=الفصل الرابع=

821 93 49
                                    

ذات يوم خطر لي أن أبحث بجدية عن أصلي ,فقد اقتربت من اتمام العشرين من عمري و لم أتوصل الى أي خيط بعد

في حضرة ليام الذي لم يتبقى سوى يومان على ذهابه و عودة روز لتحل مكانه أخذت هاتفي و اتصلت بمربيتي لانا طالبة منها الحضور لعلها تساعدني ,أخبرتها بأنها أشياء لا تحكى على الهاتف و أقنعتها بالزيارة

لم يمضي يوم واحد و اذا بها تطرق باب بيتي اعلانا عن حضورها ,استقبلتها بحفاوة و اشتياق معرفة اياها على ليام الذي صافحها مبتسما...ليس بامكاني شرح لكم كم أخذت من وقت للاقتناع بأن الشخص الذي يشاركني في السكن منذ أسبوع كامل هو شخص مشهور ,صحيح أنها تعرفت عليه لكنها ظنت أنه شبيهه ,منتحل شخصيته,أي شيء باستثناء كونه هو نفسه...

أعذرها!!!

دعوتها الى القهوة التي حضرتها لنفسها بنفسها أما ليام فقد استأذن ليغادر ,طبعا فعليه أن يتنفس بعد حظر تجوال دام لقرابة 5 أيام

صحيح أنها أبدت تفاجؤها من قصة بحثي عن أصولي في هذا الوقت بالذات,لكنها لم تفدني كثيرا سوى اخباري بأنها استلمتني من عند الشرطة عندما كنت أبلغ الستة أشهر من عمري

ستة أشهر؟...كثييير !!!

"لكن,لماذا الشرطة؟ما دخل الشرطة بي؟"-

كان ذلك السؤال الوحيد الذي سألته

"لا أعلم يا بنيتي,هم لم يخبروني بشيء لكن من المؤكد أن ادارة الملجئ على علم بذلك"-

-"لكن,ألازال الملجؤ مفتوحا؟"

"نعم,على حد علمي"-

"و هل بامكاني العثور على اجابة من عندهم؟"-

"نعم ,من المفروض لأن ملفك الكامل بحوزتهم هم فقط "-

أخيرا أمسكت برأس الخيط ,أتمنى أن يفيدني ذلك

----------------------------------------------

كان يجب علي أن أكمل ما بدأته ,فقررت أن أتوجه مع مربيتي لانا الى ذلك الملجأ

استغرقت مدة وصولنا الى هناك حوالي نصف ساعة بالسيارة

كان الملجأ عبارة عن بيت كبير يقع خارج المدينة ,يتواجد في منطقة موحشة بين أشجار كثيفة ,كان بناؤه قديم الطراز وجدرانه الخارجية مطلية بألوان زيتية كئيبة تماما كحالة أصحابه .

عندما أخبرتني لانا بأننا وصلنا الى المكان أحسست بشعور غريب يجتاحني ,قشعريرة اجتازت جميع أطرافي و طبول تدق داخل قفصي الصدري ,صور كثيرة اجتاحت مخيلي وعادت بي سنينا الى الوراء ,تساءلت في داخلي ان لازال المكان على حاله كما تركته قبل سنتين من الآن لكنني تذكرت أن سنتين لا تغيران من حالة الأماكن بقدر ما بامكانها أن تغير من أحوال البشر...

اجتزت معها الجسر الخشبي ممررة يدي ببطء على حافته ,ذلك الجسر بالذات يحمل الكثير من قصصي هنا ,بامكاني القول أنه يسرد أرشيفي بكامله

داخل العتمة(مذكرات ديانا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن