وقف سالم في مكانه بصمت واللي بداخله كان أشبه بعاصفة عيونه مثبتة على عمار ومشاعره تصطدم ببعضها كانت عباره عن صدمة، غضب، وخوف
الخوف اللي ما قدر يشرحه خوف يكاد يخنقه كيف لشخص صار محور حياته يقرر بهالبرود إنه يضحي بنفسه؟ كيف تركه للحظات بس وها هو الآن على شفا هاوية ؟تفكيره كان مشوش، يصارع الصور اللي تخيلها وش لو رجع ولقيه؟
لقيه طايح، بارد، فاقد للحياة؟ سؤال طعن أعماقه يحاول يهرب منه بس ما يقدر كان يتخيل الألم اللي ممكن يعانيه لو صار هالشيء شعور الفراغ اللي ما ينتهي وكأن العالم كله ينطفئ بلحظةعيونه اللي انغرست في عمار كانت مليانة دهشة وصراع ما ينتهي بصوت مخنوق بالكاد خرج منه نطق : عمار... وش هذا؟
عمار اللي كان واقف مقابله عيونه على الأرض كأن ثقل الدنيا كلها على كتفه
كانت ملامحه خاوية وكأن الروح انسحبت منه وكأنه يتمنى تنتهي اللحظة بل حياته كلهالكن سالم ما قدر يمسك نفسه أكثر نطق ونبرته كانت انفجار مكبوت : قلت لك وش هذا؟؟
صرخ بصوت خنق الصمت، غضب يسحب الخوف، كأنه يحاول يسيطر على الموقف بأي طريقةعمار رفع عيونه له للحظة كانت نظرة باردة، خالية من الحياة
نظرة شخص تعب مستسلم تماماً
ما رد بس لف جسمه وبدأ يمشي بعيد بخطوات ثقيلة وهادئة كأن كل خطوة تسحب جزءاً من روحه راح باتجاه الغرفة
تارك سالم اللي وقف متجمد بمكانه صامت وهو يتفرج عليه يختفي عن ناظرهبس اللحظة اللي اختفى فيها عمار عن عيون سالم خلته ينهار داخلياً
غضبه اللي كان يحاول يمسكه انفجر، قلبه صار ينبض بعنف، وحرارة تتصاعد بداخله قبض يده بقوة لدرجة الألم، عيونه أغلقت يحاول يتماسك... بس ما قدر
يده امتدت لأول شيء قدامه مزهرية زجاجيه صغيرة اخذها بدون ما يفكر
رفعها بكل قوته ورماها على الأرض
صوت الزجاج وهو يتكسر لشظايا صغيرة تناثرت في كل مكان وكأنها تعكس روحه اللي كانت تحس بالندم ، بالعجز، بالتحسر-
الظهر 12:00
خرجوا الثلاثة من بوابة المدرسة تحت الشمس الحارقة والهواء الثقيل والعيون مرهقة بعد يوم طويل
وقفوا تحت ظل السور يحاولون يلتقطون أنفاسهممهند وهو يهفهف بثوبه مستسلم للحر: هتان واللي يعافيك رح دور لنا تكسي.. وأكبر تكسي اذا ممكن