28

1.2K 33 2
                                    

انتقامي 28

اخرج مسدسه و بعكس ما توقعت لم يصوبه نحو مدحت بل ناولها إياه، اتسعت حدقتاها مع انفراج ثغرها فور ما رأت المسدس أمام يديها، اقشعر جسدها عندما وضعه في يدها، بارد.. هكذا شعرت بعدما خفت قشعريرتها، كأنها تمسك بكنز بين يديها، او ربما الأحق بالقول انها تمسك وسيلة خلاصها. امسكت بالمسدس بكلتا يداها ثم عمّرته بمساعدته، ربما كان يفترض ان تطلق الرصاصة لتصيب مدحت، اقتربت منه بأمر من شريف كي تتمكن من التصويب جيدًا و هو يتبعها، وقفت علي بعد اقل من المتر ولكن مدحت لم يبدي اي ردة فعل بل جلس مستكينًا يستقبل الموت بصدر رحب، اصبعها علي الزناد ولكن يدها ترتعش، استجمعت قواها و بحركة فجائية وجته فوهة المسدس ناحية شريف الذي أعطاها مسدسه و......
سقطت علي الارض بنهيار. لم تستطع قتله، كرهها و حدقدها و المها و رغبتها في انتقام، كلها لم تكفي لضغطة واحدة علي زناد.. ضغطة واحدة كانت كفيلة لقتله لكنها لم تستطع.. لمَ؟؟ هل القتل بهذه الصعوبة؟ هذه اسهل طريقة لسلب روح و هي فشلت بمجردة ضغطة.
شريف : خمنت كدة.. انتي اضعف من انك تقتلي حتي لو معاكي كل ادوات القتل و حتي لو نويتي فعلا تقتليني مش هتقدري.. انتي اضعف و اجبن من كدة بكتير.. نجحتي في الاختبار.. كدة اطمن علي نفسي
قالها ثم التفت ليغادر ولكن اوقفه دويّ صوت الرصاصة التي خرجت من المسدس بفعل استفزازه لها، لكن هيهات.. لم تصبه إلا بجرح سطحي اعلي منتصف عضده الأيسر بقليل. وضع يده فوق جرحه بعدما اشتعل لهيبه ثم التفت اليها يري ابتسامة خبيثة شقت وجهها
شريف : بقي كدة... طيب ماشي حسابك معايا.. بس احب اقولك انك مش بتعرفي تصوبي من البعد دة و كمان شكل ايدك مهزوزة.. بس لسة اضعف من القتل
لم تبدي اي اهتمام لما يقول فقد كانت مستمتعة بالألم القليل التي احدثته له و الذي ترجمه غضبًا، ابتسامة لا ارادية ارتسمت علي شفتيها، سرح ذهنها في نزيفه كأنها تدرك للمرة الأولى ان الدماء تتدفق داخل شرايينه ككل البشر، قطع شرودها صوته قائلًا بعدما إلتفت ليواجه الباب
شريف : و علي فكرة مدحت مش مذنب.. مروان و سامي و حتي حنين قالوا كدة.. انتي قولتي انه مذنب عشان تنتقمي منه بس و الدليل انك مفكرتيش حتي تقتليه لما مسكتي المسدس بين اديكي
كانت هذه اخر كلماته قبل ان يختفي فور خروجه، لكن سرعان ما اهتز قلبها فزعًا عندما شعرت بيد تربت علي كتفها، استدارت خائفة لتجده مدحت الذي تناست وجوده اصلا، قال بوهن شديد
مدحت : مكنتش اعرف انك حاقدة اوي كدة.. بس في كل الأحوال مسامحك
سلسبيل : الموت كان ارحم.. و إسأل مجرب
و لم تمض ثانية و كانت قد ذهبت مع الريح
_________________________

- دة الوضع بالكامل يا استاذ عبد الله.. هل حضرتك هتقدر تساعدنا
تلفظ مصطفي بهذه الكلمات و هو في مكتب أ/ عبد الله مدير القناة التي سبق لسلسبيل العمل بها. نظر اليه بجدية ثم استطرد قائلًا
عبد الله : صعب انت عارف ان القناة خاصة و المبلغ الاجمالي كبير و مستحيل ادفع و لو ربعه.. انا ممكن اساعد بمليون بكتيره لكن حتي ال 3 مش هقدر عليهم.. بس انا ممكن اساعدك بالترويج للقضية
قاطعه مسرعًا
مصطفي : لا بلاش.. كدة ممكن يبقوا في خطر اكبر و كمان انتوا و انا هنبقي في خطر.. مش عايز الخطر يكبر.. هوافق علي الترويج بس لو كان بشكل عام.. متجبوش سيرتهم بس اتكلموا عن الظلم بشكل عام زي ما كانت سلسبيل بتعمل و بس لو حضرتك اتكلمت مع الناس اللي بتثق فيهم و حاولت تروج للموضوع من باب التبرع لردع الظلم و كدة يبقي جزاك الله كل خير
عبد الله : مصطغي.. سلسبيل زي بنتي و انا عارف انها اتظلمت و تعبت كتير في السجن المرة اللي فاتت و مش عايزها تتعب نفس التهب و هي حامل و هعمل كل اللي اقدر عليه عشان تطلع في اقرب وقت ممكن
مصطفي : و....
عبد الله : ايه خير
مصطفي : ولا حاجة مهمة.. كنت بفكر في حاجة بس مش وقتها دلوقتي
_________________________

انتقاميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن