جزء 3

4K 127 1
                                    

تتسع عينا احمد غير مصدق بأن مهند العاشق الخلوق الذي كان يحمي لينا بكل جوارحه والذي كان ليضحي بنفسه ان استدعى الامر ليحمي لينا من اي أذى، مهند العاقل الذي لا يؤذي حشرة أصبح الآن وحشاً كاسراً قام بإيذاء لينا بمخالبه السامة.
احمد: هي وين الحين؟
مهند بصوت يرجف: في غرفة الفندق...الفندق اللي بيسوون فيه العرس.
احمد: كلم اهلك الحين...وكلم محامي بسرعة.
مهند يهز رأسه بالرفض ويكرر.
مهند: اهلها بيزوجونا الحين عشان استر عليها..محد بياخذها الحين.
احمد: اهلها متعصبين..بيموتون بنتهم ولا تاخذ حد من مذهب ثاني.
يخرج احمد هاتفه من جيبه.
احمد: ابوي اكيد يعرف محامي شاطر.
مهند: لازم يزوجونا..ما يصير.
لم يكن مهند في حالة طبيعية، لاحظ احمد عيناه المتسعتان الحمراوان ويداه الراجفتين وتمتماته.
احمد: اسمع نقدر نبرأك بحالة جنون مؤقت.
مهند ينظر إلى احمد ثم يصرخ.
مهند: قلتلك بيزوجونا!.
يصفع احمد مهند بشدة.
احمد: انت ما خسرت لينا اليوم لواحد ثاني..انت ذبحتها..تفكر بعد اللي سويته بتحبك ؟ بتفكر فيك نفس ما كانت تفكر فيك؟ خسرتها وذبحتها واخذت روحها وبراءتها وحياتها...انت دمرتها واهلها بيدمرونك.
يدفع مهند احمد بعيداً ويقف. يشعر مهند بالدوار وضيق النفس ولكنه يخرج من الغرفة مسرعاً.
يقود مهند سيارته بتهور عائداً إلى الفندق، يخرج من سيارته ولكنه يلاحظ حشد السيارات والناس امام الفندق، يبدو ان الزفاف لازال قائماً، لم يجرؤ مهند على الاقتراب اكثر فوقف بجانب سيارته مراقباً الفندق، هل يتحدث مع والدي لينا معترفاً بالجرم؟ ماذا حدث للينا؟ هل هي بخير؟
وقف مهند لمدة ساعة وهو يحدق في الفندق، اصبح الناس جميعهم في الداخل، وعلى حين غرة، يرى مهند جسداً ابيض يسقط ليرتطم بالأرضية من اعلى الفندق، تتسع عينا مهند فيركض ليقترب ويرى ولكن يتوقف في منتصف الشارع ويتصلب وجهه. صوت صراخ امرأة، ينظر مهند إلى الأعلى ليجد والدة لينا وهي تطل من النافذة المفتوحة وتنظر إلى الاسفل، ينظر مهند مجدداً الى جسد لينا على الأرضية امام الفندق.
شعر مهند وكأن الزمن توقف وانعزلت الاصوات عنه، فلم يستطع ان يرى ويشعر سوى بلينا، لينا المستلقية امامه شاحبة الوجه بفستانها الممزق والدماء حولها. لم يلاحظ مهند الذعر حوله، حركة الناس، والسيارات التي تقف فجأة،خروج الكثيرون من الفندق، عاملي الفندق يبعدون التجمعات عن جسد لينا، يتصل مدير الفندق بالشرطة والاسعاف

عندما اقترف جرمهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن