انتقامي 17
دقائق و يدخل القاضي ليخيم الصمت على المكان.. يجلس على كرسيه
القاضي : فتحت الجلسة
الهدوء الذي يعم المكان يوترها.. هذه أول مرة تدخل محكمة ولا تعرف كيف تتصرف.. تفرك يديها بتوتر و خوف.. لا تدري ماذا ينتظرها.. شردت في التفكير بالأمر حتى سمعت صوت القاضي
القاضي : المتهمة سلسبيل ماهر علوان
سلسبيل : أ.. ايوة انا يا فندم
القاضي : حضرتك متهمة بارتكاب أعمال شغب و التحريض على العنف و القتل و تشويه سمعة الوزراء و تهديد الأمن القومي بالإضافة إلى قتل ريماس خدمتك السابقة في قضية أخرى
شهقت بقوة فور سماعها التهم.. هي لم ترتكب اي من هذا.. مروان أيضا كانت ردة فعله مشابهه من حيث الشعور بالصدمة إلا أنه وضع يده على فمه و هو يحدث نفسه
مروان : يا نهار اسود دي التهم دي تاخد فيها مؤبد
بدأ الحضور بالهمهمة و الحديث فيما بينهم حتى سمعوا صوت القاضي الذي بدأ عليه الغضب بسبب الضوضاء التي اشعلها الناس بحديثهم
القاضي : هدووووء
بدأ الصوت بالانخفاض تدريجياً حتى عم الصمت تماما ليستدرج قائلاً
القاضي : ايه رأيك في التهم المنسوبة إليك
سلسبيل (بإنفعال) : لا هو هنا كمان هتقولي رأى و بعدين تنفذ اللي في دماغك.. لا يا بابا كدة كتير.. أما كل واحد يقولي ايه رأيك و بعدين يمشي اللي في دماغه من غير ما يعمل حساب لرأيي اللي المفروضة انه لسة اخده من شوية يبقى كدة كتير.. أما يقولي تحبي تروحي دلوقتي ولا بعدين اقوله مش فارقة يقولي طب البوكس مستني تحت يبقى كدة كتير.. انتو بتقولوا ايه رأيك دي عشان تكدبوا علينا و على الناس و على نفسكوا.. عايزين توهموا الناس انكوا بتقدروا رأى المتهم أو ممكن تاخادوا بيه و انتو اصلا ملفقين التهم و عندكو الحكم جاهز مستنين بس الوقت المناسب عشان تعلنوا عنه.. كدة كتير و كتير اوي كمان ولا محدش غيري شايف كدة... اللي بيحصل في السجون و اللي شفته بعيني دة ميتسكتش عليه و انتو بتداروا مصايبكوا بايه رأيك.. جاتكم بلوة تطين عيشتكوا.. موتة تموتوها و تبقى عبرة لكل اللي يفكر يعمل زيكوا
القاضي (و هو يستشيط غضباً ولكن يحاول السيطرة عليه) : دي محكمة مش استديو لحلقاتك الفارغة
سلسبيل : ايوة ايوة حاول تبين أن انا الكذابة بقي.. احب اقولك ان الحقيقة مهما استخبت هيجي يوم و تتكشف.. و فضايحكوا و بلاويكوا اللي معايا تقدر تخرب بيوتكوا لو اتكشفت.. بس على مين.. هيجي يوم و فضيحتكوا تبقى اد الدنيا (يميل القاضي على إذن أحد الشرطيين و يهمس له بشئ ما) هيجي يوم و يبقى الواحد فيكوا ماشي نفسه الأرض تبلعه من اللي بيتقال عليه.. هيجي اليوم اللي تترجوني مفيش كلمة زيادة تطلع و ساعتها فلوسكوا مش هتنفعكوا.. هيجي اليـ...
وقعت على الأرض فجأة بدون أن تكمل جملتها هذه حتى.. يظهر من خلفها الشرطي الذي همس له القاضي من قبل و هو يشير للقاضي أن المهمة تمت بنجاح ليبتسم القاضي له و يقول
القاضي : خرجها بقىحدث كل هذا أمام ناظريه و لم يحرك ساكنا.. لم يمنعه أحد من التحرك أو حتى الحديث ولكن كم الصدمات التي ألقى عليه كان أكثر مما يتحمله فلم يقدر على الناطق ببنت شفة.. ولكنه لم يحتمل أن يراها تعامل هكذا.. لم يستطع أن يصبر على رؤية جوهرته تعامل بهذه الطريقة.. ولكن هل عساه يمنعهم...
مروان (بصياح) : ابعدوا عنها.. سلسبيل محدش يلمسها ولا يعادلها كدة
القاضي : الكلام دة تقوله في بيتكوا.. هنا المتهم حق للمحكمة
- هنا سلسبيل ملك للجميع و انت ملكش حق فيها
و صاحب صوته الذي بدي قريبا شعوره بيد أحدهم تُوضع على كتفه.. إلتفت ليرى الفاعل فإذا به شريف!!
مروان (بغضب) : عايز ايه يا حيوان
شريف : ولا حاجة.. جاي أحضر محاكمة اللي شتمتني ع الملأ
نظر إليه بإقتضاب و هو يتمنى لو يستطيع قتله ثم عاد بنظره إلى حيث كانت سلسبيل ملقاة وسط القفص.. لم يهتم القاضي بالأمر بل استكمل وقائع الجلسة قائلا
القاضي : سيبكوا ربع ساعة و هتصحي تكمل نكد.. نكمل الجلسة
لثانية شعر كأنه أحد زملائه و ليس قاضياً أبداً.. يفترض بهذه أن تكون محكمة وليست مكاناً للهو.. ألا يفترض به التحدث بطريقة أفضل من هذه.. قطع تفكيره صوت ذكوري غير مألوف
- بعد اذنك عايز أعد هنا
نظر إلى المتحدث ليجده شاب في نفس سنه تقريباً.. يبدو قوي الجسد و مفتول العضلات ولكن رغم هذا بوجهه بعض الكدمات.. تعجب من هيأته ولكنه قال مجارياً الحديث
مروان : مراتي في السجن و عايز ابقى قريب من القفص عشان اشوفها
الشاب : ما انا كمان خطيبتي في السجن و عايز أشوفها
نظر إلى القفص الذي لا يوجد به سوا زوجته ثم فرك عينيه بغير تصديق.. أعقل أن تكون هي من يتحدث عنها.. لا لا مستحيل لقد كان معها منذ أن كانت في الصف الثاني الثانوي.. نفض تلك الفكرة عن مخيلته تماماً فور ما جال بخاطره أو لقاء بها و ربما كان الأصح قول اول حديث معها..
الشاب : يا أستاذ عايز أعد
أعدته تلك الكلمات لأرض الواقع التي تمنى لو لا يعود لها ثانيةً..
مروان : معلش.. بس هي القضية دي فيها كام متهم
الشاب : اتنين.. مراتك و خطيبتي
مروان : معلش هغلس شوية.. هي فين
الشاب : لا عادي.. هتدخل بعد شوية
مروان : طب اتفضل جنبي.. لو سمحت
الشاب : عادي خليك على طبيعتك خالص.. انا سامي.. 25 سنة
مروان : زيي.. و انا مروان تشرفنا
قالها و هو يصافحه و قد اعتلت وجهه ابتسامة... في نفس الوقت.. تدخل القفص و قد قيدت يداها مثل صديقتها.. وجهها شاحب و جسدها هزيل ولكن ملامحها بريئة و جميلة رغم الهالات التي حوطت عيناها..
القاضي : 17 دقيقة تأخير.. ليه.. مش المفروض معاد الجلسة محدد.. دي إهانة للمحكمة
هم سامي واقفاً و قال بثبات يتخلله بعض الغضب
سامي : لما اول مرة أشوفها من 5 شهور و ألاقيها بالمنظر دة مش حقي أسأل ايه اللي حصل و بهدل شوية العيال اللي بتسموهم شرطة و رجالة
القاضي : و مين إداك الحق انك تسأل اصلا
سامي : حسبي الله ونعم الوكيل.. محكمة بايظة والله.. و قال ايه محاكمة
القاضي : إخرس أحسن لك
نظر إليه بإشمزاز ثم جلس على كرسيه
القاضي : المتهمة حنين على
حنين : ايوة
القاضي : انتي كمان مشتركة معاها في التهم الموجهة ليها
حنين : و هي ايه التهم
القاضي : مش ذنبي انك جيتي متأخرة
حنين : ما تقول يا عم و تخلصني ولا هو شغل عناء في أي هبل و المهم مش بيتقال
استيقظت على صوتها العالي.. افتقدت هذا الصوت الأيام التي قضتها بعيداً عنهم.. تفتح عيناها التي بدي عليها الإرهاق و تتمتم
سلسبيل : حنين
تلتفت إليها و قد اعتلت ملامح التعجب وجهها
حنين : هو انتي المتهمة التانية
سلسبيل : اه
(يلتفت إليه ثم قال
سامي : شكلهم عارفين بعض كويس.. زي ما شكلنا هنبقى أصحاب
مروان : واضح)
حنين : هي كل الناس دي تبعك
سلسبيل : ولا عمري شفت واحد فيهم.. اصلا مليش غير مروان
حنين : امال دول يطلعوا ايه
سلسبيل : متقوليش أن انتي كمان متعرفيش حد فيهم
حنين : اعرف 3 منهم لكن الباقي دة كله لأ
سلسبيل : دول جم منين كل دول
حنين : ركزي مع القاضي.. احنا المتهمين في القضية دي
سلسبيل : ماشي
كانت اذنها تستمع للقاضي و عينها تتجول وسط الحشود.. من تدقيق النظر اكتشفت وجود بعض زملائها في العمل مثل عبد الله و نوال و آخرين لم تتوقع أن يهتموا بالأمر ولكنها وجدت العكس.. ولكن أغلبية الحاضرين لا تعرفهم و هذا ما يستوجب السؤال عنه.. من كل هؤلاء؟ أيعقل كون كل هذا الحشد من المعجبين؟!
أنت تقرأ
انتقامي
Actionبالنسبة للبعض الانتقام ليس سوا هدف صعب المنال فلمَ يتعبون أنفسهم في محاولات فاشلة منهم في الانتقام و البعض فالانقتام هو هدفهم الوحيد.. لا يهتمون أن ماتوا و هم يحاولون الانتقام.. المهم انهم بذلوا كل شئ حتى نفسهم لأجل انتقامهم أما البعض الآخر يعيش لي...