عندما اقترف جرمه

النهاية 31

نوال تصرخ: مهند لا...اطلع الحين وياي..قوم.
نوال تقترب منه ثم تصفعه عدة مرات.
نوال: قوم مهند قوم...اطلع مهند..اطلع.
وهو لا يزال واقفاً على السطح يشعر مهند بهواء التكييف، ثم يسمع صوت الاجهزة الطبية، يشعر بيد خشنة تلمس يده،يسمع صوت والده: مهند حبيبي...مهند قوم.
مهند عالق بين العالمين الواقعي والموازي.
تصفعه نوال مرة اخرى.
نوال: مهند ابوك يحتاجك..واهلك يحتاجونك..لينا اكيد لو عايشة ما بترظى باللي تسويه الحين.
يجد مهند نفسه في المطبخ مجدداً وتقف امامه نوال وهي تبدو وكأن حملاً ازيح عنها. فارعبها عودة مهند الى ذكريات مدفونة تخص لينا، فهذا الجزء من عقله قد يؤدي الى حبسه الى الأبد. وجودهما في هذا المنزل يعني انهما في الجزء الآمن من عقله.
تبتسم نوال.
مهند: شو يعني؟ كل اللي بينا كان كذب؟
نوال: عجبتك ممرضة اسمها نوال واول مرة هالشي يصيرلك من سنوات فمخك اللي اختار هالشكل مب نحن، يوم تقوم بالسلامة تقدر تتعرف عليها ويمكن تحصل هالحياة بالواقع.
يقترب مهند منها ثم تدمع عيناه، نوال تصرخ:مهند لااااااااااا.
وفي لحظة يجد مهند نفسه في غرفة الفندق واقفاً امام لينا وهي مرتدية فستان الزفاف الابيض، لينا تبتسم ومهند يبتسم وهو يشعر بنبضات قلبه المتسارعة، لا تكف عيناه عن التلذذ بجمالها، وها هي واقفة امامه نقية بريئة جميلة ومفعمة بالحياة.
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
تضرب الطبيبة الجهاز بقدمها، الجهاز موصول بكل جزء من جسد مهند المستلق على سرير المختبر الطبي، يضع والد مهند يده على فمه وهو يبكي بحرارة آب ان يترك يد مهند،مهند يبدو مسالماً وهو يستغرق في نوم اصبح الآن مؤبد.
الطبيبة تنظر إلى الوالد بحزن، الممرضين يقفون على بعد متنكسي الرؤوس.
الطبيبة باليابانية: انا آسفة،لا يحدث هذا الامر في العادة، كان عالم ابنك متكامل وهو اختار ادخال اشخاص ابتكره عقله هو وليس نحن مثل لينا المربية وابراهيم.
يشير لها الوالد بأن تصمت.
تومئ الطبيبة فتتركه ويلحق بها الممرضون تاركين الوالد ينوح ويبكي بجانب مهند الذي اختار العالم الوهمي الذي ينقطع في اي لحظة مع لينا على العالم الواقعي بدونها، لم يفهم مهند هول خياره فالعالم الوهمي غير مستقر وقد حكم على نفسه حياة مؤبدة من احداث غريبة قد تحدث وتقلبات قد تدفنه اكثر واكثر، لكن نظرة اخيرة للينا استحقت هذه التضحية، لم يستطع الوالد مسامحة نفسه وكم تمنى لو انه ترك القضاء يحكم على مهند بالسجن وترك العار يتآكل العائلة بدلاً من ترك الذنب يتآكل ابنه.