أجلس وحيدة على عتبات الحنين.
حنين الأشواق إلى ماضي قريب تركت كل مافيه و ذهبت عن قصد ثم بكيت و كأنني لست أنا من حطم كل شيء بذهابي...
أو ربما هم من ذهبوا !...
أولئك الذين لم يجدوا عذراً لكلماتنا و لم يفكروا في العودة للاطمئنان علينا.أين أنتم يا من أذقتمونا الطعم الحلو للأمان ثم رحلتم تاركيننا نرتشف مرارة الفقدان؟.
ألهذه الدرجة كبرياؤكم أعلى درجة منا؟تسعة عشر يوما مرت على ذهابهم ، يوم أداروا لنا الظهر و رمونا كأوراق مجعدة في سلة الماضي المشؤوم.
تسعة عشر يوماً مرت علي و أنا جالسة في نفس المكان.
ﻻ ليلي ليل و ﻻ نهاري نهار
أذرف الدموع إلى أن أنام ثم أستيقض لأكمل ماتبقى منها في عيناي البائستينعيناي، جوهرتان كانتا تقبعان بسﻻم في محجري فتحولتا فجأة الى جمرتين حارقتين ﻻ تستحقان حتى أن تتزينا بكحل زهيد الثمن.
ﻻ أحد بجانبي اﻻ روز التي تؤنسني بعزفها على الغيثار و ترديدها للأغاني السعيدة.
لكن ﻻ شيء بإمكانه أن يسعدني اﻻ عودة من زرع على وجهي البسمة بعد طول غياب.
ذلك الذي أحبني فخذلته ، رممني فكسرته ، أسعدني فأحزنته ، تركني فمت شوقا لعودته.
ايام تليها أيام فتمر الأشهر و أنا على نفس الحالة بل أنني رجعت سنينا ضوئية إلى الوراء
عدت تماما إلى نقطة الصفر ، يوم تم نزع الشاش عن عيني و رأيت السواد لأول مرة .أنا الآن مقهورة، مكسورة، حزينة و عمياء...تماماً!
أدور حول نفسي في قاع الحضيض ، هي دوامة لم أستطع الخروج منها،حتى أنني لم أشأ فعل ذلك...أبداً!أتصل و أتصل لكن ﻻ أحد يجيب ، فأصرخ و كأنه بإمكانه سماع صرخاتي فيعود ، لكنه أبدا لم يعد فقد انقطع و انقطعت أخبارهً.
أذكر أنني قمت مرات عديدة بإرسال روز للاطمئنان عليه لكنها كانت تعود لي دائما بعذر مختلف ، اما أنه يعيش خارج المدينة أو أنه يقوم بجولة مع فرقته.
فأحسست حينها أنها تعلم شيئا ما و تخفيه عني.
-●□●□●□●□●□●◇◆◇■●●■◆◇●
توقفت حلقة التساؤﻻت يوم حطت قدماه المنهكتان على أرضية غرفتي و وقعت نظراته الذابلة على جسدي البالي يوم كنت جسدا مكورا حول نفسه بﻻ روح وﻻ دماء تسري به.شعر طويل يﻻمس الأرض ،بشرة باهتة و جسد نحيل...تلك كانت حالتي و على ذلك الوضع رءاني
تقدم مني بخطوات متثاقلة ،أخذ المشط من على الطاولة الخشبية و جلس يمشط خصﻻت شعري التي طالت جدا في غيابه.
فزعت لوجوده جانبي و كادت نبضات قلبي تتوقف ، بصري لم يتمكن من رؤيته لكن بصيرتي أخبرتني بوجوده فعطره المميز ﻻ زال عالقا بأنفي و لم أنساه أبدا
أنت تقرأ
داخل العتمة(مذكرات ديانا)
Fanfictionأخذني في رحلة إلى بلاد النسيان ، أعطاني ترياقا أفقت به من هواجسي و استرحت بفضله في مكان ﻻ ماضي فيه وﻻ ذكريات فقط أنا و هو و الجبل... كأنه كان يدري بما في داخلي كأنه أحس بآﻻمي كأنه استرق السمع لصرخاتي المكبوتة كان و كأنه جزء مني لأنه كان يظهر في...