أخذني في رحلة إلى بلاد النسيان ، أعطاني ترياقا أفقت به من هواجسي و استرحت بفضله في مكان ﻻ ماضي فيه وﻻ ذكريات
فقط أنا و هو و الجبل...كأنه كان يدري بما في داخلي
كأنه أحس بآﻻمي
كأنه استرق السمع لصرخاتي المكبوتة
كان و كأنه جزء مني لأنه كان يظهر في كل لحظة أكون فيها بحاجة إليه، إليه وﻻ أحد غيره...
وجدت نفسي معه على سفح جبل
أطرافي متجمدة و البرد شديد هنا
و حبات ثلج تنزل على وجهي...
حيث يبدو أن ربيع لندن لم يصل بعد إلى هذا المكانكان طوال الوقت يمسك بيدي و يسرد لي كل ما يراه ، حتى أنه كان عيني الثالثة التي لم تتأذى بعد
و بفضله خرجت من حالة الاكتئاب التي انتابتني الأيام الماضية
...
فتح باب الكوخ الخشبي و دخلنا إلى هناك، فشعرت أخيرا بالدفئ
كان كوخا في أعلى الجبل يتواجد رفقة أكواخ عديدة أخرى و المكان أشبه بنادي تزلج على الجليد
هكذا أخبرني ليام...حضر لي كوبا من الشوكوﻻ الساخنة و جلسنا نتحدث بالقرب من المدفأة
"أعدك أنك ستعيشين أفضل الأوقات هنا"
ابتسمت مطوﻻ ثم قلت "شكرا لك"
"أرجوك ديانا، ﻻ أريد سماع هذه الكلمة مجددا فهي تقتل شعور المتعة بداخلي"
قالها و هو ممسك بيدي"أتعلم؟" قلت ثم أردفت"ﻻ أدري لماذا تفعل كل هذا معي لكن اعلم أنك أصبحت سببا في سعادتي "
توقفت لثوان ثم أكملت "أنت غالبا ما تقف معاكسا ﻷحزاني و غالبا ما أبتسم بسببك ، تأتي دائما في الوقت المناسب و كأن نداء استغاثة قد وصلك ...كلمة الشكر ﻻ تكفيك يا ليام"ابتسمت بين دموعي و وضعت رأسي على كتفه للمرة الأولى.
دفنني داخله و غطاني بحنانه و نثر علي شيئا من عبق رائحته
يداه كانتا تخترقان بهدوء شعري المبعثر الذي مشطه هو في وقت من الأوقات و دفء حضنه يزيد بمرور الوقت
حتى أنني لم أنتبه لما فعلت بقميصه حتى أحسست ببلل يلمس وجهي
لقد بكيت لوقت طويل ...!انسحبت بهدوء مجففة وجهي بأطراف قميصي و طبع هو قبلة على جبيني
آه ...لماذا يفعل هذا و يجبرني على الإقتراب منه أكثر ، أﻻ يعلم أنني كرهت الحب و كل المشاعر النبيلة
أﻻ يعلم أنني كرهت كل شيء حتى الحنان؟
حتى الحنان أظنه زائفا
لكن حنانه مختلف و ﻻ أستطيع اﻻ أن أتقبلهبينما كنت مبحرة داخل سواد عيناي أحسست بيد تسحبني و صوت يقول
"تعالي معي ، سأنسيك كل شيء"ألبسني معطفي و وضع الوشاح الصوفي حول عنقي ثم ألبسني قبعتي الصوفية بخفة
"مثالية"
همس بتلك الكلمة ثم فتح الباب و سحبني خلفههو كل عائلتي الآن
يقوم بدور الوالدين كما ينبغي لدرجة أنني شعرت بنفسي طفلة بين يديه
لقد عشقته! و عشقه مختلف!
------------------
ها نحن ذا بين يدي البرد مجدداً
البرد يقرصنا من كل جانب .حتى أطنان القماش التي لبستها لم تكفي لصده عني
أنفي متجمد و قدماي لم أعد أشعر بهما
سامحك الله يا ليام!
أنت تقرأ
داخل العتمة(مذكرات ديانا)
Hayran Kurguأخذني في رحلة إلى بلاد النسيان ، أعطاني ترياقا أفقت به من هواجسي و استرحت بفضله في مكان ﻻ ماضي فيه وﻻ ذكريات فقط أنا و هو و الجبل... كأنه كان يدري بما في داخلي كأنه أحس بآﻻمي كأنه استرق السمع لصرخاتي المكبوتة كان و كأنه جزء مني لأنه كان يظهر في...