيتِ الدفتر ده فين؟! دا بتاعي...

بقلم آيه شاكر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن