23

1.2K 43 15
                                    

انتقامي 23

اصطحبها عائدين إلى منزلها.. ولكن في منتصف الطريق اتاها صوت انوثي يناديها
- سلسبيل.. سلسبيل
كان نطق أحدهم باسمها الحقيقي كفيل بشكل حركتها و عقلها.. ترى من هذه التي عرفتها رغم كل هذا التغيير.. إلتفت و نبضات قلبها تتسارع من كل حركة تفعلها.. انتهى الأمر بها تشاهد فتاة في مثل عمرها تقريباً تركض نحوها ثم تعانقها بقوة و هي تقف كالسماء لا تتحرك و مروان فقط يشاهد بدون تدخل حتى أنه لا يعرف ماذا يفعل أن تدخل...
الفتاة : لون عينك العشبي هيفضل مميز وسط ملايين البنات
نظرت إلى زجاج أحدي السيارات التي كانت تنتظر أمام المستشفى.. تلك الفتاة محقة لون عيناها فعلا عشبي لا ازرق.. ضربت جبينها بحسرة و هي تتذكر ما آل بها إلى هنا.. بالطبع لم تكن ترتدي العدسات و هي تستحم و بالتأكيد لم ترتديها أثناء الفحص قبل خروجها من المشفى.. لقد كشفت نفسها بغبائها.. رفعت نظرها إليها الفتاة الواقعة أمامها بعد أن ظل معلقاً بصورة عينيها في المرآة.. نطقت بجهود بعد صمت طويل
سلسبيل : انتي مين
قالتها و هي تتوقع أن تأتيها الإجابة : انا احد معجبيك.. ولكن أتت الرياح بعكس ما تشتهي السفن
الفتاة : ريماس
سلسبيل : ريماس مين
قالتها تلقائياً و هي تحاول تذكر صاحبة هذا الإسم.. تدرك انها سمعته قبلاً بل و تدرك جيداً صاحبته ولكن عقلها يكذب نفسه.. و كيف لميت أن يعود للحياة
ريماس : ريماس يا سلسبيل معقولة مش فكراني.. ولا اقول احسن انسة سلسبيل
وقف مروان مصدوماً بينما بدي وجهها خالي من أي تعبير حتى ما ظهرت عليه من تعابير كانت مبهمة غير قابلة للتفسر.. عيناها كانت باب موصداً فلم يعرف أحد أن يقرأ ما بخلدها.. لحظات من الصمت قطعتها و هي تتمتم بصوت خفيض
سلسبيل : ريماس
أمأت لها فرمقتها بنظرة حادة قبل أن تصفعها بقوة أطاحت بها ارضاً كأنها تفرغ كل غضبها بها ثم صاحت في انهيار
سلسبيل : غوري من وشي.. مش طايقة اشوف وشك تاني
قالتها ثم ارتمت في صدر الواقف يشاهد بدون أن يعرف من يمكن فعله.. مسح على شعرها ليهدء من روعها فقد استشعر سرعة نبض قلبها.. رفعت رأسها لتواجهه فلمح آثار الدموع على وجنتيها و رغم عدم علمه بسببها إلا أنه ضمها إليه بقوة أكثر ثم طوقها بذراعه و القى نظرة على ريماس التي تمسح الدماء التي سالت من أنفها أثر الصفعة ثم أولاها ظهره و ذهب.. ساروا بضع أمتار قبل أن تقول سلسبيل بألم
سلسبيل : أيدي بتوجعني اوي يا مروان
نظر لها ليجدها تمسك بمعصم يدها اليمني و تئن.. ابعد يدها و اخد يتحسسه و يلاحظ تأوهاتها ثم قال
مروان : نرجع نعمل اشعة احسن
وافقته الرأي و عادت معه إلى المستشفى لإجراء أشعة على معصمها تبين منها أنه حدث تمزق في أربطة يدها اليمني.. كما أخبرها الطبيب أن الأمر ليس خطراً كما يبدو عليه وأنها فقط تحتاج إلى إراحة يدها.. تقبلت الأمر و صحبها مروان عائدين إلى منزلهم...

- جالك تليفون
قالها سامي فور وصول مروان و سلسبيل و استقباله لهما
مروان : مين دة اللي هيتصل بيا هنا
سامي : متقلقش دة مصطفى
مروان : ااااه ماشي
سامي : شكل الموضوع مهم
مروان : طيب شوية و هتصل اشوف
قالها و مضى في طريقه صعداً السلام المؤدية إلى غرفتهما بالطابق الثاني بدون انتظار اي تعقيب منه.. اطمأن عليها و اراحها على السرير حتى تغفو و حين تحقق مراده أطفأ الأنوار و أغلق الباب برفق كل لا يوقظها خاصة أنها لم تستغرق في النوم بعد.. تماماً كأم و طفلها لا كزوج و زوجته أبداً... سلك طريقه نزولا حتى التقى سامي جالس في غرفة الاستقبال، حياه ثم اتجه للمشهد المجاور له و بدأ يتناجيان
مروان : ها يا سيدي.. مصطفى كان عايز ايه
سامي : هو قال موضوع مهم.. اتصل بيه دلوقتي و شوف
مروان : الساعة 9 بالليل اكيد هيبقى فى الشغل
سامي : اتصل بردو من باب الأمان حتى تعرفه انك منتظر اتصاله
مروان : معاك حق في دي
و فعلا امسك بهاتفه و أخذ يبحث عن اسم مصطفى.. استغرقته بضع ثوان حتى وضع الهاتف على أذنه و بدأ بالحديث
مصطفى : الو
مروان : ايوة يا مصطفى
مصطفى : الواحد لازم يعاني عشان يسمع صوتك والله يا مروان
مروان : سلسبيل اغمى عليها و كانت بتنزف جامد فجريت وديتها المستشفى و نسيت الموبايل خالص
مصطفى : كان مالها
مروان : الدكتور مريحنيش بس قال ضعف.. انا هروح لدكتور تاني بعدين بس لما اعرف منها كل حاجة الأول
مصطفى : و أبقى طمنا عليها
مروان : تكونش اختك من روايا.. ياض احترم نفسك
قلقه على كلماته ثم قال بجدية
مصطفى : خلاص يا عم مش هجيب سيرتها بس في موضوع أهم من كدة
مروان (بقلق) : خير
مصطفى : شريف
مروان : متقوليش بدأ يدور من دلوقتى.. دة احنا مكملناش اسبوع هنا
مصطفى : و جه الشقة كمان. دة لولا حظك كنت بظبط الحاجات اي ما قولتلي و هو جه عرفت اكذب عليه و شكله ميعرفنيش
مروان : هو غالبا فعلا ميعرفش انك صاحبي بس قولي كذبت عليه و قولتله ايه
مصطفى : قولتله اني واحد مأجر الشقة من اول الشهر
مروان : طب و شقة لارين و العيادة و شقة سامي
مصطفى : متقلقش بعت واحد صحبي العيادة و قولتله يمثل الدور و بعت ندى شقة لارين لكن شقة سامي لما وصلت مكنش في حد معرفش هما اصلا راحوا هناك ولا لأ بس صراحة مأتمنتش حد من اصحابي عشان كنت اقوله يروح في ثانيها
مروان : غبي
مصطفى : ليه
مروان : ندى صغيرة المفروض كنت تبعدها خالص عن الموضوع
مصطفى : لا صغيرة ولا حاجة 14 سنة كبيرة و عاقلة
مروان : بس مش تحطها في خطر زي دة
مصطفى : امال كنت اعمل ايه مثلا
مروان : كنت ابعت حد من اصحابك زي ما عملت في العيادة
مصطفى : شقة لارين قريبة جدا من شقتك و كانوا هيوصلولها بسرعة و لو كنت بعت حد من اصحابي كان هيعد ساعتين بيدور علي المكان
مروان : طيب بس اتصرف و تعالى في اقرب وقت.. كدة قاعدتكوا عندك خطر جدا.. متضمنش شريف ممكن يعمل ايه
مصطفى : اديني قربت اخلص كل اللي قولته اهو
مروان : لو هياخد مدة ابعت ندى وحدها
مصطفى : هو هياخد كام يوم بس مش هبعت ندى لوحدها ابدا.. أخاف عليها و انت بنفسك قولت اننا بقينا في خطر
مروان : ماشي
مصطفى : مطولش عليك بقى عشان الرصيد
رفع الهاتف من على أذنه ليجد أنهما ظلا يتكلمون لمدة 10 دقائق
مروان : خلصتلي رصيدي يا مفتري
مصطفى : طب سلام بقى
مروان : ماشي يا سيدي سلام
قالتها و أغلق الخط ثم التفت إلى سامي و قال
مروان : راحوا الشقق
سامي : احنا لحقنا
مروان : مصطفى اتصرف بس دة يرجعنا تاني لقلب الخطر
سامي : حكومة لاينار عمرها ما اتفقت مع لجنفرس و حتى لو كنا دخلنا بأسمائنا عمرهم ما كانوا هيسلمونا ليهم.. متقلقش من النحية دي.. لاينار اكتر بلد ممكن تبقى امان لينا
مروان : بس في حاجة تانية حصلت قلقاني
سامي : خير
مروان : هو ينفع حد يتبعث من قبره و يرجع للحياة
سامي : ايه اللي انت بتقولك دة
مروان : ريماس اللي اتهموا سلسبيل بقتلها لسة حية
سامي (بدهشة) : نعم
مروان : اقسم بالله دة اللي حصل.. لو كان حد حكالي عمري ما كنت هصدقه بس دة انا شفتها بعيني
سامي : ازاي يعني.. البت بسبع أرواح
مروان : والله ما اعرف انا اتصدمت
سامي : و سلسبيل
مروان : سلسبيل اتعصبت عليها و انهارت
سامي : و انت مان ايه دورك في الموضوع
مروان : انا وقفت اتفرج و انا مصدوم و مكنتش عارف اعمل حاجة.. كل حاجة حصلت بسرعة و عقلي كان متوقف عن العمل بسبب الصدمة
سامي : انا نفسي اتصدمت و مش مصدق
مروان : المهم اني كنت عايز منك خدمة في الموضوع دة
سامي : تحت امرك يا باشا
مروان : انا هحاول معاها لو مقدرتش اوصل لحاجة خلي حنين هي اللي تتكلم معاها.. حنين عدت بنفس الفترة في السجن و أظن سلسبيل لو رفضت تقولي هتقولها
سامي : بالنسبة لي مفيش مشاكل بس بمناسبة السجن.. سلسبيل هي التانية مش راضية تقولك ولا حرف
مروان : ولا نص حرف حتى.. كأنهم هددوهم
سامي : لا على فكرة مفيش اي لازمة من تهديد زي كدة.. حاسس انهم مش عايزين من نفسهم.. ليه معرفش
مروان : انا وراها وراها لحد معرف كل حاجة.. الموضوع دة بالذات مش هقبل فيه هزار ولا لف و دوران
_________________________

انتقاميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن