9

2.5K 71 4
                                    

انتقامي 9

مروان : سلسبيل لو في حد على الأرض دي يعرف عيوبي اكتر من لارين يبقى انتي.. احنا بقالنا ست سنين ساكنين قصاد بعض و لارين كانت عامل الربط بينا و تقريبا عرفتي كل حاجة عني و انا كذلك.. سلسبيل انا بعد ما خلصت الجامعة بذلت كل جهدي في الشغل الحكومي و لو انه مش جايب همه بس عشان أبقى دكتور مشهور و الناس تيجي لي اكتر و اديني قريبت افتح عيادة بإسمي اهو.. انا استنيت لغاية ما قدرت اكون نفسي و يبقى معايا فلوس كفاية اني افتح بيت و تعيشي فيه زي الملكة مش الأميرة بس.. طبعا نفسي أعيشك زي ما كنتي زمان و احسن كمان بس إمكانياتي المادية مش هتكفي كل دة بس اوعد هتبقى عايشة في سعادة اكتر من أي وقت فات طول عمرك.. سلسبيل انا حبيتك من كل قلبي و اتمنى انك تقبلي تتجوزيني
احمرت وجنتاها من شدة الخجل ثم قالت و الحياء يعتريها
سلسبيل : و انا.. و انا كمان.. بس انا.. مش بس حبيتك.. انا.. انا.. انا عديت مرحلة العشق كمان.. لدرجة اني مبقتش لاقية كلام اعبر بيه عن.. عن حبي لك.. بس.. بس في نفس الوقت.. انا اه بحبك.. لكن.. لكن مستحيل اتجوزك
مروان (بخيبة أمل) : ليه بس
سلسبيل (بجدية) : مهما صدقتك هيفضل في قلبي ذرة شك.. مروان انا مش عارفة اخاف منك و لا عليك.. انا اللي هعمله في بقيت حياتي ممكن اموت بسببه و مش عايزة أبقى متعلقة بحد.. مروان انا مش بخاف على نفسي و مش فارقة معايا حياتي من موتى انا حاليا كل همي هدفي و هو اني اعمل كل اللي اقدر عليه عشان اقتل شريف و خالد.. انا روحت كتير من دورات الدفاع عن النفس و بقيت اعرف ادافع و اهاجم كويس اوي و خطوتي الجاية اني اتعلم امسك سلاح.. و مش بفكر في الجواز دة خالص.. انا ليا هدف عايزة اوصل له قبل ما اموت.. و لو مت قبل ما أحققه محدش يزعل على موتي
مروان : انا هزعل على موتك سواء وافقتي تتجوزيني أو لأ.. و انا هساعدك توصلي لهدفك و هقف معاكي.. انا مهما كان سواء كان اسمك مراتي ولا جارتي هفضل أهتم بيكي و هقف معاكي و مش هسيبك تواجهي خطر زي دة لواحدك.. زائد لو انتي مش فارقة معاكي حياتك من موتك تفرق معايا انا.. سلسبيل انا حبيتك و اتعلقت بيكي حتى لو انتي كنتي لسة بتشكي فيا.. و لو اني عملت حاجات كتير عشانك و عشان اثبتلك اني انسان كويس و ان اللي فات مات و انا معدش حاجة تربطني بالماضي المهبب دة.. سلسبيل انا اتخايت عن حاجات كتير عشان احاول اوصل لقلبك و اعرف اكون نفسي و افتح بيت تعيشي فيه زي الملكات
سلسبيل : بس انا مقدرش اتجوز واحد في قلبي ذرة شك من ناحيته
مروان : انا فكرة اني بطلب منك الجواز وحدها المفروض تشيل ذرة الشك دي.. انا كدة بعصي أوامر شريف لما قال إنه عايزك لنفسه و بطريقة تفكيرك كدة هكون بقيت في صفك و بعتهم عشانك.. سلسبيل افهمي بقى اني مستعد أضحى بكل حاجة عشانك.. رفضاني ليه.. رافضة اللي عشقك ليه
سلسبيل : عشان مش قادرة أصدق اني في يوم ممكن أبقى مراتك انت.. يمكن انا اه حبيتك و اتعلقت بيك مقدرش أنكر بس مقدرش اكون مراتك ابدا
مروان : ليه.. جاوبيني ع السؤال دة بس ليه الرفض دة
سلسبيل (و قد واشكت على الإنهيار) : مش عايزة اتعلق بحد و لا حد يتعلق بيا.. مش عايزة احب حد و لا حد يحبني.. مش عايزة أاذي حد و لا عايز حد يأذيني.. مـالأخر مش عايزة حد في حياتي و لا عايزة حد يهتم بيا.. عايزة اعيش وحيدة لغاية ما الموت يجيلي
مروان : يعني انت عاجبك انك عايشة كدة من غير حد.. طب قوليلي لولا لارين كنتي هتفضفضي مع مين.. و لا مش انت بردو اللي كنتي من كام سنة بتقولي انا مليش حد في الدنيا و كارهه عشتي و اصحابي كلهم اتخلوا عني
سلسبيل : دة كانت أول سنة في الجامعة دلوقتي ليا صاحبتي همسة و بحبها و برغي معاها بالساعات
مروان : طب و هي هتغنيكي عن دفء العيلة
سالت دمعة على وجنتها فور سماعها كلمة "عائلة" فهي دائما ما تحاول شغل نفسها عن التفكير بالأمر.. هي وحيدة بمعنى الكلمة لا أهل لها و قليل جدا من الأصدقاء.. هي تحتاج من يهتم بها.. تحتاج الحب و العطف و الحنان.. و لكن هي أيضا لا تريد أن تكون سبب حزن أحدهم.. هي حائرة وسط مشاعرها.. كشخص تائه وسط بحار المشاعر و أمواج الصدمات.. كل هذا دار في خلدها في لحظة صمت مرت عليه كالأعوام لتنطق أخيرا قائلة بإستهزاء مصحوب بأسي
سلسبيل : هو الجواز اللي هيرجعلي اهلي مثلا
مروان : انا هبقى اهلك و ظهرك و كل حاجة.. فكري كويس قبل ما تاخدي قرار الرفض.. يمكن تكوني بتحكمي على نفسك بمؤبد انفرادي و انت متقدريش تستحمليه
سلسبيل : انا عاجبني حالي
مروان : طيـ...
بتر جملته بسبب رنين هاتفها
سلسبيل : ثواني هشوف مين عايزني.. دة رقم غريب
مروان : خلي بالك
سلسبيل : انا ميتخفش عليا.. امال بعد ما اشتغل هتعمل ايه
خطت بضع خطوات مبتعدة و ردت على المتصل لتسمع صوت ذكوري يردد
-سلسبيل وحشاني
فزعت و نظرت إلى الهاتف بخوف ثم نظرت إلى مروان الذي لم يرفع بصره من عليها
سلسبيل : انت مين
لم تتلقى إجابة سوا بعض الضحكات التي بدت انها تصدر من أكثر من شخص لتزيد خوفها اكثر.. إلتفتت إلى مروان بفزع.. كانت تظن أنه يمزح معها ولكن الأمر لا يبدو مزحة
سلسبيل : انا مقولتش حاجة تضحك انا سالت سؤال واضح.. مين معايا
- شخص بتخافي منه
سلسبيل : احنا هنهزر.. مين معايا مش فضيالك
- وراكي ايه يا قطة.. ما انا وراكي وراكي
إلتفتت لمروان بذعر و قالت و هي تلوم نفسها و الموقف الذي هي مضطرة أن تعيشه
سلسبيل : انت عامل فيا مقلب يا مروان
مروان (بجدية) : و ايه اللي يخليني اعمل فيكي مقلب
سلسبيل (ببعض الخوف) : طب بقولك ممكن تشوف مين دة.. خايفة ليكون شريف
مروان : انت يا بنتي مش بتغيري رقمك كل مدة عشان محدش يعرف يوصلك
سلسبيل : ايوة.. بس الحاجة اللي متأكدة منها إن دي اول مرة اسمع الصوت دة و مستحيل يبقى خالد بس ممكن يكون حد تاني.. بس كان في صوت ضحك كذا شخص.. انا مرعوبة منهم
مروان : هاتي كدة
أخذ منها الهاتف و رد بغضب
مروان : عايز ايه
- هههههههه دي طلعت جبانة اوي
مروان : لم نفسك
صوت انوثي : خلاص خلاص يا عم متأسفين.. اديني سلسبيل دلوقتي
مروان : انتي عايزها ليه
- قولها معرفة
نظر مروان بتعجب للوقفة أمامه تسمع المحادثة.. أعطاها الهاتف و هو يهمس
مروان : على فكرة مش دة صوت شريف ولا مروة حتى
نظرت إليه بحدة.. فهي تضايق كلما تذكرت ماضيه.. أمسكت الهاتف و قالت بملل
سلسبيل : خلصيني و قولي مين مبحبش الشغل دة
- ايه دة مش عرفاني توء توء توء كدة هزعل كل دة عشان الكام سنة دول
سلسبيل : انتي مين يا بت
- مش عرفاني يا سوسو.. ولا لازم اقول يا انسة سلسبيل عشان تفتكريني
سلسبيل (بتلعثم) : أ.. انـ.. انت.. مـ.. مين.. ر.. ريـ.. مش معقولة.. ريـ.. ريماس
ريماس : ايوة ريماس و ماله يعني
تمر صور الذكريات أمامها كالفيلم.. الدموع اغمرت عيناها بدون أن تشعر.. اختل توازنها و وقعت على الأرض.. تضع يدها على رأسها الذي بدأت تشعر بالصداع يغزوه.. تنطق بعد صمت طويل و تقول
سلسبيل : هو مين اللي كان بيكلمني الأول
ريماس : خطيبي
وقع الهاتف من يدها لا إراديًا.. كانت تشعر أنها صاعقة بالنسبة لها.. لم تتوقع ابدا ان تسمع صوتها بعد كل هذه المدة.. ركض مروان نحوها بعد أن وجدها جامدة لا تحرك ساكنًا.. بدأ يهزها و هو يقول بقلق
مروان : مالك.. حصل ايه
لم تجبه بل ظل ساكنة حتى ظن انها قد اصيبت بالشلل
مروان : سلسبيل طمنيني حصل ايه و قالتلك ايه
لم تجبه و لكنها هبت واقفة و اتجهت نحو غرفتها في صمت قاتل.. يكاد يجن ماذا حدث لها.. أما هي فقد ارتمت على فراشها و احتضنت وسادتها بقوة و أخذت تبكي بحرقة و إنهيار.. كانت تحدث نفسها قائلة ببكاء
سلسبيل : اشمعني النهاردة يعني كل حاجة اجتمعت عليا.. حاسة ان الدنيا عايزة تنتقم مني.. انا ليه بكذب على نفسي بس.. ليه يعذب نفسي بس.. بحاول اقنع نفسي بأوهام ليه... مش راضية اعترف لنفسي باحتياجاتي ليه.. انا ايوة محتاجة حد يهتم بيا.. محتاجة حد يحسسني أن بابي لسة حي.. محتاجة حد يرجعني للحياة.. محتاجة اعيش.. محتاجة حب.. محتاجة أصحاب.. محتاجة حضن.. محتاجة ناس حواليا.. محتاجة ريماس جنبي زي زمان.. محتاجة زنها طول اليوم عشان اصحى.. محتاجة يا انسة سلسبيل اللي كانت بتتقالي ليل نهار و انا مش حباها.. محتاجة ارجع البنت الدلوعه بتاعت زمان.. محتاجة قلبي يرجع ابيض من غير الحقد و الكره اللي بكنه لشريف و خالد.. محتاجة أرجع عندي ثقة في الناس اللي حواليا.. محتاجة ارجع سلسبيل بتاعة زمان.. محتاجة حياة جديدة.. محتاجة حاجات كتير بفكر اني محتاجاها لييه.. مروان معاه حق بلاش احكم على نفسي بمؤبد انفرادي انا مش اده و مقدرش عليه.. يا ربي انا ليه اتكتب عليا اعيش كدة.. و اشمعني انا اللي كان لازم اشوف العز اللي كنت فيه بيدمر قدامي في يوم واحد.. كل حاجة اتسحبت مني في لحظة.. انا أنهى ذنب اللي عملته في حياتي عسان ادوق مرار دة كله.. اشمعني انا اللي اتكتب عليا اعيش من غير أهل ولا قرايب ولا حد اعرفه يهتم بيا.. اشمعني انا اللي اتكتب عليا اكون الضحية.. اشمعني انا.. اشمعني انا اللي قلبي يتكسر زي لوح إزاز أكبر حتة فيه بقت أصغر من الذرة.. اشمعني انا.. اشمعني انا.. اشمعني.. ليه يعني لازم اموت نفسي مية مرة و انا عايشة.. ليه لازم أعد اتجاهل نفسي.. ليه كل مرة بيخطر على بالي حاجة بحبها بفكر في أي حاجة تانية.. ليه يعني مش عارفة استمتع.. ليه عايزة انتحر رغم أن اقدر اخلي حواليا كل وسائل الترفيه.. ليه لازم أبقى جثة بتتحرك.. ليه لازم اشتم نفسي على اللي بعملوا فيها.. انا ليه عملت كدة اصلا.. بحب مروان ليه مقبلش بيه رغم أنه كويس حتى لو كان له ماضي مهبب بس مش هعاير الإنسان بماضيه.. انا محتاجة حبه و عارفة انه بيحبني من زمان ليه احرم نفسي من حاجة انا محتاجاها.. هو انا لازم اموت عشان احس بقيمة الحياة.. هو انا ليه كدة.. يا ربي ايه اللي انا بعمله في نفسي دة.. ليه بعمل في نفسي المسكينة كدة طب هي ذنبها ايه طيب.. الله اعلم المستقبل مخبي لي ايه مستمتعش بالحاضر ليه و انا هبقى مذيعة اد الدنيا.. هو انا ليه بحب أقسى على نفسي كدة.. بحرم نفسي من السعادة ليه.. لييييييييييييه
ظلت تصرخ و تبكي حتى غلبها التعب و النعاس

انتقاميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن