29

1.4K 33 0
                                    

انتقامي 29

- انا خايفة
- لا لا.. متسمحيش للخوف يتمكن من قلبك.. انتي بتحاربي عشان قضية انتي مقتنعة بيها.. لا تكملي للاخر لا مكنتيش تبدأي اصلا
- هكمل بس احميني
- متخفيش.. اللي بيدافع عنك هما كل اللي بيأيدوا القضية مش انا بس
_________________________

تقف منتظرة و قد طال الانتظار، سبعة اشهر لم تره فيها تشعر انهم سبع سنين. لم تلبث ان إلتقطه بصرها حتي هرع إليه تتوق رقبته و تقبله و يطوقها كأنما وجد ضالته بعد غياب طويل...
لارين : وحشتني يا وحش.. كدة تسيبني كل دة.. مش تنطلي في حلم حتي
قالتها بطفولة ليضحك بعفوية ثم يرد عليها بنفس اسلوبها
مروان : و الحلو مجاليش هو كمان ليه
قالها و هو يقرص خدها برفق لكنها استدارت بغضب طفولي و قالت
لارين : مش سيادتك اللي مانعني
استدار ليواجهها ثم وضع يديه علي كتفيها و قال
مروان : و اديني جيتلك اهو.. لسة زعلانة بقي
لم يتلقي اجابة منطوقة لكنها احتضنته بشدة و اخذت تبكي كطفل أضل والدته و هي تقول بصوت متقطع من بين شهقاتها
لارين : متسبنيش.. انت كل حاجة بالنسبة لي.. انت كل اهلي.. انت أمني.. انا من غيرك تايهة في دنيا واسعة.. خليك جنبي متسبنيش تاني
اخذ يمسح علي ظهرها مع ظهور ملامح الأسى على وجهه ثم قال
مروان : متخافيش انا جنبك.. اخلص بس حكاية سلسبيل و مش هسيبك
اشتد بكائها و هي تحاول تجميع كلماتها لتقول بنبرة متقطعة كسابقتها
لارين : وحشتني سلسبيل كمان.. امتي هترجع.. هو احنا اتكتب علينا نفضل عايشن في الألم و الفرقة دي كتير
نظر بأسي لعينيها المترقرقة بالدموع ثم قال
مروان : اطمني.. قريب كل حاجة هترجع زي الاول و احسن ان شاء الله.. و سلسبيل هترجع مع بيبي صغنونة حلوة كدة تعدي تلعبي معاها و تستمتعوا و كل حاجة هتبقي تمام
نظرت إليه ببتسامة من بين دموعها، و هو كذب ليري هذه الإبتسامة رغم علمه بعدم تصديقها لكذبته الفاشلة، يعلم ان الأمر ليس بهذه السهولة و انه سيحتاج الكثير من الوقت لتجميع المبلغ المتبقي ولكن لا مانع من الإرتواء بآمال كاذبة. هي تعلم انه كذب عليها و انها ستنتظر ضعف هذه المدة و ان لم يكن اكثر حتي تري سلسبيل، ولكنها تعلم كذلك انه يهدف فقط لإبتسامتها لا لتصديقه و هذا ما وهبته إياه.
_________________________

دوي صوت صفع وجهها ليعلن عن قوة الصفعة التي وجهت إليها، ابقت وجهها في عكس إتجاهه لتمنعه من رؤية وجهها الذي تخللته حمرة الألم رغمًا عنها، أبدًا لن تقبل برؤيتها متألمة. تداخلت شعيراتها بين الفراغات بين اصابعه لتجتمع في قبضة يده يشده كما يشاء، لم تصرخ فقد اعتادت هذه النوع من الآلام و لم يعد يؤثر بها، هو يعلم ذلك لكنه غير قادر علي إلامها اكثر.. غير قادر علي دفعها للإعتراف بشئ لا تعرفه حتي، ربما عدم وجوده فتح له باب لتعذيبها لكنه لم يعرف ان هذا ليس بابًا ولكن جحر صغير.
شريف : انتي عارفة مها ناوية علي ايه مش كدة
سلسبيل بحدة مخالفة لألمها حتى لو كان قليلاً : تفرق معاك ايه
شريف بعدما أشعلت فتيل غضبه : اهو بعد الكلمة دي بالذات عايز اعرف
ثم اكمل و هو يشد على حروفه : و منك انتي و بس
سلسبيل : مش هتعرف توصل لحاجة مني لأني معرفش حاجة.. دة انا افتكرت مها دي بالعافية
ترك العنان لشعرها ثم قال : حسابنا بعد الولادة ها
ختمها بغمزة تليها ضحكة متوعدة ثم ترك زنزانتها و رحل. اسندت ظهرها إلي الحائط و جلست ببطئ ثم اطرقت تفكر في مها و كيف تغيرت كل هذا التغيير، تؤمن ان سبب كل تغيير عميق ألم أعمق، فتري ماذا حدث؟ لقد مر قرابة عامان منذ اخر مرة رأتها فيها فماذا حدث خلال تلك الشهور؟ لا تستطيع انكار قدر التغير الذي طرأ عليها هي الأخرى خلال تلك المدة ولكن كيف يتحول الزمن الغزال لأسد يفترس كل ما يجده دون ان يهاب شيئًا؟ توالت الاسئلة تليها إجابات متوقعة بعيدة كل البعد عن الواقع لينتهي الأمر بألم رأسها من كثرة التفكير. التفكير ما يميز الانسان ولكن تتمني في بعض الحالات لو امكنها إخراس عقلها عن التفكير في المستقبل البائس -في نظرها- ربما كان أفضل ترك الأمور تجري كما كتبها الله دون إرهاق عقلها في توقعات لن توصل الي شيء سوي الإرهاق.
_________________________

انتقاميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن