أُجرِيَت الفحوصاتُ ووقفت العائلةُ بعد سماعِها بالأخبارِ ينتظرون النتيجة، مع بعض التساؤلات عن كيف أنهم لم يلاحظوا منذ البدايةِ أنه لم يكن يتكلم.
كانت ليلى وأبوها فقط من بقيا بعد ذهاب الآخرين، بعضهم لم يُبدِ اهتمامًا يُذكر كشمس، والآخرون كمنيرة وسراج أُجبِروا على العودةِ بما أن الوقت تعدَّى منتصف الليل بثلاث ساعات.
«أبي...ماذا تعتقدُ أنه قد حدث له؟»
بعد انتظارِهما على مقاعد الانتظار في الممر حتى سألت ليلى ذلك السؤال، إلورين كانت تجلس بجانبهما، وقد تساءلت بدورِها عن ماهيَّةِ الأحداث التي وقعت قبل كلِّ هذا.
وحين أجابها بعدم امتلاكه لأيِّ فكرةٍ عن الأمر وجد أحد الأطبَّاء يخرجون من غرفة الأشعة، ما جعله ينهض من مكانه لعلَّهُ يعرف ما أصابه.
تابعت إلورين حديثهما من بعيد بِتَرَقُّب، لن تنكر أنها تريد معرفةَ ما حدث، فمِمَّا تعرفه عن آرام أنه لن يمزحَ في شيءٍ كهذا.
أيًّا كان ما حدثَ فهوَ بالتأكيدِ خطير، لكنها لا تريد حقًّا سؤاله، ما زالت غاضبةً، ولن تنسى ما قاله بسهولة، لن تسامحه.
فتحت دفترَها بينما تُنصت لحديث السيد ياسر مع ذلك الطبيب، حتى التقطت أُذُناها شيئًا مهمًّا من حديثهم بعد كثيرٍ من الكلام الذي لم تفهمه.
«لا يعاني من مشكلةٍ عضوية، أجرينَا تجربةً معه ولا يستطيع إصدار أي صوتٍ نهائيًّا، بالكاد صوتُ أنفاسِهِ ما يخرج»
تزامَن سماعها لتلك الكلماتِ مع إيجادِها لشيءٍ غريبٍ في الدفتر، كان هناك في إحدى صفحات المنتصف ساعةٌ رقميةٌ تشير إلى الثالثة بعد منتصف الليل.
استغربت ذلك، لكنها لم تتفاجأ كثيرا، فهي ساعةٌ عادية، والعاصمةٌ متطوِّرةٌ أكثر من قريتها الصغيرة، لكن ما لفت انتباهها كان عدَّادًا صغيرا في السطر الذي أسفل الساعة.
تبقَّى منه واحِدٌ وعشرونَ ساعة، والشيء الوحيد الذي فكَّرَت به كان أنَّ هذا الدفتر قنبلة، أو على الأقل متعلِّقٌ بها، لذا وجدت نفسها تركُضُ بسرعةٍ ناحيةَ أوَّلِ شخصٍ أمامها والذي كان ذلك الطبيب بينما تقول بصوتِها الصغير
أنت تقرأ
من قلب الظلال: ذكريات يمحوها القمر «مستمرة»
Fantasia_فانتازيا مظلمة إلى حيث النقطة التي توقف عندها، يلهث بلا توقف، قلبه يضخ الدم بصعوبة كأن دماءه ترفض السير في شرايينه، لكن ما زال عليه الهرب. إلى أين بالضبط؟ ذكرياته لا يثق في كونها تخُصُّه حتى، والأشياء الجديدة يشعر دائمًا أنه رآها من قبل، وهؤلاء ال...