chapter 36

131 14 11
                                    

***

مع اقتراب نهاية شهر فبراير، كانت علامات الربيع تقترب ببطء، ولكن هذه المرة، لم يكن هناك شعور بالانتعاش، بل كان هناك حزن يغلف الأجواء.

لا تزال باردة.

مع غيوم كثيفة تحجب أشعة الشمس وتطفئ نورها، وكأن السماء تبكي على رحيل الشتاء، رغم أن أيامه كانت معدودة.

رياح اليوم تعصف في كل مكان، تحمل معها رائحة الثلج الذائب، كأنها تذكر الجميع بمصيرٍ مؤلم.

كانت تلك الرائحة تثير مشاعر الكآبة، وتذكرهم بالأيام الطويلة التي قضوها في عزلتهم تحت وطأة البرد، حيث كانت الثلوج تكسو الأرض ككفن يحيط بالحياة.

في الصباح الباكر، كانت أصوات الطيور المهاجرة لا تُسمع، وبدلاً من ذلك، كانت تسمع همسات الرياح القارصة.

أشجارٌ عارية، أوراقٌ متساقه.

متبقيةٌ على الأرض من قسوة فصل الشتاء، بينما كان الصقيع يشد قبضته على كل ما هو حي.

هذه الأضواء التي تتلألأ في الشوارع لا تعكس إلا الظلال، وكأن كل شيء في حالة انتظار ممل ومؤلم وتبحث عن شيء مفقود.

ومع مرور الأيام، بدأت الثلوج تذوب ببطء، لكن هذا الذوبان لم يكن يحمل معه أي شعور بالحرية، بل على العكس، كان يُشعر الجميع بفقدان شيئٍ عزيز.

ذلك السقف الأبيض الذي كان يضفي على المكان جمالًا وغموضًا، بدأ يتقلص، كأنه يعكس لحظات الفرح التي لم تُعش كما ينبغي.

ومع غروب الشمس، كانت السماء تكتسي بألوان باهتة، مائلة إلى الرمادي، وكأن الحياة نفسها كانت تفقد لونها.

كانت هذه اللحظات تمر ببطء، تشعر كأنها تسحب معها كل الفرح الذي كان يمكن أن يوجد.

تتسرب البرودة إلى مدينة دايغو كما تتسلل الذكريات القديمة إلى الروح، ثقيلة وباردة. الهواء قارس كأنه يحمل معه عبق أحزان الشتاء التي لا تنتهي.

كل شيء يبدو خافتًا ومتعبًا، وكأن المدينة بأكملها قد دخلت في سبات عميق، غارقة في صمت مرير.

فلا شمس تظهر لتبعث الدفء في القلوب، ولا قمر ينير الظلام الذي يحل سريعًا.

الرياح تهب بحدة، تجلد وجوه العابرين كأنها تذكرهم بوحدة الشتاء.

ذاب كل شيء تحت وطأة الجليد، تاركا ورائه رائحة الرطوبة والطين البارد.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 5 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أحِبيني فِريسيا || J.JKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن