=الفصل الخامس=

757 88 37
                                    

أخذني في رحلة إلى بلاد النسيان ، أعطاني ترياقا أفقت به من هواجسي و استرحت بفضله في مكان ﻻ ماضي فيه وﻻ ذكريات
فقط أنا و هو و الجبل...

كأنه كان يدري بما في داخلي
كأنه أحس بآﻻمي
كأنه استرق السمع لصرخاتي المكبوتة
كان و كأنه جزء مني لأنه كان يظهر في كل لحظة أكون فيها بحاجة إليه، إليه وﻻ أحد غيره

...
وجدت نفسي معه على سفح جبل
أطرافي متجمدة و البرد شديد هنا
و حبات ثلج تنزل على وجهي...
حيث يبدو أن ربيع لندن لم يصل بعد إلى هذا المكان

كان طوال الوقت يمسك بيدي و يسرد لي كل ما يراه ، حتى أنه كان عيني الثالثة التي لم تتأذى بعد
و بفضله خرجت من حالة الاكتئاب التي انتابتني الأيام الماضية
...
فتح باب الكوخ الخشبي و دخلنا إلى هناك، فشعرت أخيرا بالدفئ
كان كوخا في أعلى الجبل يتواجد رفقة أكواخ عديدة  أخرى و المكان أشبه بنادي تزلج على الجليد
هكذا أخبرني ليام...

حضر لي كوبا من الشوكوﻻ الساخنة و جلسنا نتحدث بالقرب من المدفأة

"أعدك أنك ستعيشين أفضل الأوقات هنا"

ابتسمت مطوﻻ ثم قلت "شكرا لك"

"أرجوك ديانا، ﻻ أريد سماع هذه الكلمة مجددا فهي تقتل شعور المتعة بداخلي"
قالها و هو ممسك بيدي

"أتعلم؟" قلت ثم أردفت"ﻻ أدري لماذا تفعل كل هذا معي لكن اعلم أنك أصبحت سببا في سعادتي "
توقفت لثوان ثم أكملت "أنت غالبا ما تقف معاكسا ﻷحزاني و غالبا ما أبتسم بسببك ، تأتي دائما في الوقت المناسب و كأن نداء استغاثة قد وصلك ...كلمة الشكر ﻻ تكفيك يا ليام"

ابتسمت بين دموعي و وضعت رأسي على كتفه للمرة الأولى.
دفنني داخله و غطاني بحنانه و نثر علي شيئا من عبق رائحته
يداه كانتا تخترقان بهدوء شعري المبعثر الذي مشطه هو في وقت من الأوقات و دفء حضنه يزيد بمرور الوقت
حتى أنني لم أنتبه لما فعلت بقميصه حتى أحسست ببلل يلمس وجهي
لقد بكيت لوقت طويل ...!   

انسحبت بهدوء مجففة وجهي بأطراف قميصي و طبع هو قبلة على جبيني
آه ...لماذا يفعل هذا و يجبرني على الإقتراب منه أكثر ، أﻻ يعلم أنني كرهت الحب و كل المشاعر النبيلة
أﻻ يعلم أنني كرهت كل شيء حتى الحنان؟
حتى الحنان أظنه زائفا
لكن حنانه مختلف و ﻻ أستطيع اﻻ أن أتقبله

بينما كنت مبحرة داخل سواد عيناي أحسست بيد تسحبني و صوت يقول
"تعالي معي ، سأنسيك كل شيء"

ألبسني معطفي و وضع الوشاح الصوفي حول عنقي ثم ألبسني قبعتي الصوفية بخفة

"مثالية"
همس بتلك الكلمة ثم فتح الباب و سحبني خلفه

هو كل عائلتي الآن
يقوم بدور الوالدين كما ينبغي لدرجة أنني شعرت بنفسي طفلة بين يديه
لقد عشقته! و عشقه مختلف!
------------------
ها نحن ذا بين يدي البرد مجدداً
البرد يقرصنا من كل جانب .حتى أطنان القماش التي لبستها لم تكفي لصده عني
أنفي متجمد و قدماي لم أعد أشعر بهما
سامحك الله يا ليام!

داخل العتمة(مذكرات ديانا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن