5

3.8K 88 7
                                    

انتقامي 5

تحضر حاسبها المتنقل و تتصفح الانترنت بحثا عن حقيقة ما حدث.. لتسقط عينها أخيرا على اسم من دبر كل هذه المؤامرة الكبيرة...
تشهق بقوة و تضع إحدى يديها على صدرها و الأخرى على رأسها الذي بدأ يدور.. فلقد كان القاتل هو شريف!!! آخر شخص توقعته بل ام تفكر في كونه هو اصلا.. لم تسمع اسمه سوا مرة واحدة طوال حياتها فما الذي يدفع شخص كهذا لإرتكاب جريمة مثل هذه.. قيل لها أنه صديق والدها فلمَ يقتل صديقه؟!!

مروان : صدمة صح؟
تغلق حاسبها المتنقل بإنفعال و تهب واقفة
سلسبيل : انت أخرس خالص
ترمي حاسبها على الاريكة و تركض نحو غرفتها و الدموع تملأ عينيها.. لم تكد تصل حتى اختل توازنها و وقعت على الأرض.. لا تزال واعية ولكن قدماها لم تعودا قادرتين على حملها أكثر.. يركض مروان نحوها و القلق قد غزي وجهه
مروان : سلسبيل انت كويس؟
سلسبيل (بصياح) : لأ.. لأ.. لأ مش كويسة.. و ازاي اكون كويسة بعد ما عرفت اني كنت عايشة في أوهام.. ازاي اكون كويسة بعد ما عرفت ان أقرب الناس ليا كانوا بيخونوني.. ازاي اكون كويسة بعد ما عرفت مين اللي دمر حياتي
تتوقف عن البكاء ولكن لا تزال آثار الدموع على وجنتيها ثم تضحك ضحكة شريرة و تقول
سلسبيل (بحقد) : هنتقم منه و مستحيل حاجة تبعدني عن هدفي و هو هيبقى يجي لعندي و يقولي اقتليني زي قتلت باباكي ولا تعملي فيا كدة..
مروان : سلسبيل اهدي
سلسبيل : انا هقتله بأديا دي و يبقى يشوف من هيخلصه مني
مروان : سلسبيل
سلسبيل : هو و اللي اسمه خالد هيكونوا جثث تحت رجليا و لو عايز تحصلهم عادي
مروان : سلسبيل فوقي ايه اللي بتقوليه دة
سلسبيل : عايز ابدأ بيك عادي حتى أبقى جربت هعمل فيهم ايه على حد و اعرف كم الألم اللي هسببه ليهم
ما كان منه إلا أن تركها لتهدأ قليلًا.. يخرج و يتركها وحيدة فهي تحتاج إلى هذه الوحدة حتى لا تؤذي أحد..

تدخل المطبخ باحثة عن سكين.. ها قد وجدت إحدى السكاكين الحادة.. كانت على وشك أن تطعن ذراعها حتى وجدت يد تمسك بيدها اليمني بقوة
-انا مش اهبل عشان اسيبك كدة
أفلتت يدها بصعوبة و تلتفت لتواجه وجهه.. ترفع السكين ببطء ولكن يداه تمسك بذراعيها بقوة.. يدفعها نحو الحائط و هو ما يزال ممسك بذراعيها
مروان : ارمي السكينة من ايدك و خليكي عاقلة
سلسبيل : لأ لازم اقتلـ..
لم تنهي جملتها حتى وجدت يد تصفع وجهها بقوة
مروان : فوقي
بدأت تبكي من شدة الصفعة.. قبضتها على السكين تتراخي إثر بكائها.. انتهز الفرصة و أخذ السكين منها.. جرح نفسه ولكن لا يهم فكل همه الآن هو أن تبقى هي سالمة... و فجأة تقع كالجثة على الأرض.. معصمها و ذراعها محمران بسبب ضغط مروان عليهما.. لا يمكنه نقلها إلى المشفى و هي بهذه الحالة.. حملها إلى غرفتها وضعها على فراشها، تأكد من أن النافذة مغلقة بإحكام ثم خرج و أغلق الباب بالمفتاح الذي كان موجود به.. لم يعد إلى شقته بل نام على الاريكة في الخارج..

تتجول بعينها في الغرفة.. لقد استيقظت للتو ولا تعلم كيف أتت إلى هنا.. لا تذكر سوا انها كانت في المطبخ فلما هي في غرفتها الآن.. بدأت تسترجع أحداث أمس و في النهاية توصلت إلى أنه من المؤكد انه قد حملها إلى هنا.. حاولت فتح الباب ولكنه مغلق فجلست على فراشها و بدأت تفكر مجددًا فيما حدث أمس.. تذكرت كيف امسكها فنظرت إلى معصمها لتجده ما زال محمر و تضايقت أكثر عندما تذكرت كيف صفعها و هو الان يحتجزها في غرفتها.. هو أقوى مما يبدو عليه و أنذل مما يبدو عليه أيضا..
يفتح باب الغرفة ليجدها جالسة على سريرها تنظر الحائط أمامها
مروان : اسف اني سبتك محبوسة هنا كتير بس منمتش امبارح كويس و كنت تعبان فمسمعتش صوتك
لم تجبه بل ظل نظرها عالق بالنسبة التي تنظر إليها
مروان : انت مضايقة مني صح
نظرت إليه بإشمزاز ثم عادت بنظرها إلى نقطته السابقة
مروان : عارف اني غلطان بس انك تضايقي مني احسن من اني اشوفك غرقانة دم
سلسبيل (تنطق أخيرا) : و انت ايه اللي يخليك تهتم بيا اصلا
مروان : لأن لارين اتعلقت جدا بيكي في اليومين دول و بقت بتعتبرك صاحبتها و أختها و أمها و انت متعرفيش كانت خايفة عليكي اد ايه ساعة ما اغمى عليكي
سلسبيل : دة كل همك.. تروح تمسكني بالشكل دة و تضربني كدة دة احنا شوفنا بعض اول مرة اول امبارح تروح تدي لنفسك السماح انك تمسكني بالشكل دة... اطلع برة البيت و مش عايزة اشوفك هنا تاني فاهم
مروان : بـ...
سلسبيل (بعصبية) : قولت اطلع برة.. مكنش المفروض اسمح لشخص زيك انه يدخل بيتي.. انا كنت مجنونة ولا هبلة عشان ادخل حرامي شقتي.. كان المفروض اعرف انت مين و مكنش أآمن لك بالسهولة دي.. اطلع برة اوضتي و شقتي
لملم شتات نفسه و خرج مكسور الخاطر فكلماتها كان جارحة إلى أبعد حدود و هو لم يكن يقصد سوا حمايتها من نفسها.. اجل هو أخطأ و يعترف بخطئه و هو نادم عليه أشد الندم ولكن لم يتوقع أن يهان بهذا الشكل أبدًا.. هي معها حق في كل ما قالته و ان كان جارحًا فقبل كل شئ هو غريب عنها و تعدي عليها بما فعله و ان كان هدفه نبيل..

انتقاميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن