#الرقصة الثالثة و الأخيرة-الفصل الأول-#

1.1K 141 57
                                    

دخلت غرفتي و أغلقت الباب خلفي،مددت يدي نحو الخلف حتى أنزع ربطة شعري تاركة العنان لشعري حتى ينسدل بحرية تامة مرتطما بظهري كأمواج بحر هائج،لاحظت أن طوله زاد بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة!
- "لا بأس سأقصه بعد عودة روز"-قلت ذلك في نفسي و أنا أتجهز لدخولي سريري...

نعم،لقد ودعتها للتو مع أنها كانت مترددة في الذهاب

-"كيف لك أن تتدبري نفسك لوحدك؟"(تلك كانت حجتها بعدم الذهاب بالرغم من أنها كانت ترغب في عكس ذلك)

-لا بأس،لن يحدث شيء ان اعتمدت على نفسي لمدة يومين فقط! ، اذهبي و أنت مرتاحة روز! ( تلك كانت اجابتي لاقناعها)
-------

دفنت جسمي تحت البطانية لكن فكري طار الى مكان آخر،ربما الى الماضي! أو الى المستقبل! ، لا أدري، فكلاهما لا علم لي به .

رأسي يكاد ينفجر و أنا أفكر في أي موقف، أي تذكار أو أي صورة بامكانها ايصالي الى والدي الحقيقيين،لكن لا! ، لن أجد شيئا فهما لم يتركا لي سوى سوار ذهبي يلف معصمي منذ 19سنة و نصف!

آآخ لو بامكاني تذكر صورة من ألبسني اياه!

قصة روز سببت لي بعضا من الغيرة،-لا أقول الحسد- و لكنها حركت في رغبة ملحة لنبش أسرار الماضي من جديد و القاء نظرة على جذور الأصل الذي لا علم لي به.

لا شيء سهل في هذه الحياة فالفرحة تأتي بعد ألم،السعادة تأتي بعد معاناة و حتى النجاح فهو يأتي بعد تعب،لذا لا سبيل للاستسلام و حتى نصل الى مبتغانا علينا أن نمر بتلك المحطات الثلاث(الألم،المعاناة،التعب) حتى و ان كانت متشابهة في مفعولها على البشر الا أن الحكيم هو من يستثمرها لصالحه و يخلق من الأقراح أفراحا بقدوم مستقبل أفضل .

ذلك الذهن الذي حلق بعيدا هاقد عاد الى صاحبته في النهاية،عاد بسبب نغمة موسيقية و اهتزاز أطلقهما جهاز يطلق عليه اسم-هاتفي-

كبست على زر الاستقبال و وضعت الشيء الصغير على أذني "ألو!".

-"مرحبا جميلتي "
صوت مرح انطلق من هناك فعرفته على الفور،انه بطلي!


-"آآه،أهلا ليام "

-"نعم هكذا! ، ابقي دائما مبتسمة"
قال هو و احترت أنا،كيف عرف أنني أبتسم؟

-"كيف حالك؟"
قلت بابتسامة أكبر،فهكذا يكون مفعول ليام السحري علي!.

-"بأحسن حال! ، ماذا عنك جميلتي؟"
جميلتي! ، جميلتي! ، تلك العبارة التي صارت تلازم كل جملة يقولها و كأنها من أساسيات بناء جملة متكاملة لغويا...و كم أحب سماعها منه!

-"أنا بخير أيضا،كما أنني أملك خبرا ولا في الأحلام!"
قلت متعمدة تشويقه

-"حقا؟، ماذا؟"

الخبر كان يتعلق بروز،و بالطبع ليس بامكاني التحكم في لساني فأخبرته بالقصة بأكملها،لكنه تجاهل كل ذلك قائلا

داخل العتمة(مذكرات ديانا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن