عندما اقترف جرمه

ليلة الزفاف

تنظر لينا إلى انعكاسها في المرآة، تحدق لينا في وجهها الحزين المتنكر بمساحيق التجميل التي جعلت من وجهها أكثر نضارة ونضجاً، وتنظر إلى فستان زفافها الأبيض الذي يغطيه زخارف براقة كأنها نُقشت بأحجار الألماس، يكشف الفستان عن محاسن جسدها فكشف عن ذراعيها الطويلتين الناعمتين ونحرها الواسع وضيق خصرها. شعرها المموج الناعم الملمس مرفوع ومثبت بدبابيس تلمع في شعرها كالنجوم في السماء السوداء، ولكن لم تر لينا عروس سعيدة في المرآة بل شابة لفها الجميع بكفن أبيض وهي على قيد الحياة، تضع لينا يدها على صدرها لتجص نبض قلبها المفطور وهي تشتاق لسارق قلبها الوحيد...مهند. تحبس لينا دموعها ثم تغلق عينيها لتتذكر وجه مهند للمرة الأخيرة فبعد هذه الليلة سيصبح مهند خطيئة وستصبح جميع صوره في عقلها وذكرياتهما أيضاً خطيئة وعليها ان تخلص لزوجها بجسدها وعقلها وقلبها وروحها. تشفق لينا على روحها التي ستدفنها الليلة وعلى زوجها الذي لن تحبه كما احبت مهند. تنظر لينا حولها بحثاً عن كوب ماء، هي في غرفة الفندق الذي سيقام حفل زفافها فيه، تجد لينا كأساً وابريق ماء على الطاولة في زاوية الغرفة، تتجه إلى الطاولة ولكن يُطرق الباب عدة مرات، تحمل لينا بيدها طرف فستانها الثقيل لتتجه نحو الباب وتفتحه. مهند يقف أمامها وعيناه شديدتا الاحمرار منتفختان وشعره اشعث. تسارعت خفقات قلب لينا شوقاً إليه وخوفاً من ان يراه أحدهم.