فتح الباب و دخلنا الى المكان المنشود , مكتب المديرة .....
امرأة سار بها قطار العمر و توقف عند محطة الخمسينات ,شقراء ببشرة تكاد أن تكون خالية من التجاعيد تجلس على كرسي جلدي بعجلات خلف طاولة خشبية ضخمة ,تحيط بها الملفات من كل جانب بينما أعطتها ظهرها طالبة استراحة ,كانت تحمل فنجان القهوة بيدها تحتسيه بكل هدوء ملقية نطرها خارجا من خلال النافذة العملاقة التي تتواجد خلف مكتبها تماما
عندما دخلنا استدارت بكرسيها حتى تواجهنا,كانت تعلم موعد قدومنا لذلك لم تتفاجأ ,و اذا بها تقف بابتسامة وردية ميزها أحمر الشفاه الذي كانت تضعه ,ألقت التحية بكل لباقة و اقتربت مني بخطوات مرسومة بدقة بواسطة حذاءها الأسود عال الكعب المدبب من الأمام , مدت يدها الناعمة حتى تصافحني فبادلتها التحية ببشاشة
عندما انتهت مرحلة الترحيب و التي غالبا ما تسبب لي حرجا شديدا دعتني السيدة و ابنتها الى الجلوس ,كان كل شيء في تلك الغرفة جلديا بدون أن نستثني الأريكة التي جلست عليها و التي سببت صوتا مزعجا بمجرد نزولي عليها ,ذلك الصوت المحرج الذي تعرفونه...
من خلال فترة جلوسي القصيرة هناك أخذت نظرة عامة عن طبيعة المعهد و فهمت أكثر توجهاته اذ أنني سأدرس مادتين،الرقص و لغة البرايل التي سأتعلم من خلالها طريقة القراءة و الكتابة الخاصة بالمكفوفين ...كانت الساعة التاسعة عندما حان وقت بدء الدوام،ودعتني باولا بعناق لا يأخذه الطالب من مديره عادة.
قرصت خداي بخفة قائلة "ان احتجتي الى أي شيء فقط أخبريني،حسنا دان؟"
"حسنا سيدتي "
"لا تدعي المديرة تغضب منك في أول يوم دراسي،لا أريد سماع كلمة سيدتي مجددا ديانا "
"و لكن ..."
"نادني خالتي أو ما رأيك في باولا؟ الجميع يناديني بهذا الاسم "
باولا؟ o_O أنا اعرفك منذ سنتين يا باولا و دائما ما كنت أناديك باسم سيدتي،هل تغيرت الأمور الآن أم ماذا ؟
"حسنا "
"حسنا ماذا؟"
"حسنا يا باولا سأناديك باولا "
...و ضحك الجميع ...
----------------------------------------------------------------------------------------
"أخبريني ديانا ,كيف وجدتي المكان هناك؟ "
بدأت روز بطرح الأسئلة حالما استقبلتني على عتبة الباب
جيد " قلت و أنا أهم بالدخول "
كلمة جيد ليست كافية ديانا " قالت و هي تسير ببطئ خلفي "
أطلقت نفسا و أنا أقوم بخلع حذائي " صبرا علي يا روز
"لا أستطيع,لأنه يجب علي الذهاب الى عملي الآن "
أنت تقرأ
داخل العتمة(مذكرات ديانا)
Fanfictionأخذني في رحلة إلى بلاد النسيان ، أعطاني ترياقا أفقت به من هواجسي و استرحت بفضله في مكان ﻻ ماضي فيه وﻻ ذكريات فقط أنا و هو و الجبل... كأنه كان يدري بما في داخلي كأنه أحس بآﻻمي كأنه استرق السمع لصرخاتي المكبوتة كان و كأنه جزء مني لأنه كان يظهر في...