وافقت بعد صمت طويل جربت فيه كل الاحتمالات و فكرت في كل ما قد ينتج عن موافقتي أو عن عدمها فوجدت أنني سأكون غبية ان لم أوافق،كيف لا و أنا من كنت أنتظر هاته الفرصة منذ زمن .
بعد موافقتي ايقنت انه لا يجب ان يكون لجاك محل في تفكيري فربما لن تكون له علاقة بذلك المعهد فهو ملك لوالدته و أنا سأكون مجرد طالبة هناك آخذ دروسي و أعود الى البيت في المساء و سأركز فقط على عيش كل لحظة من حلمي هناك .
أما عنصر المفاجأة فقد كان أنني سابدا في اخذ دروسي مباشرة في الغد و ذلك ما لم أستوعبه فكل شيء مر بسرعة و أنا الآن في حاجة ماسة الى قرصة من روز حتى استيقظ من ذلك الحلم .
--------------------------
استيقظت باكرا في الصباح حتى أجهز نفسي فحماسي الشديد منعني حتى من النوم ...فتحت دولاب خزانتي العملاقة التي كانت تشغل حائطا بأكمله (ولا أعلم ما حاجتي اليها ).
أخذت ببطئ و عناية أختار ما ارتديه،في حالتي لا تهمني الالوان ولا الاشكال فقط الملمس يجعلني اتخيل مظهري ...وقعت يدي على قميص من الصوف طويل نوعا ما،احببت فكرة تدفئته لي في هذا الجو البارد فاخترته على الفور و أضفت اليه بنطالا من الجينز لارتديهما و أنا راضية،سرحت بعدها شعري و تركته لينسدل بانسيابية مرتطما بظهري كأمواج بحر هائج،ابتسمت لنفسي و أنا أحاول تخيل المظهر العابث الذي أحدثته،و في تلك اللحظة سمعت صرير باب الغرفة و هو يفتح .
"ديانا،صباح الخير " قالت روز و هي لا تزال ممسكة بمقبض الباب
"صباح الخير روز "قلت بابتسامة و صوت ضاحك لم اتعود عليه في الفترة الأخيرة
"ما رأيك؟"أضفت و أنا أمرر أصبعي الى اعلى و أسفل مشيرة الى نفسي
شعرت بخطوات تقترب مني ببطئ و بأعين تتفحص ما ارتديه من خلال دورانها المتكرر حولي الى أن توقفت قائلة "بصراحة ..."
"ماذا؟،لا تقولي انني لم احسن الاختيار "
"انت الآن ترتدين قميصا من الصوف باللون الارجواني الفاتح مع بنطال بلون أزرق فاتح أيضا""اذن!"
"لو كنت مكانك لما اخترت ما اخترته،أحسنت الاختيار،انا حقا مندهشة! "
"حقا؟!"
"بالطبع،هذا ما يسمى الحاسة السادسة "ابتسمت و أخذت أفكر كالعادة،أنا حقا سعيدة لأن الحياة بدأت ترسم ملامحها الجميلة لي،الكلام الذي استقبلته صباحا جعلني أتفاءل أكثر بمستقبل جميل،و فكرت لأول مرة في أنه لا مكان لماهو سيء في هذه الحياة فكل شيء تفقده يعوض بما هو أجمل منه تماما كالحاسة السادسة تلك التي اكتشفتها للتو! .
رن جرس الباب بنغمة موسيقية جميلة معلنا عن قدوم مارغريت تماما في الموعد الذي اقترحته،كيف لا و هي سيدة الالتزام بالمواعيد .
"أنا جاهزة ...أنا جاهزة "أخذت أكلم نفسي و أدور في أنحاء الغرفة كالعانس التي طرق باب بيتها عريس فدرجة تحمسي لبدء ذلك اليوم جعلتني اتعرق بشدة
في النهاية و عند باب المنزل الكبير وقفت روز لتودعني طابعة قبلتين على وجنتي و منهية أمنياتها بالنجاح بعناق أخوي نابع من القلب
أنت تقرأ
داخل العتمة(مذكرات ديانا)
Fanfictionأخذني في رحلة إلى بلاد النسيان ، أعطاني ترياقا أفقت به من هواجسي و استرحت بفضله في مكان ﻻ ماضي فيه وﻻ ذكريات فقط أنا و هو و الجبل... كأنه كان يدري بما في داخلي كأنه أحس بآﻻمي كأنه استرق السمع لصرخاتي المكبوتة كان و كأنه جزء مني لأنه كان يظهر في...