=الفصل السابع=

1.3K 141 48
                                    

فتح باب القاعة و دخلت السندريلا,لكن بدلا من أن توجه أنظار الحضور نحو جمالها أو جمال فستانها وجهت مباشرة نحو حذائها الأحضر اللماع الذي كان يرسم طريقه بخفة بين الحشود غير مبال بكل ما يحدث حوله ,ربما لأنه يحمل في جيناته مزايا راقصات الباليه اللواتي ما ان تطأ أقدامهن أرضية المسرح حتى تتعامى أبصارهن و تخطف أصواتهن و تسد آذانهن فينتقلن الى عالم آخر غير عالمهن ,عالم وردي تضيئه شموع عطرية و تعزف فيه موسيقى الزمن الجميل ,كل الناس فيه متحابون و الجميع يرقص مع ابتسامات جميلة لا تبرح الوجوه و أياد تصفق لكل نجاح

تلك كانت مواصفات العالم الذي لا وجود له الا في مخيلة راقصات الباليه!!!

توقفت الفتاتان في منتصف القاعة بعد أن تقدمت بهن أحذيتهن نحو مكان مجهول جعل أعين روز تعلق و تلتف نحو كل شيء جميل فيه

القشعريرة سرت في الجسدين و ضربات القلب تسارعت ,فهما لا يعرفان أحدا في هذا المكان ,بل انه عالم !...عالم مختلف تماما عن البقية

عالم تعزف فيه موسيقى جميلة و يتبادل فيه الحضور أحاديث لا يفهمها الجميع, أحاديث أصيغت و اندثرت تحت ثرية كريستالية عملاقة ,في ذلك المكان ...الجميع يحمل كؤوسا كتلك التي نراها في الأفلام الأرستقراطية ,يقفون بمحاذات طاولات ذات أعناق طويلة ,و من دون كراسي!...النساء يرتدين أجمل ما لديهن و يطوقن أعناقهن بأغلى ما لديهن ,يضحكن بخفة و يتحدثن بصوت يكاد يسمع

أما الرجال...فبعضهم يتنقل بخفة بين الطاولات بمشية مستقيمة و رأس مرفوع للأعلى مرتديا بذلات سوداء لافا عنقه بربطة أنيقة و معصمه بساعة شهيرة

و في طاولة تلف حولها النوع الثاني من الرجال اللذين كانوا ثابتين في أمكنتهم يتبادلون أطراف الحديث ,كان هناك رجال خمسة من أوسم الحضور و أشهرهم ,و أكثرهم تواضعا و عفوية

قاطع أحدهم أحاديث البقية بعد أن لمحت عيناه البنيتان دخول أحداهن ,تلك العينان اللتان كانت تترقبان طوال الوقت بوابة القاعة العملاقة التي أبت ادخال السرور الى قلبه في البداية

"هاقد حضرت ضيفتاي "

تقدم بكل ثقة بعد أن سمع التهاني من البعض و التهكم من البعض الآخر

 تلك الثقة كانت تزيد مع كل خطوة يخطيها و كل نظرة يلقيها

انحنى كالأمراء ملقيا التحية ,رفع الأيادي الى شفتيه ليقبلهما بكل لطف و نبل ,ثم تقدم بالفتاتين ليعرفهما على البقية

ليام

"هذه روز و هذه ديانا "

"تشرفت بمعرفتك ديانا ,أنا هاري "

قال هاري متقدما طابور التعرف مادا يده ليصافحني فقلت

"الشرف لي هاري"

داخل العتمة(مذكرات ديانا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن