31

1.6K 42 10
                                    

انتقامي 31

جلست الي طرف السرير بينما هو مستلقي بجانبها، نظرت إليه و قد تبددت السعادة التي شعرت بها خلال الساعة الماضية تحت قدمي وجهه المهموم، سارعت بفتح الحوار قائلة بجدية
سلسبيل : مالك يا مروان.. كنت متحمس و مفرفش و فجأة انطفيت كدة ليه.. حصل حاجة
ابعد نظره عن السقف منزلًا إياه ليواجه عينيها، صمت للحظات ثم قال بصوت مهموم
مروان : انا سبت تسنيم مع لارين في الشقة اللي قدامنا من شوية و المفروض كنت فاتحك في الموضوع علي مراحل بس انتي حطيتيني قدام موقف مفيش هروب منه.. قولتلك قبل كدة اني عايز اعترفلك بشوية حاجات بس لما نرجع هنا.. و دلوقتي انا مش عارفة انتي في صحة مناسبة تستقبلي الصدمة ولا لأ فانتي عندك استعداد ارمي عليكي حمل تقيل عليا خلي كتافي لمسوا الأرض و خلوني ياما انام ليالي متعذب بسببه.. هتقدري
اومأت له بثقة و هي تقول ممازحة عساها تخفف عنه القليل
سلسبيل : ارمي عليا همومك و متخافش انا عندي مناعة
اعتدل في جلسته و رد عليها ممهدًا لسلسلة من الصدمات قرر اظهارها و قطعها لتتوالي الصدمات عليها كحبات اللؤلؤ المتساقط من عقد ثمين مقطوع
مروان : مبدأيًا عايزك تعرفي ان الحقيقة زي النار.. طول ما انتي علي بعد معين منها هتدفيكي لكن لو قربي منها اوي هتلسعك.. احيانًا اللسع بيفيد و احيانًا تانية بيكون مجرد ألم و بس.. فتسمحيلي ألسعك بنار الحقيقة و انا للاسف عارف انها اكيد هتوجعك اوي
اومأت له مجددًا لكن هذه المرة بتوتر محسوس، شعره لكنه تجاهله ليفرغ ما في كنانتة من حقائق و آلام، اخذ نفسًا ثم اخرجه ببطئ و ترك عينيه تسبح في كل الاتجاهات سارحة هربًا منها و من عينيها التي يعشقها، بدأ حديثه قائلًا بجدية و هدوء تخلله بعض الاضطراب و القلق
مروان : جزء كبير من حياتك كان كله خداع و انا قررت اني اكشف الستار عن الحقائق و اشيل الحيط اللي بينك و بين حقيقة اللي بيحصل حواليكي و أولهم انا.. آسف مبدأيًا ع اللي جاي بس كان لازم اقولك الحقيقة في يوم.. عايزك تكوني متأكدة ان الكذبة اللي انتي عيشتي فيها انا كمان قعدت اكذبها لحد ما اقتنعت انها حقيقة و فوقت علي قلم جامد.. انا مش عارف ابدأ منين بس هبدأ من اول الحكاية خالص.. من اول ما بدأوا يظهروا في حياتي و اتفاجئت اني اترميت فجأة وسط المعركة اللي دايرة.. انا قولتلك قبل كدة ان اول ظهور ليهم في حياتي كان خالد اللي ماسك البنك و مرضاش يدينا قرض يكفي عملية اخويا و بعدين اتسبب في موته و موت ماما الله يرحمهم ((اللي مش فاكر يرجع لبارت 7من اول نصه كدة)) بس الظهور دة يعد مش مباشر بردو لاني وقتها كنت صغير.. حياتي لغاية النقطة دي مفيش خلاف عليها و الكل عارف نفس القصة بس اللي جاي يكون في علمك انك الوحيدة اللي هحكيهولها
صمت برهة يرتب افكاره ثم استأنف باندماج و تأثر و ارهاق بعد زفرة
مروان : بعد وفاة ماما انا حسيت ان المسئولة بتخنقني.. انا اعد المسئول الوحيد عن لارين و هي يا دوب عندها سنتين و نص او تلاته بكتيره.. كنت تايه جدًا مش عارف اعمل اي حاجة.. معايا طفلة و انا يا دوب اكبر منها ب 12 سنة.. فاكر كويس في اليوم دة انا حضنت لارين اوي و انا شايف دموعها.. حضنتها عشان اخفف عني.. و يومها وعدتها اني هعيشها سعيدة و هعوضها عن العذاب دة.. حاولت اعتمد على نفسي و اكمل حياتنا عادي بس فشلت فشل ذريع.. لقيت متطلبات الحياة كتير و انا مش ملاحق و مش عارف اعمل اي حاجة بمعني الكلمة.. مش قادر اخد بالي منها كويس مش قادر اتكيف مع اني بصرف من فلوس مش متجددة مش قادر افهم حاجة.. ببساطة حسيت اني تايه تماما وسط الدنيا بوسعها.. يوم ما فكرت اشتغل لقيت الشغل مش نافع.. لا انا مني مواظب علي المدرسة ولا مني مهتم باختي اللي كانت وقتها كل حياتي.. بس ظهرت فجأة كدة في حياتي و بدون اي مقدمات.. مروة.. و دي بالذات اللي مهما كنت بكرها فانا ممتن ليها جدا لان من غيرها انا مكنتش هبقي حاجة دلوقتي.. مروة ببساطة عرضت انها توفر لنا السكن و الأكل و الشرب و الرعاية و تكاليف الدراسة و كمان اجر شهري زهيد مقابلة شغلانة بسيطة و مش محتاجة اي خبرة بالنسبة لشخص في سني وقتها.. مقابل اني اشتغل جاسوس عندها.. طبعًا عرض مغري جدا و ميفوتوش غير مجنون و انا طبعًا مكنتش اعرف اي حاجة.. مصدقت ما لقيت طوق نجاة اتحدفلي و انا بحارب في وسط البحر عشان اشوف الدنيا
توقف لاخذ نفسًا عميقًا ثم اكمل حديثه متحاشيًا مواجهة عينيها
مروان : اشتغلت عندها و بدأت افوق لنفسي و هي كانت مهتمة بلارين و مفرغالي وقتي للدراسة و الشغل و بس.. و انا طبعا كانت مهمتي سهلة لان محدش هيشك ان عيل عنده يا دوب 15 سنة يكون بيتجسس عليهم و كنت بجيبلها كل المعلومات اللي هي عيزاها و احيانا زيادة كمان بس مكنتش اعرف هي عايزة المعلومات دي في اية.. بعدين فهمت ان شريف بيبقي عايز المعلومات دي عشان يطمن من ناحية الشخص او يحدد هيعمل فيه ايه و احيانا كان بس بيبقي عايز بعرف الشخص دة مخبي عليه ايه.. من الاخر كان بيكمل معلوماته باستخدامي... و استمر الحال علي ما هو عليه و مية مية لمدة 3 سنين من غير مشاكل تذكر غير حاجات بسيطة اوي.. بس 3 سنين مدة طويلة بردو و....
تنحنح خوفًا من ردة فعلها، حوار مشابه دار منذ سنين و كانت ردة فعلها قاتلة فماذا ستفعل حين تعلم الحقيقة كاملة وانه كذب عليها يومها ليحافظ علي ما تبقي من ماء وجهه، استأنف بخفوت كأنما يتمني ألا تسمع
مروان : و كنت يوم عن يوم بدخل في وسطهم.. عرفت عنهم حاجات كتير جدا.. تقريبًا اغلب اسرارهم.. و عرفت بلاوي كتير.. و بدأت اربط الاحداث و اكتشفت وسط المدة دي حكاية خالد بالبنك و موت امي و توأمي.. بس كنت مضطر اتجاهل عشان حياتي تمشي.. و لغاية دلوقتي لارين نفسها متعرفش ان انا كنت عارف.. انا بس كنت عايز احافظ علي الاستقار اللي في حياتي و افضل ماشي جنب الحيط من غير مخاطرة و انتي عارفة ان دة طبعي..  المهم اني عرفت عنهم تقريبًا كل حاجة و كنت مطنش طالما محدش اذاني شخصيًا.. كنت بروح مع مروة كل يوم الاجتماعات بتاعتهم و يوم ما يخرجوا احيانًا كنت بخرج معاهم لو فاضي و عشان مبقاش خبيت عليكي كنت صايع أيامها.. المهم مش دي قضيتنا.. انا فضلت اشتغل عادي من غير مشاكل لغاية ما طلعلنا سمير اخوكي فجأة
لاحظ انها بدأت تنتبه عند ذكر اسم اخوها، ازدرد ريقه ثم تابع
مروان : و باللي كان بيعمله و ابحاثه كان قرب يكشفنا و عرف اغلب بلاوي البلد و الفساد اللي فيها فعلًا و كان لازم نتخلص منه و هنا شريف وكل ليا المهمة دي.. و طبعًا كان بالنسبة لي مهمة زي كل المهمات.. هتجسس و اجيب المعلومات و نحط الخطة و نقتله.. بس سمير اخوكي كان حاجة مختلفة كدة.. بغض النظر انه قفشني بسرعة فقعد اخد و ادي معاه و اتعرفت عليه اكتر و حبيته جدًا.. حاجة كدة منعتني اني ابلغ المعلومات اللي عرفتها عنه و عن مواعيده لشريف اللي في وقتها كان يعد المشرف عليا.. يمكن عشان حبيته و حسيته زي صاحبي رغم فرق الطبقات الشاسع بس مقدرتش اتسبب في اذيته عوضًا عن قتله.. و كمان اليوم دة كان اول مرة اشوفك و كنتي عسولة خالص و يمكن حبيتك انتي كمان بس اللي واثق منه ان ساعتها انا استريحت للعيلة دي و حسيتهم ناس كويسين و ميستهلوش اللي شريف بيخطط له خاصة اني كنت عارف ان شريف بيخطط ينتقم من باباكي علي المدي الطويل.. و غصب عني في نهاية حواري مع سمير و قبل ما امشي لقيت نفسي بقوله ان في ناس بيخططوا يقتلوك و خلي بالك منهم و خاف علي حياتك بس يمكن هو مصدقنيش او مكنش مهتم بحياته بس هو قالي ان موته مش هيستفاد منه حد.. و انا بمنتهي غبائي سلمت عليه و مشيت و انا ناوي اني ازور المعلومات اللي عرفتها و بكدة هيكون في أمان.. و دة يمكن كان اول طريق اخطاء حياتي اللي هفضل ندمان عليها عمري كله.. المهم اني لقيت شريف بيقولي خلي المعلومات لنفسك انت اللي هتقتله و بكدة تثبت انتمائك و ولائك لينا و هتبقي واحد مننا باعتراف الكل.. في الليلة دي انا كنت مشتت جدًا و مكنتش عارف اعمل ايه و في النهاية اخدت لارين و هربنا.. كنت عارف اني لو رفضت احتمال انا اللي اتقتل قبله و في نفس الوقت مقدرش اقتله لاني كنت خلاص اعتربته صاحبي و الهروب كان حل مناسب و دة اللي حصل بس رجعت لنفس الدوامة.. التوهان.. لا لينا بيت ولا معانا لا فلوس ولا حتي اي اكل ولا هدوم.. غباء مني اني هربت كدة من غير تخطيط كل همي كان اني اهرب من قرار قتل سمير.. و زي عادتها بطلع لي زي العفريت وقت ما اكون محتاج.. في وسط الليل و انا طبعًا مكنتش عارف انام لقيتها في وشي.. مروة تاني.. و بمنتهي البساطة عرضت عليا اني ارجع و انا رفضت بس عرضها المرة دي كان مختلف.. عرضت عليا انها تشوفلي شقة و هتدفع هي تمن اجارها طول ما انا شغال عندها و هتعديلي حكاية قتل سمير بس مقابل عقاب صغنن من شريف.. دة كان كلامها لانها عارفة ان شريف مش هيعدي الموقف بسلاسة كدة و انا كمان كنت متأكد من الحكاية دي.. قالتلي اني هشتغل من تحت لتحت المرة دي.. لاني كنت قولت لـلارين علي حكاية خالد عشان اقنعها تهرب معايا و اقنعتها اني لسة عارف في يومها رغم اني كنت عارف من اكتر من سنة.. المشكلة اني وافقت.. وافقت عشاني عارف اني مش هقدر اواجه كل حاجة كدة فجأة و لوحدي وافقت بكل الغباء اللي اتخلق علي الأرض.. الحق يتقال كنت اناني جدًا.. و فعلا في خلال يومين كانت وضبتلنا شقة حلوة و منها اتعلم بالتدريج اتخلي عن مساعدتها ليا و ابدأ اعتمد علي نفسي في بناء بيت.. و فعلًا دة اللي حصل بس كنت بخطف رجلي علي شريف كل شوية و التانية لأني ببساطة لسة شغال عندهم.. و لما لارين مرة سألتني بجيب الفلوس منين قولتلها اهي بتيجي و خلاص.. المهم ان اللي بتعوزيه بتلاقيه.. و سبتها متعرفش حاجة عن حكاية شغلي تاني لحد دلوقتي...
قاطع نفسه شاربًا بعض الماء ليبتلع غصة حلقه ثم اكمل بمرارة
مروان : صراحة.. عقاب شريف الصغير مكنش صغير خالص.. كانت اول مرة في حياتي ادوق غضبه.. كنت حاسس انه بينتقم مني.. ايوة غذبني زي ما عذبك و يمكن اكتر كمان.. كان بيقطع لحمي و مستمتع و شمتان.. كان شايف جلدي بيدوب بناره و علي وشه ابتسامة باردة مستفزة بتدل علي قلبه اللي اجمد من الصخر
اكمل صائحًا بألم
مروان : ايوة بكرهه من يومها زيي زيك و يمكن اكتر كمان.. عذابك كان بيعذبني بذكري مميتة زي دي.. كانوا يا دوب ايام.. شهر بالظبط.. بس كنت بموت فيهم.. و كنت بحاول قدر الإمكان اخلي لارين متحسش بحاجة و لو غلبني الألم كنت بقولها اني اتخانقت مع العيال في المدرسة.. كان عذاب حرفي.. واللي بيوجع اكتر محاولاتي البائسة اني اداري وجعي و جراحي عن طفلة متطفلة و حشرية عايزة تعرف كل حاجة
تنهد بألم و تابع
مروان : ما علينا من عقابي.. بعد ما فوقت عرفت بموت سمير و ازاي قتلوه و اضايقت اوي عشان الحكاية دي.. دة غير ان عذابه كان زرع فيا الكره خلاص.. المهم اني بدأت ابعد شوية بشوية و ادور علي سغل تاني و حاولت انفصل عنهم قدر المستطاع.. زي اللي بيهرب.. لغاية ما عرفت خبر موت بباكي و الحق يتقال صعبتي عليا.. حسيت انك اكيد حاسة بنفس شعور التوهان.. و كان ضميري بيقتلني علي اللي بيحصل.. كنت و مازلت حاسس ان انا اللي قتلته او علي الاقل كان ليا ايد في موتهم هما الاتنين.. وقتها انتي بالنسبة لي كنتي مجرد اخت سمير بس دة ميمنعش اني كنت متعاطف مع الحالة لاني مجرب الشعور دة.. بعد الحادث دة باسبوعين تقريبًا قدمت استقالتي و اترفضت.. شريف قالي لازم اكمل السنة علي الأقل و مش عارف سبب مقنع للحكاية دي.. و اضطريت غصب عني اوافق.. و كان الحال ماشي بس اول ما السنة خلصت قطعت علاقتي بيهم نهائي و رميت كل حاجة تخصهم.. حتي نقلت في الشقة اللي بالصدفة نقلتي في الشقة اللي قدامها او يمكن كان دة جزء من تدبيرهم الخفي.. لارين مكنتش تعرف عن شغلي كتير وقتها و انا بتعمد ألف و ادور و مقولهاش معلومة مفيدة و لغاية النهاردة مش ناوي اقولها.. لما نقلتي بعدهما بكام يوم قابلتها.. الزفتة مروة.. كانت عايزة تعرف عنك.. بس انا اتنرفزت عليها و بهدلتها في الشارع و مرضتش اقولها حاجة و نبهتها ان العصابتها دي كانت صفحة من حياتي و اتقفلت و مش هتتفتح تاني بس هي ردت بمنتي السخرية والبرود وقالتلي ان العصابة بداية و نهاية حياتي لأن ببساطة شريف حاتطني في دماغه.. انا طنشت و عديت و كل حاجة كانت تمام لغاية يوم ما لارين راحت معاكي.. طبعًا هما الاتنين عرفوا بعض بمنتهي السهولة.. و واضح ان شريف استغل مروة عشان تتجسس عليكي هي و تعرف كل حاجة لأنه عايز يفرتك العيلة كلها.. مقدرش انكر ان مروة شاركت بنسبة بردو في تربية لارين بس طبعا بعد كل اللي بيحصل دة لارين كرهتها و انا نفسي مع الوقت كرهتها انا كمان رغم انها ساعدتني كتير بس في حاجات متتغفرش مهما الشخص عمل عشان يمحوها
امسك عضديها و اخذ يهزها برفق بعدما استجمع شجاعته للنظر بعينيها للمرة الاولي منذ بداية الحوار
مروان : سلسبيل دخولك في حياتي كان قرار.. بس حبك مكنش حاجة اقدر اتحكم فيها
بدأ يزيد حدة الهزة لا اراديًا و هو يكمل بانهيار
مروان : اتجوزتك و كنت بزعم اني هحميكي بس كنت كداب.. ايوة كذبت وقتها و مكنتش عارف اللي مستنيكي.. كنت حمار و مشيت علي خططهم بغبائي و ورطتك معايا.. ايوة بعترف اني مش قادر احميكي.. شريف عايز ينتقم منك و مني و لو عرف اني قولتك هيموتني النهاردة قبل بكرة.. سلسبيل سامحيني.. انا ضغيف.. ضعيف اوي.. مهما بلغت قوتي فانا قدامهم ضعيف.. و قدامك عاجز.. اسف مش قادر احميكي ولا اصونك.. اسف مش هقدر اخبيكي للأبد و احميكي منه.. اسف اوي
ترقرقت في عينيه دمعة و قد هدأ قليلًا و توقف عن هزها العنيف إثر انفعاله، نظر الي الأرض بخجل ثم همس و الغصة تلتهم حلقه
مروان : سلسبيل يوم ما جيتلك بعد ما شريف جرح تسنيم و رحتله اتحمل العقاب عنك قالي كلمة عمالة ترن في وداني ليل نهار لحد ما اتصميت.. بتخيل المنظر قدامي بنهار و ببقي عايز اقتلع عنيا بايدي ولا اشوف المنظر دة.. قالي ان عمره ما هيسامحني و اننا هندفع احنا الاتنين التمن.. انا مش قادر اتخيل المجنون دة ممكن يعمل فيكي ايه بعد دة كله بس اللي عايزك تعرفيه اني بتعذب.. بتعذب بجد كل يوم علي اللي عملته فيكي.. و اللي ممكن يحصلك بسببي و انا مش هقدر احميكي.. سلسبيل صدقيني حبي ليكي بس اللي خلاني اتهور و معملش حساب يوم زي دة.. بعترف اني أناني و كنت مهتم بالسعادة اللحظية و متخيلتش اني ممكن يجي يوم اندم علي حياتي كلها.. اندم اني حبيتك و اتجوزتك.. سلسبيل انا ندمان.. ندمان اوي علي كل اللي عملته.. ندمان اني اتولدت في دنيا زي دي أصلا.. سلسبيل ارجوكي خففي عني شوية و متبقيش انتي و الزمن عليا.. سلسبيل صدقيني انا بعد دة كله بس بحبك.. بحبك اوي
ختمها راميًا رأسه علي كتفها يبلله بدمعاته ليخفيها بينما هي تسمرت مكانها كالاصنام، صمت دقيقة يهدئ انفعالاته و يستعيد رابطة جأشه ثم عاد يستأنف ما بدأ
مروان :  سلسبيل انا عايز اعترفلك بحاجة اسوء من اللي قبلها.. انا فعليًا مش عايز بس مضطر.. سلسبيل انا ياما سمعتك بتسألي عن سبب رغبة شريف في الانتقام من ابوكي.. انا سمعت السؤال كتير و كنت بتظاهر اني زيي زيك مش عارف بس الحقيقة اني عارف.. عارف سبب كره شريف للعيلة بالكامل.. عارف ليه شريف عايزك.. عارف اجابات اسئلة كتير بتسأليها لنفسك و ليا و لكل اللي له صلة بالموضوع بس انا اللي للاسف ربنا اختاره عشان يقولك.. سلسبيل.. الحكاية ان ابوكي الله يرحمه كان شريك شريف.. اشترك معاه في حاجة كدة مش فاكرها بالظبط بس كان المفروض انها هتعود عليهم بفلوس كتير تمهد لثرائهم و مستواهم اللي بقو فيه.. المهم ان هما اشتركوا سوا و كانوا حلفاء و اصحاب طفولة كمان فكان صعب انهم يختلفوا في نظرهم المبدأي.. و فعلًا كسبوا مبالغ عملاقة بس باباكي حس ان بقدر ما الحكاية دي مكسبة إلا انه مش حاسس ببركتها فقرر انه يلغي الشراكة مع شريف و يستثمر فلوسه هو.. شريف وافق في الاول ببساطة و قدر رغبته بس بعدين لقي انه مش عارف يكمل كدة لوحده بنفس السهولة زمان دة غير ان مكسبه كدة اقل بكتير فبدأ يحقد علي ابوكي اللي قدر يحقق اضعاف ثروته و وصل لإنه يبقي احد اغني أغنياء العالم خلال كام سنة بعد ما فض الشراكة و شريف محققش نفس الثروة بس قدر يحقق نفوذه و يستولي علي مراكز في الدولة رغم كل حاجة و دة جابله ثروة مش محدودة.. بس دة ممنعش انه حقد علي ابوكي و قرر ينتقم منه لأنه ببساطة اشترك معاه و بعدين سابه و بعدين فكر يرجع يشترك معاه تاني اول ما مسك وزير و شريف ممنعوش بس كان بيمهد لانتقامه.. في المدة دي شريف بدأت تظهر عليه بوادر الهمجية و القسوة و العنف و الغلظة اللي وصلها دلوقتي.. و لما لقي باباكي بيحقق نجاح في منطقته بدأ يسعي انه يخسره بس دة معرفش يوصله فقرر يتحجج باي حاجة و يطرده و اتحقق له دة فعلا بس مستريحش بردو لان ابوكي كان عرف مظاهر الفساد اللي ظهرت تحت ايد شريف و عمايله و لقي سبب اقوي لانه ينتقم منه.. هو كان بيقول ان في سبب كمان بس محتفظ بيه لنفسه و محدش اتجرأ يسأله.. اما انتي و سمير فكل واحد فيكوا كان له اسباب تانية جنب السبب الرئيسي اللي فات.. و سؤال هو عايزك و بيعذبك ليه فسأليه هو ادري بسببه الحقيقي.. سلسبيل انا آسف جدًا انك بتسمعي الكلام دة مني انا بعد معرفة حوالي 9-10 سنين.. سلسبيل عارف انك ممكن كنتي تتقبلي الكلام دة من اي حد تاني غيري و عارف انك مش طايقاني بس أرجوكي سامحيني.. انا اسف اوي علي كل اللي عملته فيكي و اللي اتعمل او هيتعمل فيكي بسببي.. انا جاي ذليل اطلب منك العفو.. عارف ان ليكي كل الحق تغضبي أرجوكي خلي ذرة الرحمة اللي في قلبك ترويني و انا عارف اني مش هقدر استحمل قسوتك.. سامحتيني
قال اخر كلماته برجاء شديد لكنها هاجمته بعد صمت طال قائلة بجفاء حاد
سلسبيل : سيبني لوحدي
مروان : بس اخاف عليكي
قالها من قلبه لكنها صدته بوجهها ااجامد و صوتها الجاف الخالي من المشاعر
سلسبيل : سيبني لوحدي مش طايقة اشوف وشك
هم بفتح فمه للاعتراض لكنه تراجع في اللحظة الاخيرة خشية إشعال غضبها أكثر، قسوتها تعذبه فوق عذابه، أكان احمقًا حين ظن يومًا ان اخبارها سيخفف عنه همه؟ ، لقد تمتدي في ضعفه و خوفه، أقسم سابقًا انه سيتغير و سيفعل المحال لحمايتها لكن هل اعترافه هذا لصالحه ام ضده؟
تحرك هائمًا علي وجهه حتي خرج من الغرفة، لم يتوقف عقله عن التفكير لحظة، يصبر نفسه انها فقط صدمت و ما هي إلا ايام و ستعود المياه لمجاريها، هي اختارته و وثقت به و فوق ذلك كله احبته و هو صدمها بحقيقته التي لم يكن لبستطبع اخفائها طيلة حياته، لكن يعود ليسأل نفسه هل اختار حقًا التوقيت المناسب أم لا؟ لماذا تكون لحظات المواجهة دائمًا بهذه الصعوبة؟ لماذا يجب عليه ان يتعذب هكذا علي يديها؟ ألا يكفيها ما قد ناله أم هي ايضًا تخطط للانتقام منه هو الاخر الآن؟!
_________________________

انتقاميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن