صراع المشاعر

7 0 0
                                    

الفصل الثامن: صراع المشاعر

استيقظت ليرين في صباح اليوم التالي وهي تشعر بثقلٍ في قلبها. ليلة أمس كانت مليئة بالتوترات والمفاجآت، ولم تتوقف أفكارها عن الدوران حول حديث مروان واعترافه المفاجئ. بين صديقها القديم الذي اختفى لفترة طويلة وعاد ليقلب حياتها، وبين سنان، الذي جعلها تشعر بالراحة والطمأنينة بطريقة لم تكن تتوقعها، لم تكن تعرف أي اتجاه تختار.

بينما كانت تتناول قهوتها الصباحية، رن هاتفها فجأة، وظهر اسم سنان على الشاشة. أخذت نفسًا عميقًا قبل أن تجيب.

"مرحبًا، سنان."

"صباح الخير، ليرين. كيف حالكِ اليوم؟" جاء صوت سنان هادئًا ودافئًا كعادته.

"أنا بخير، ماذا عنك؟"

"بخير أيضًا. كنت أفكر... هل ترغبين في الخروج اليوم؟ وجدت مكانًا جديدًا أعتقد أنه سيعجبك. حديقة صغيرة بالقرب من المكتبة، مثالية لقضاء وقت هادئ." قال بصوت مرح.

ابتسمت ليرين، لكن التوتر لم يتركها. كان من الواضح أن سنان بدأ يشعر بشيء تجاهها، وهي أيضًا كانت تشعر بشيء مختلف عندما تكون بجانبه. لكنها لم تستطع نسيان ما قاله مروان الليلة الماضية. كانت مترددة.

"سنان، أعتقد أنه سيكون من الجيد الخروج معك اليوم. لكن قبل ذلك، هل يمكننا التحدث قليلاً؟ هناك شيء يشغل بالي."

شعر سنان ببعض القلق في صوته، لكنه حاول أن يبقى هادئًا. "بالطبع، ما الأمر؟"

"بالأمس، قضيت وقتًا مع ليلى... ومروان." توقفت قليلاً، ثم أكملت بصوت خافت: "لقد اعترف لي بأنه كان يحبني منذ فترة طويلة."

صمت سنان للحظة، ثم قال بهدوء: "هذا مفاجئ. هل تريدين التحدث عن ذلك؟"

"نعم، أنا فقط... لا أعرف كيف أشعر حيال ذلك. لقد عاد فجأة، وألقى عليّ هذا الاعتراف، والآن أنا مشوشة. أعني، لقد بدأت أشعر بأشياء تجاهك، والآن... هذا يحدث."

شعر سنان بقلق أكبر، لكنه أبقى نبرة صوته هادئة ومتفهمة. "أفهم أن الأمر صعب بالنسبة لكِ. لكنني هنا، ليرين. لا أريد أن أضغط عليكِ، وأريدك أن تأخذي وقتك لتفكري في ما تشعرين به."

كان رد سنان هادئًا ومريحًا، لكنه في الوقت نفسه زاد من حيرة ليرين. كان جزء منها يريد أن يبقى مع سنان ويستمر في استكشاف مشاعرها تجاهه، وجزء آخر منها كان عالقًا في الماضي مع مروان.

"شكرًا لك، سنان. أنا أقدر ذلك." قالت ليرين بهدوء.

بعد انتهاء المكالمة، قررت ليرين أن تخرج مع سنان كما خططا. كانت بحاجة إلى بعض الوقت للتفكير بعيدًا عن كل هذه التوترات.

قضيا اليوم في الحديقة الصغيرة التي تحدث عنها سنان. كانت الحديقة هادئة وجميلة، مليئة بالأشجار والزهور الملونة. جلسا معًا على مقعد خشبي بالقرب من نافورة صغيرة، وتحدثا عن أمور خفيفة: الكتب التي يحبون قراءتها، والأفلام التي شاهدوها مؤخرًا.

لكن رغم الأجواء المريحة، لم تستطع ليرين منع نفسها من التفكير في مروان وما قاله لها. كان سنان يلاحظ أنها ليست تمامًا في مزاجها المعتاد، لكنه لم يضغط عليها. بدلًا من ذلك، كان يعطيها المساحة التي تحتاجها.

"أتعلمين، ليرين، مهما كان قرارك، سأكون بجانبك. فقط أردت أن أخبرك بذلك." قال سنان بهدوء بينما كان ينظر إلى السماء.

شعرت ليرين بتأثر كبير من كلماته. كانت تعلم أن سنان شخص صادق وطيب، وأنه يهتم بها بصدق. لكن هذا لم يكن كافيًا لحسم مشاعرها المتضاربة.

بينما كانا يجلسان معًا، اقتربت منه بلطف، ووضعت يدها على يده. كان لمسة صغيرة، لكن سنان شعر بحرارة تلك اللمسة، وعرف أنها تعني الكثير بالنسبة لها.

"شكرًا، سنان. أنا سعيدة بوجودك في حياتي." قالت بابتسامة خفيفة، رغم كل ما كان يدور في عقلها.

كانت تعلم أن هذا اليوم لن يكون كافيًا لحسم الأمور، لكنها شعرت بأن الأمور ستتضح مع مرور الوقت. كان عليها أن تتبع قلبها، حتى وإن كان هذا الطريق مليئًا بالتحديات.

ليرين كانت تعلم أن الأيام القادمة قد تجلب لها المزيد من المفاجآت، لكنها كانت مستعدة لمواجهة كل شيء، سواء كان يتعلق بـ سنان أو مروان.

ليرينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن