=الفصل السابع =

2K 154 49
                                    

بينما كنت و روز جالستين على الطاولة الصغيرة المستديرة نتناول وجبة الغداء رن جرس الباب معلنا عن قدوم زائر أو زائرة .

وضعت روز ملعقتها على الطاولة "أكملي أ كلك،أنا سأفتح "

أومأت بالقبول قائلة في نفسي،بالطبع روز و من غيرك سيفتح .

سمعت صرختها التي تلتها بقول "ماما لانا! "

ابتسمت لاشعوريا و رددت تلك العبارة مرة أخرى "ماما لانا! "

سقطت الملعقة من يدي لتصدر صوتا عن اصطدامها بالصحن،وقفت عن المقعد بعدما دفعته الى الخلف بقوة،اسرعت في المشي باتجاه الباب حتى وجدت نفسي و قد ارتطمت بجسد أمرأة، كانت هي،مربيتي لانا،رائحتها الجميلة لم تتغير ابدا و كذلك الطريقة التي تعانقني بها.

تخيلت لوهلة أنني عدت طفلة مجددا،كانت تطبع قبلات على جبيني و تمسح على شعري "اشتقت اليك يا صغيرتي الجميلة! "

أمسكت وجهها و طبعت قبلة على خدها "اشتقت اليك أيضا أمي "

في الواقع،هي ليست والدتي بل هي أكثر من ذلك بكثير،هي هوسي،شغفي،الحب الوحيد الذي لن أندم عليه ما حييت،هي من أفنت عمرها في تربيتنا أنا و روز مع انها لا تمت لنا بأية صلة،فقط كانت عاملة في الملجأ الذي تربينا فيه و الذي يقع في جنوب لندن،كان بامكانها أن تكتفي بالحرص على طعامنا و شرابنا لكنها كانت أكثر من ذلك،كانت احن علينا من أمنا الحقيقية،لم تشعرنا أبدا بأننا يتيمتان،لم نفترق عنها الا بعد أن خرجنا من ذلك الملجأ بعد أن وصلنا الى سن الرشد،نحن بدأنا بتأسيس حياة جديدة لنا أما هي فقدتوقفت عن العمل حتى ترعى والدها المريض،وجدت نفسها وحيدة فهي لم تتزوج و لم تؤسس عائلة فقد كنا نحن بمثابة عائلتها،لا اخوة لها ولا اخوات سوى والد مريض طريح الفراش تسهر هي على راحته-هذه هي قصة لانا جايمس-

"اذن ماما،مااخبار هولمز تشابل؟ " سألتها روز

"جيدة ....الجو بارد هناك لكنه ليس ابرد من لندن و ضبابها " قامت بعدها بحركة مضحكة مما اضحك روز، أما انا و لا كانني موجودة.

كنت ألعب بخصلات من شعري بينما كنت مستلقية على الاريكة و أسند رأسي على فخذ أمي .

"اذن كيف حال فتاتاي؟"

عند ذلك السؤال بالذات التزمت كلانا بالصمت،هل نكذب عليها و نقول أننا بخير؟ لا فنحن لسنا كذلك،أم نخبرها بما يشغل بالنا فنزيد من همومها؟

قررنا اختيار الخيار الأول فهو أفضل ....لها هي

"نحن بخير ،بخير تماما "

نظرت و كأنها لا تصدق ما اقوله،اشاحت بنظرها لتنتقل الى روز"حقا؟ "

"اهاا...نحن بخير تماما "

"علي أنا تكذبان؟!"

" لا نحن لا نكذب " قلنا بصوت واحد

"صدقينا،هذه هي الحقيقة " قالت روز بابتسامة مصطنعة لم تلمس عينيها ابدا .

داخل العتمة(مذكرات ديانا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن