بعد ما طاح سلمان بالارض انطلقو العساكر يمسكون صالح قبل يصحى واتصلو على الاسعاف ياخذون جثة سلمان ، وقف بندر يتنهد برعب وهو يناظر متعب طايح بدمه في حضن ملاذ الي كانت منهاره بكاء وفهد الي جالس على ركبته من هول الي يشوفه قدامه ، تقدم بخطوات سريعه لمتعب يتحسس نبضاته ، التفت يصرخ على فهد ويصحيه من صدمته: جيييببب السياااررره
قام فهد يركض للسياره الي كانت بعيده عنهم برا الديره ، ركض بكل سرعته يدعي بداخله ان خويه يتحمل ويصبر ، رفعت ملاذ يدها تناظر الدم الي عليها برجفه وهزت راسها بالنفي: لا لا مستحيل هذا دم متعب مستحيل
رفعت نظرها لبندر الي كان جالس جنبها وعيونه على متعب بصدمه وكملت: ع..عمي قول انه كابوس و بصحى منه
قاطعها متعب الي كح بوجع وانطلق الدم من فمه ، ناظرت فيه برعب وبكاء ونطقت: م..متعب تكفى قوم طمني وقل انك بخير الله يخليك
رفع متعب يده يمسك كتف بندر ويشد عليه بكل قوته الي بقت معه وقال بصوت متقطع: ملاذ وخواتي يا بندر تكفى
هز بندر راسه بالنفي وانهلت دموعه بقهر وحزن: لا يا متعب لا والله بتصحى وبتقوم لهم انت تكفى يا متعب
وسعت ملاذ عيونها بصدمه من كلامه كيف يامن بندر عليهم وكانها اخر مره يكلمهم فيها ، صرخت برعب وقهر: لاتقول كذااا كله بسببي انا كله بسببي انا
ابتسم متعب رغم الالم الي يحس فيه وكح بوجع: يفداك رجلً ما تشيله عظامه يا ملاذ المتعب
هزت راسها تبكي بالم وحرقه بقلبها وزاد عليها اخر ابياته لها قبل يقفل عيونه
ملاذ: ملاذ بتضيع بدونك تكفى قوم وخلك جنبي تكفى
وصل فهد بالسياره ووقف جنبهم ونزل بسرعه متجاهل دموعه الي على خده ، قرب منهم وساعده بندر في شيل متعب
بندر ببكاء: بشويش لا تاثر عليه
ركبوه ورا وراح بندر للي جالسه بصدمه على الارض وسندها يوقفها ورجعت ترفع يدها وتناظر الدم وكانها تاكد لنفسها ان الي صار صدق بشوفه دمه على يدها ، لفت على بندر تتمسك بكتفه وتنطق بعدم تصديق: انا السبب انا السبب
رجعت تناظر الدم على يدها وكملت: مات بين يديني وهو يحميني
هز بندر راسه ورجعت دموعه تسابق كلماته: اركبي يا ملاذ اركبي خل نلحق عليه
ركبها ورا مع متعب وركب قدام بسرعه ونطق بحده: اسسرررعع
تحرك فهد بكل سرعته متجه لاقرب مستشفى ، كان الجو بالسياره حزين جداً ، ملاذ الي تحاول تنكر الي صار وتبكي بحرقه وبندر الي كان يبكي بهدوء ويكتم غصته اما فهد كان يحس بقلبه يحترق يحس بروحه تحترق على الي صار لخوي دربه وقريب قلبه ، عمره متعب ماكان مجرد ولد عم عند فهد ، كان خوي دربه وصديقه واكثر شخص قريب منه ويفهمه ، كل ما تنزل دمعته غصب عنه يمسحها
وصلو للمستشفى بربع ساعه ، ونزل بندر يركض ويناديهم يجيبون سرير وفجاه طلعو الممرضين ومعهم سرير ، فتح فهد الباب وطلعو متعب واتجهو بسرعه لغرفه العمليات ، نزلت ملاذ تركض معهم وتسمع وحده من الممرضات تقول بعجله: النبض منخفض جداً ويمكن ما نلحق على المريض استعجلو
ما حست على نفسها يوم طاحت وماقدرت تشيلها رجلها ، تقدم بندر بسرعه ونزل لمستواها يحضنها: تكفين لا تحرقين قلبي كذا كافي الي فيه قومي
اشرت ملاذ على نفسها بحرقه ونطقت ببكاء اهلك قلبها: انا ذبحته انا السبب كيف اسامح نفسي كيييفف
هز بندر راسه بالنفي ونطق ببكاء: لا والله موب انتي انا طالبك تقومين معي طلبه
التفت فهد للجهه الثانيه يخفي دموعه الي رجعت تطيح ، قومها بندر معه واول ما قومها طاحت بحضنه مغمى عليها وصاح ينادي الممرضات وجو ينقلونها لاقرب غرفه يقيسون ضغطها ويسعفونها
قفلو الباب الممرضات بوجه بندر ، حط يده على راسه بوجع ، يحس بضيقه وصداع فتك راسه التفت على فهد الي كان حاله اردى منه ، تقدم يحضن فهد ونطق ببكاء: راح متعب يا فهد راح
هز راسه فهد ينفي الفكره من راسه ونطق بغصه: لا والله ماراح متعب قوي يا بندر متعب يقدر يتجاوزها
شد بندر على حضن فهد: يا وجد حالي عليك يا متعب يا وجد حالي
غمض فهد عيونه بقهر وطاحت دموعه ، هو بنفسه يحتاج الي يواسيه ويخفف عنه هول الي قاعد يصير ، مرت ساعتين وهم واقفين عند باب العمليات يحاولون يستوعبو الي صار وملاذ للحين نايمه وحاطين فيها مغذي ،
فهد بقهر: رماه قدامي وانا واقف
بندر وهو يناظر للفراغ: اخذ جزاته
فهد: ما اشفيت غليلي متعب طايح داخل ولا ندري حي ولا ميت
بندر: والكلب مات
تنهد فهد بضيقه وابتسم يوم تذكر متعب وعادته دايم اذا تضايق يلقي قصيده على مسامع فهد وكانه يفضفض له بالقصيد بلع غصته قبل يقول الابيات الي طرت على باله بذي الحظه:
وللفراق الام واحزان وجروح وكدر .. وللوداع دموع تنشاف بعيون الظرير
آه من دمع المفارق وعبرات القهر .. ومن هموم تجعل الشايب يعود غرير
فاقداً لي محزماً في القى محزم ظفر .. فاقداً كلمه يا لبيه وابشر يالامير
رفع راسه فوق يوم حس ان دموعه بترجع تطيح ، رفع راسه يمنعها وحيله مهدود
قاطع حزنهم خروج الدكتور من العمليات و فزوا بسرعه ، ابتسم الدكتور يطمنهم: الحمد لله تعدينا مرحله الخطر واستقرت حالته ، الاصابه جت بمكان حول القلب ولا اثرت عليه وبعد شوي بيطلعونه في غرفه خاصه فيه ، خطاه السوء
راح من عندهم وتركهم مبسوطين ويحضنون بعض بكل سعاده من الخبر الي سمعوه
ماقدر بندر يمسك نفسه ونزلت دموع الفرح: عايش عايش متعب رجع يا فهد رجع لنا
ضحك فهد بعدم تصديق وهو يربت على ظهر بندر: قلت لك متعب قوي وقدها ياربي لك الحمد
التفتو على الممرضات الي طلعوه من العنايه وراحو وراهم بسرعه لين دخلوه غرفته ، تقدمو حوله ينتظرونه يصحى والتفت فهد على الممرضه: متى يصحى؟
رفعت الممرضه كتفها بمعنى ما ادري وطلعت تاركتهم معهم
بندر بعدم تصديق: الحمد لله ياربي
فهد: روح تطمن على مرته لايقوم يدبغنا الحين
ضحك بندر يمسح دموع الفرح: رايح رايح وببشرها
طلع بندر واول ماطلع لانت ملامح فهد وقرب الكرسي من سرير متعب يجلس عليه وتنهد بضيق: خوفتني عليك يا متعب لوى ذراعي فيك ابن الكلب
طلع بندر بيروح يتطمن على ملاذ ويوم قرب من باب غرفتها سمع صراخ من داخل ودخل بسرعه ، شاف ممرضتين يحاولون يجلسونها على السرير وهي تصارخ تبي تطلع ، تقدم لها بسرعه: بسم الله عليك بسم الله عليك
تمسكت ملاذ بثوبه ونطقت ببكاء: وينه يا عمي وينه تكفى طمني عليه
حضنها بندر يحاول يهديها: بخير الحمد لله طلعوه من العمليات والحين بغرفته
هزت راسها بالرفض ماهي مصدقته لين تشوفه بعينها ونطقت بترجي: خذني له الله يخليك ابي اشوفه بعيوني
اشر بندر على الممرضات يبعدون عنها وبعدو ، مسكها يقومها من السرير واول ما قامت كانت بتطيح ومسكها بقوه: بسم الله عليك تقدرين تمشين؟
هزت راسها بالنفي ورفعت راسها تحاول توقف دموعها الي رافضه الوقوف تحس لاول مره بالضعف والكسر الي يهد الحيل رغم كل الي مرت فيه مافيه شيء هد حيلها واتعبها كثر هالموقف شهقت ببكاء تنطق: رجولي ما تشيلني يا عمي
عض شفته بقهر على حالها وتعبها ونطق يطمنها: انا موجود اسندك والله ما تطيحين وانا جنبك
التفت للممرضه: جيبي كرسي
طلعت الممرضه بسرعه وجابت لها كرسي وساعدت بندر يجلسونه عليها ومسك المغذي بيد ودف كرسيها بيد ، حطت يدها على راسها وللحين تبكي بحرقه ، دخل الغرفه ولقى فهد جالس يتكلم مع متعب ولما انتبه لهم وقف بيطلع وربت على كتف بندر عشان يلحقه ، قربها بندر منه ونطق: انا عند الباب اذا احتجتي شيء ناديني
طلع وتركها تناظر بحالته واول ما سكر بندر الباب وراه حطت راسها على سريره تبكي: خفت تروح من بين يدي خفت اخسرك وانا ما قلت لك شكثر احبك ، خفت اعيش باقي حياتي بعدم وجودك جنبي خفت تروح بسببي انا ، خفت تروح وتترك وراك فراغ بقلبي، ليه سويت كذا يا متعب ليه وقفت بوجهه عشاني
انهارت تبكي اكثر بحرقه احرقت قلبها ، وسعت عيونها يوم حست بيده فوق راسها ، رفعت راسها تناظر فيه وكان مبتسم بتعب ويناظر فيها ، ما قدرت تتحمل ورجعت تغطي وجهها بيدها وتبكي
ملاذ: اكرهك خوفتني عليك
تنهد بتعب استحل ايسر صدره ويجزم بان الوجع وجعه من دموعها موب وجع الرصاصه ، نطق بتعب: بسك لا تبكين
هزت راسها بالنفي وكمل: اوجعتي قلبي اتقي الله فيه
مسحت دموعها وكل ماتمسحها ترجع تطيح وتاففت بقهر ، رفعت انظارها له ونطقت: فيه شيء يعورك؟ تحس بشيء؟
متعب: اي بالله احس بضلوع قلبي تحترق من دموعك
رجعت تحاول تمسح دموعها بقوه ومسك يدها يوخرها عن وجهها: اقولك وقفيها موب اجرحي نفسك كذا
ضحكت بخفه تضرب يده: خلاص اسكت
ابتسم يوم شاف ضحكتها وعقد ملامحه بتعب ، قامت تتفقده: وش يعورك؟
هز راسه بالنفي: ابد ارتاحي
انتبه للمغذي بيدها ووجهها التعبان وحس بقلق عليها : وش فيك احد اذاك؟
ملاذ: مافيني شيء انت التعبان هنا مو انا بطل تفكر فيني وفكر بنفسك
دخلت الممرضه تتطمن عليه واول مانتبه فهد وبندر عليه انه صاحي دخلو بسرعه مبسوطين ويتحمدون له بالسلامه
بندر: ياربي لك الحمد ، تحس بوجع شيء؟
هز متعب راسه بالنفي والتفت على فهد ، شاف ملامحه كيف تعبانه وواضح انه كان يبكي ، ابتسم متعب ونطق: علومك يا فهد
فهد: تسرك يالخوي
التفت متعب على الممرضه: متى اقدر اطلع؟
بندر بحده: ورع وش الي تطلع توك مسدح قبل كم ساعه
تنهد متعب والتفت له: انا بخير بس طلعوني
الممرضه: انا روح نادي دكتور بعدين يقدر يسال متى يطلع
بعد ما نادت الدكتور تقدمت تطلع المغذي الي بيد ملاذ بعد ما انتهت منها ،
ملاذ بالم: عورتيني بشويش
التفت متعب لها بقلق ونطق: بشويش عليها
ضحكت الممرضه وهي تحط القطنه على يد ملاذ ونطقت: انتا لازم خوف على نفسك مو مدام ، مدام كويس انت لا
ضحكو الاربعه على كلامها وتنهد متعب: شنسوي عاد خوفي عليها
دخل الدكتور: الحمد لله على سلامتك يا متعب كيف تحس نفسك الحين؟
التفت متعب له وابتسم: بخير يا دكتور نحمد الله
الدكتور: كويس الله يجعله ، قالت لي الممرضه انك تسال عن خروجك وحاب اقولك وانا اخوك انك مطول هنا ، الاصابه مالها كم ساعه وخايفين يتاثر قلبك منها او يحصل شيء لا سمح الله ، لذلك بتقعد عندنا اربع خمس ايام بالقليل
رفع متعب يده على راسه وتنهد: والله انها كثيره يا دكتور
الدكتور: سلامتك اولويتنا يا استاذ متعب
بندر: ماعليه يادكتور بيقعد غصب عنه ازهل
ضحك الدكتور: قدامه العافيه ان شاء الله
استاذن الدكتور منهم وطلع هو والممرضه وقعدو الاربعه بالغرفه ، غمض متعب عيونه بتعب ورجع يفتحها: وش صار على الكلاب؟
فهد: سلمان مات وابوه انحبس ولا ظنتي بيطلع قريب
تدخل بندر: ومحكمه حمد تاجلت لين تتحسن اوضاعكم
هز متعب راسه بتفهم ووجه انظاره للي جالسه وراهم وتفرك اصابعها بتوتر
بندر: ما ودك نقول للاهل؟
التفت له متعب بسرعه وهز راسه بالنفي: لا لحد يعلمهم ما ابيهم يقلقون وهي بسيطه ان تعافيت وطلعت قلت لهم بنفسي
فهد: وكيف نرقع غيابك
متعب: انا قلت لهم اني مسافر انا وملاذ خلوهم عليها لين اطلع
هزو روسهم بتفهم واستاذن بندر: اجل بروح للقسم انا اخلص كم شغله وبالليل بجيكم
فهد: وانا بروح معك ما جبت سيارتي وانت يا متعب ان احتجتوا شيء علمونا
هز متعب راسه بتفهم وطلعو وسكرو الباب وراهم ، رجع بناظر فيها ويشوفها على نفس الحاله
متعب: وين سرحتي
رفعت راسها تناظره ونطقت بتعب: كنت افكر بالي صار
تنهد متعب واشر للكرسي الي جنبه: قربي هنا
قامت وتقدمت تجلس جنبه وحطت عينها بعينه ، رفع يده الي فيها مغذي ومسك يدها يشد عليها: الي راح راح ما ابيك تفكرين فيه ابداً وخلاص كل واحد فيهم نال جزاته ومحد بيقرب عليك وانا بخير
هزت ملاذ راسها بتفهم وابتسمت بتكلف تنطق: تبي اجيب لك شيء؟ تبي تشرب تاكل؟ قولي
ابتسم متعب على سوالها ونطق: اي والله اني جوعان جيبي اكل وكثريه عشان تشاركيني
قامت من كرسيها: منعيوني
مع ان ماله نفس للاكل وماله شهيه ابداً بس يدري انها نفس وضعه لذلك طلب منها اكل عشان تاكل وتشاركه ، رجع يناظر السقف ويحس بالم طفيف ايسر صدره وتنهد بتعب