تجمد شين وي، ثم نظر من النافذة. كانت الشمس عالية في السماء، مما جعل الضوء في الشقة يكاد يكون مبهرًا. بقلب مثقل، لوح بيده أمام عيني تشاو يونلان، اللتين بدتا عند الفحص الدقيق وكأنهما تائهتان وغير مركّزتين. لم يكن هناك أي رد فعل.
عندما لم يرد شين وي، أدرك تشاو يونلان أن هناك شيئًا خاطئًا. لا شعوريًا أدار أذنه نحوه. "شين وي؟"
بينما كان شين وي على وشك الإجابة، مد تشاو يونلان يده بدقة لا تخطئ وأمسك بيد شين وي أمام وجهه. كانت باردة مثل الخزف. ساد الصمت للحظة، ثم قال تشاو يونلان في النهاية: "آه. هناك خطب ما في عيني، أليس كذلك؟"
قبضت يد شين وي الحرة على شكل قبضة مشدودة بينما كان يحاول بشدة السيطرة على صوته. "سآخذك إلى المستشفى الآن."
كان تشاو يونلان صامتًا على نحو غير عادي في السيارة، وكأنه مشغول البال. وعند نزولهما من السيارة، بدت عليه علامات الضياع أحيانًا أثناء المشي؛ وبالطبع، سيستغرق الأمر بعض الوقت للتكيف مع فقدان البصر المفاجئ. وجد أنه بالكاد يعرف أي قدم يجب أن يخطو بها، ولم يستطع منع نفسه من محاولة الإمساك بأي شيء في متناول يده، حتى مع إمساك شين وي بيده.
بالنسبة لشين وي، بدت ملامح تشاو يونلان شاحبة بشكل غير اعتيادي. ربما كان وجه الشبح قد استخدم قوة مفرطة. نظرته هو نفسه أصبحت مظلمة، على وشك أن يخون الشر الذي كان يحاول كبته. الموظفون في المستشفى الذين سلّم لهم تشاو يونلان ارتعدوا تقريبًا من الخوف.
بالنسبة لهم، بدا وكأنه شخص من فيلم عصابات، شخص يمكن أن يكون نباتيًا وبوذيًا متدينًا ولكنه أيضًا قاتل بارد المشاعر.
ليس من المستغرب أن الفحوصات كشفت عن عدم وجود شيء خاطئ في عيني تشاو يونلان. شعر الأطباء بالحيرة. لم تكن هناك إصابات أو مشاكل، لكن المريض لم يستطع رؤية أي شيء. بعد نصف يوم من الفحص والتدقيق، اقترح أحد الأطباء برفق أن المشكلة قد تكون نفسية، وليست جسدية، وأوصى باستشارة طبيب نفسي.
بحلول الوقت الذي غادرا فيه المستشفى، كان تشاو يونلان، كالصراصير التي لا تموت، قد تأقلم مع العمى.
مد يده في الهواء وقال: "الجو مظلم، أليس كذلك؟"
شعر شين وي بالتوتر عندما احتفظ تشاو يونلان بأفكاره لنفسه، لذا حاول أن يبقيه يتحدث. "كيف عرفت؟"
"الهواء يبدو أكثر رطوبة وبرودة. خمنت أن الشمس قد غابت."
عندما وصلا إلى السيارة، فتح شين وي الباب واستخدم يدًا واحدة لتوجيه تشاو يونلان والأخرى للتأكد من أنه لم يصطدم برأسه. بعد أن ربط حزام الأمان لتشاو يونلان، نظر شين وي إليه ورآه يبتسم. "ما الذي يجعلك تبتسم؟"
