مضى أسبوعان الآن و لا شك أنكم تدرون أنني كنت أعد الأيام و الليالي متمنية أن لا يأتي هذا اليوم، لكنه أتى ,نعم أتى،أتى حاملا في جعبته الكثير من المفاجئات بل المفاجعات ان صح التعبير.
فدعونا نعود الى الساعات الأولى من ذلك النهار ...
"نعم روز،أخيرا؟! ، أتمنى ذلك،نعم نعم حمدا لله"
كانت الحادية عشرة صباحا عندما كلمت روز، أخبرتني بأنها قد قبضت راتبها الشهري،و هي الآن في طريق العودة الى المنزل، كانت سعيدة جدا لأنها ستتمكن من دفع ايجار الشقة،و أنا أيضا كنت سعيدة...بل كنت أكثر من ذلك بكثير،كنت سأطير من فرحي لأنني أخيرا سأنام بهدوء و سلام بعيدا عن كل تلك الهواجس و الكوابيس التي كانت تراودني كل ليلة فخوفي من التشرد كان يفوق الحدود و التصورات.
جلست في غرفة الجلوس أنتظرها حتى نحتفل معا،انتظرتها كثيرا،اكثر من العادة،كان من المفترض أن تعود قبل ساعة من الأن، ما الذي أخرها هكذا؟ما الذي جعلها تستغرق ساعتين للعودة من عملها الى هنا؟ هل حدث معها مكروه ما؟
كل تلك الأسئلة كانت تدور في مخيلتي بينما كنت جالسة أقضم اظافري كعادة قديمة لي،قررت الاتصال بها
رفعت هاتفي و كتبت رقمها،كان الهاتف يرن لكن مامن مجيب!
دب القلق الى قلبي و ارتفع الادرينالين في جسمي كلما سمعت جملة يرجى اعادة المحاولة بعد حين ،لو كانت تلك المرأة حقيقية لخنقتها وفرمتها فرما ناعما فهي أكثر شيء يجعلني أكره شبكة الاتصالات .
كنت أعيد المحاولة في كل مرة يفشل فيها الاتصال الى أن سمعت صوت مفاتيح توضع في قفل الباب الخارجي،
وقفت بسرعة و اتجهت نحو الباب لأستقبل روز بقلق أقل من ذلك الذي انتابني قبل بضع ثوان مضت.
أخيرا وصلتي ! أين كنتي كل هذا الوقت ؟" سألت بقلق "
دخلت لتدفع الباب برفق بقدمها و تجعله ينغلق ببطئ,كنت أسمع نفسها السريع الذي كان يزداد مع كل ثانية تمر , تخيلت لوهلة أنها كانت في سباق عدو 1500متر ,لكنها لم تكن كذلك ,بل كانت محاولتها الفاشلة في حبس دموعها , تنفسها الغير منتظم دل على أنها تحملت مشاعر كثيرة و قد حان الوقت الآن لافراغها و تأكدت من ذلك عندما أحسست برأسها يوضع على كتفي و يداها تعانقانني
بادلتها العناق مع ذهول يعتلي وجهي ,لقد أصبت حقا بالقلق الآن " مابك روز ؟"
ذلك السؤال الذي سهل من بكائها ,كانت كالبالون الذي نفقعه بمجرد وخزة ابرة، فقد أخرجت كل مالديها من دموع و كلمات.
"دياناأناأأأناآسفةلقدخنتالأمانةخنتالثقةالتيوضعتهافيلقدضيعتأملنادياناضيعته"
"مهلا مهلا أنا لاأفهم شيئا مما تقولينه روز "
أنت تقرأ
داخل العتمة(مذكرات ديانا)
Hayran Kurguأخذني في رحلة إلى بلاد النسيان ، أعطاني ترياقا أفقت به من هواجسي و استرحت بفضله في مكان ﻻ ماضي فيه وﻻ ذكريات فقط أنا و هو و الجبل... كأنه كان يدري بما في داخلي كأنه أحس بآﻻمي كأنه استرق السمع لصرخاتي المكبوتة كان و كأنه جزء مني لأنه كان يظهر في...