22

1.4K 38 4
                                    

انتقامي 22

تفتح عيناها لتجد انها قد اراحت رأسها على صدره و هو طوقها بيده.. رغم أنها عادت إليه منذ بضع ايام إلا أنها إلى الآن لا تزال تشعر أنها في حلم قد تستيقظ منه في أي لحظة.. نظرت إليه ببسمة ارتسمت على شفتيها ليبادلها نظرة حب و يضمها إليه أكثر كأنما يخاف أن تختفي من بين يديه.. اغمضت عيناها مستمتعة بتلك اللحظات التي افتقدتها... يقطع استمتاعها صوت المضيفة تقول "لقد هبطت الآن الطائرة في مطار لاينار.. نرجو من الركاب الجلوس في أماكنهم حتى تتوقف الطائرة تماماً".. ابتسمت بارتياح يغمره السعادة مع اختراق تلك الكلمات لمسامعها.. لقد كانت رحلة طويلة و هي مرهقة تماما لذا فقد غفت أغلب النصف الثاني من الرحلة و التي كان متجهة نحو لاينار و ايقظها فقط تصادم عجلات الطائرة مع الأرض... دقائق مرت كالثاوني و إذا بها تقف امام "فيلا" تتصدر بوابتها لارين التي ما أن رأتها حتى هرعت لاحتضانها بشوق شديد.. بادلتها الاحتضان بحب ثم التفت لمروان الذي تصنع الحزن و أدار لها ظهره
مروان : زعلان منك على فكرة
لارين : يا عم اسكت انا لسة شيفاك امبارح و هي مشفتهاش بقالي سنين
مروان : يا سلام
لارين : غيران
قالتها و هي تقف على أصابع ارجلها لتستطيع قرص خده فيضرب ظهر كفها
مروان : مش قدام الناس كدة
أمالت رأسها قليلا يظهر على مرمى بصرها حنين و سامي قادمين من الخلف.. احمرت وجنتاها فهي كانت تتصرف على طبيعتها و لم تلحظ وجود غرباء و هي تعد سامي غريباً رغم علاقته القوية بمروان إلا أنها لم تخالطه كثيرا.. و حنين التي تراها لأول مرة خارج شاشة التلفاز.. تراجعت للخلف و أفسحت لهم الطريق ثم تقدمتهم لتريهم المنزل.. كانت "فيلا" صغيرة أشبه بمبنى يتكون من طابقين متصلين محاط بسور مرتفع نسبياً يتوسطه من الجهة الأمامة بوابة مزغرفة متوسطة الحجم و يفصل بينهما مسافة 2.5 متر تملأها حديقة صغيرة فرشت بحشائش مهندمة و زينتها الأزهار و الشجيرات المتناثرة بتنظيم و قليل من الأشجار.. تسير وسط هذه الجنة متجه نحو مبنى أشبه بقصر صغير توسط هذه الحديقة الخلابة بل و زينها بجماله.. تسير و علامات التعجب و الاستفهام تدور حولها.. لا تصدق كونها في بلد آخر.. بل لا تصدق انها تعيش ما ظنته يوماً حلماً من شدة يئسها.. أحقاً عادت إلى نعيم و عز الغني بعد ذل سجن!!
سلسبيل : هي الحياة احلوت فجأة كدة ازاي
تفوهت بها بدون أن تدرك حتى أنها فرجت شفتيها.. لاحظت أنظار الجميع موجهة نحوها خاصة مروان.. أدركت بعد لحظات ما نطقت به فاستدرجت موجهة حديثها إلى مروان
سلسبيل : انت جبت كل دة منين
ابتسم و هو ينقل بصره بينها و بين سامي
مروان : الفيلا دي مشترك معانا فيها اتنين.. انا وحدي كنت يا دوب اقدر اأجر شقة عادية بفرشها و في منطقة عادية لكن دي تعد في منطقة راقية و حاجة فخمة و مبلغها مش كبير خاصة أن في اتنين شاركوني في المبلغ
سلسبيل : يعني احنا هنعد هنا اد اية
مروان : المدة اللي تحبيها.. لغاية ما الحال يتصلح في لجنفرس
سلسبيل (بسعادة واضحة على عبرتها) : يعني دة هيبقى بيتنا طول ما احنا هنا
ابتسم لسهادتها و ردد بحب
مروان : اه
سلسبيل : مش عايزة ارجع لجنفرس.. ابدا
- ولا أنا
قيلت بصوت انوثي ملئ بالسعادة.. نظرت إلى حنين التي تفوهت بهذه الكلمات و التي تتخلفهم هي و سامي ببضع خطوات بتفهم أثناء ما نظر إليهما مروان و سامي بتعجب.. يعلم أنها قد قاست الكثير في السجن ولكن لم يظن أن الأمر قد يصل بها إلى كره وطنها التي تنتمي ايه.. رغم تعجبه إلا أنه واصل سيره بدون النطق ببنت شفة متوعداً لها إن لم تخبره كل شئ بتفاصيله...
_________________________

انتقاميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن