عندما اقترف جرمه

8

يستحم مهند بالماء الساخن مستسلماً له فيحتوي كل جسده، يملأ الدخان الصادر من الماء المكان، يتوه مهند في أفكاره وهو يحاول استيعاب وفهم ما يحدث له، هل فقد عقله؟ هل يجب ان يصارح نوال بما يحدث؟ هل يخبرها بما يشعر به اتجاه بناته؟ ولكن بماذا يشعر؟ فهو يحب ريم وجواهر ولكنه يخشاهما أيضاً وأحياناً يشعر وكأن بناته لسن بناته حقاً وأحياناً أخرى يشعر بأنهن جزء لا يتجزأ منه. يرفض مهند التعمق أكثر في هذه الأفكار فهو يأبى ان يتذكر المواقف الغريبة التي حدثت مع بناته ويأبى أن يعترف لنفسه بأن أمراً غرائبي مخيف ومريب يخيم في الأرجاء.
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
يدخل مهند إلى غرفة مكتب الدكتور حسن بعد ان حدد موعداً معه، يجلس مهند على الأريكة الرصاصية اللون، الغرفة تحوي مكتباً خشبياً في الزواية وأرائك رصاصية اللون وأثاث تقليدي من التصميم العربي الاندلسي. يدخل الدكتور حسن إلى الغرفة وبيده ملف،يبتسم الدكتور حسن ويجلس على الأريكة مقابل مهند.
حسن: مهند...قلتلي انك بديت تحس بالأعراض مرة ثانية؟
مهند: لأ هالمرة مب اكتئاب ..بس يالس احس بأشياء غريبة.
حسن: مثل؟
مهند: بناتي...اخاف منهم واحس فيهم شي...يقولون اشياء غريبة.
حسن: تفكر تضرهم؟
مهند: مستحيل...بس اخاف بعدين يتطور هالشي واصير من الاباء اللي ..يضرون عيالهم.
حسن: شو تحس؟ تحس انهم يبون يظرونك؟
مهند: لا بس احسهم...يمكن بديت اهلوس مرة ثانية...احس بناتي يشبهونها...خصوصاً جواهر.
حسن: منو؟
مهند: يشبهون لينا..ماعرف ليش بس احس في شبه قوي وكل ما اشوفهم..
يتوقف مهند للحظات ويبتلع ريقه.
حسن يغمض عينيه متفهما ثم ينطق.
حسن: مهند بعطيك ادوية ومهدئات واشياء روتينية تسويها كل يوم اذا بعدك تحس بشي كلمني فوراً..خبرت زوجتك؟
مهند: لا.
حسن: خبرها لازم تعرف.
مهند ينظر إلى الدكتور حسن ولا يجيب مظهراً تردده من هذا الخيار.
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
تجنب مهند الاختلاء ببناته لعدة ايام ولم تفته جرعة دواء واحدة، أصبح مهند اكثر استرخاءاً والكوابيس فارقته لذا لم يشعر بضرورة اخبار زوجته بما كان يشعر به ويرى، لم يفصح مهند لزوجته عن اي من اسراره السوداء فنوال بالنسبة له كملاك صافي القلب يمشي على الأرض ولن يقبل ان يُدنس هذا الملاك بسواد ماضيه. يعود مهند من العمل باكراً حتى يلتقي مربية الأطفال الجديدة التي أصرت نوال على استقدامها خصوصاً بعدما حدث لريم.