= الفصل الثاني=

1.6K 133 28
                                    

صداقتنا كانت ثمرة يتمنا ,صداقتنا كانت سببا لتخفيف معاناتنا ,رسمنا دربا طويلا معا و لا يعقل أن تكون نهايته الآن

,....هل ستكون نهايته الآن ؟

تتالت الأفكار في رأسي و أنا أضع رأسي على الوسادة الناعمة فوق السرير المريح الذي لم أتعود عليه بعد ,تكورت تحت الغطاء الدافئ رافضة الاستسلام للنوم ,مر الكثير علي اليوم ,خروجي من المنزل و مواجهتي لصدمة ليام ثم الكلام المسموم الذي ألقيته على روز بلا وعي مني ,كل تلك الأحداث جعلت الأرق صديقي المخلص الذي أبى أن يبرحني الا عند الساعات الأولى من نهار اليوم التالي 

كنت طوال الوقت أفكر في روز فبرودها و عدم فتحها للموضوع مجددا جعلني ألعن نفسي للمرة المليون بسبب ما فعلته معها ,تمنيت لو أنها صفعتني بدل صمتها الذي قتلني ,صفعة واحدة كانت لتكون كفيلة برفع تأنيب الضمير و طرده عني لكن هيهات !لقد فات الأوان و قضيت ليلة بيضاء من الليالي الكثيرة التي تمر علي

أخذت أتقلب يمنة و يسرى أدير الأحداث و أصيغ الكلمات التي ستفيدني في اعتذاري ليوم غد ,لن يهون علي تركها هكذا ,لقد ارتكبت خطئا كبيرا و علي تداركه بسرعة  فأنا ضعيفة من دونها ,هي نصفي الثاني ,الآن أنا نصف قلب ,نصف عقل ,نصف فتاة و نصف حياة 

**************************************

استيقظت في صباح اليوم التالي على الساعة الثامنة صباحا بعد نوم دام لساعتين فقط ,لملمت شعري المبعثر و رفعته الى أعلى بعد أن رفعت الغطاء عني ,تحركت ببطئ حتى أضع قدماي على الأرضية لأدخلهما بعد ذلك في خفي المنزلي 

تحركت ببطئ أبحث عن موضع الباب فاكتشفت كم أن الغرفة واسعة! ,,استغرقت وقتا طويلا حتى أصل الى الباب ,وضعت يدي على المقبض في النهاية لأجعله يستدير فاتحا باب مغارة علي بابا ,كانت كذلك في نظري فكل شيء هنا فخم ,ستائر الحرير , وسائد الريش و أرقى أنواع السجاد بالاضافة الى الأثاث الفخم و غيره الكثير مما لم أستطع رؤيته

تحركت ببطئ الى جانب الحائط و أنا ألفظ اسمها و أردده بلا جدوى ,واصلت التقدم و أنا لا أعلم الى أين ستقودني قدماي وسط هاته المتاهة الكبيرة 

ساعدتني في تحديد المكان أكثر بعدما ردت علي بعد عناء طويل عندما قالت " أنا هنا ديانا" 

" أين؟ "

انتظرت ردها لكنه لم يأتي بل أتتني صرخة قوية دوت في أرجاء المنزل بأكمله ,لم يمتد صداها لوقت طويل لكن السكون  الرهيب الذي تلاها كان كفيلا برسم صور كثيرة في مخيلتي ,وجدت نفسي أركض باتجاه ذلك الصوت محاولة انقاذ ما يمكن انقاذه ,لكنني لم أجد نفسي في النهاية فركبتاي بدأتا  بالارتجاف و صوتي كاد يختفي من كثرة صراخي باسمها 

امتدت يدي الى جيب بنطالي ,جيد أنني وضعت الهاتف هناك قبل خروجي من الغرفة ,لم أدري بمن أتصل لكنني وجدت نفسي أختار اسما لم يخطر ببالي أبدا أن تواصلي معه سيستمر هكذا ,وضعت الهاتف على أذني محاولة التقاط أنفاسي من جديد ,رن الهاتف لوقت طويل لكنه رد عندما بدأ صبري بالنفاذ ,وجدت نفسي أستسلم للبكاء مباشرة بعد أول كلمة ترحيب قالها ,وضعت يدي على فمي محاولة كتم ذلك الصوت لكن و بعد الأسئلة التي طرحها علي و جدت نفسي أستنجد به 

داخل العتمة(مذكرات ديانا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن