جلست روز الى جانبي قائلة
" تفضل سيدي انا استمع "
صمت لبرهة و كأنه يقوم بجمع حروفه و ترتيبها على شكل كلمات تفي بالغرض.
"في الواقع،انستاي،همم انتما تعيشان في عمارتي منذ سنة و نصف تقريبا، في تلك المدة لم اسمع عنكما الا كل الخير،الجميع يمدح اخلاقكما النبيلة و طيبة تعاملكما مع الجيران لكن..... "
لكن؟ لكن ماذا؟ ، ما الذي سيقوله بعد المقدمة الطويلة و المملة هاته؟ هل سمع شيئا سيئا عنا؟
في تلك اللحظة وقفت كل حواسنا انتباها لما سيقوله، كان كل تركيزنا مصوبا نحوه، فطريقته المترددة في الكلام و الكلمات التي انتقاها زادت من توترنا و خوفنا من سماع شيء قد يقلب حياتنا رأسا على عقب.
"لكنكما فعلتما شيئا لم يصدر منكما طوال تلك الفترة "
"نحن سيدي؟ "
"انتما لم تدفعا ايجار شهرين،أظن انه حان الوقت لنتكلم بشأن هذا الموضوع "
تفاجأت كثيرا بما قاله،فروز لم تخبرني ابدا بهذا الشأن لذلك لم أجد ما اقوله غير الالتزام بالصمت و سماع المناقشة التي ستدور امامي.
"سيدي، انا اسفة، انت ادرى بظروفنا ، أقسم لك اننا لم نقصد فعل ذلك بل الظروف هي من منعتنا، و كما تعلم ان ديانا تعرضت لحادث جعلها تفقد عملها، لذلك صارت كل المصاريف على عاتقي انا،نحن نمر بأزمة مالية كبيرة الأن،ارجوك تفهم وضعنا "
أخرجت كل ما لديها من تبريرات و لم يتبقى لها غير ان تنتظر الاجابة التي اما ستكون الطرد الى الشارع أو اعطاءنا فرصة اخرى ننقض بها أنفسنا من الضياع المحتوم .
"انسة نيومان، لدي علم بكل ما قلته ، انا لم أتي الى هنا كي أسمع المبررات، بل اتيت باحثا عن الحل الذي سيريح الطرفين "
صمتت للحظة،طرطقت اصابعها،غضت على شفتها و تأملت الأرض جيدا (هذه هي طريقتها دائما للتفكير ) ، .
"حسنا سيدي، لدي حل، ربما ليس حلا نهائيا لكنه سيخفف عنا قليلا "
"ماهو؟"
"المبلغ الذي بحوزتنا الأن يكفي لدفع ايجار شهر واحد "
" و ماذا عن ايجار الشهرين المتبقيين؟ "
" اعطني فرصة اخرى سيدي! ! " ارخت صوتها و طاطات رأسها منتظرة الكلمة الأخيرة
خلخل دانييل اصابعه بين خصلات شعره البنية المرفوعة بطريقة عشوائية ثم فك أزرار بذلته الرمادية، كان الصمت يعم على ذلك البيت بطريقة تدعو للارتياب،لا شيء يسمع سوى صوت انفاس دانييل التي يطلقها بين افكاره
دانييل كان شابا في منتصف الثلاثينات ذو بشرة حنطية و عيون رمادية، مع شعر بني و لحية خفيفة، كان طويلا بشكل جنوني و ذو جسم مفتول العضلات، كل شيء فيه كان يجذب الانتباه،الا ان جديته الزائدة عن حدها و رسميته التي تطال كل الناس و نظراته الباردة الخالية من المشاعر كانت تجعل الجميع يعامله بحذر شديد،لانه كان صعب المراس- هؤلاء هم الأغنياء-
أنت تقرأ
داخل العتمة(مذكرات ديانا)
Fanficأخذني في رحلة إلى بلاد النسيان ، أعطاني ترياقا أفقت به من هواجسي و استرحت بفضله في مكان ﻻ ماضي فيه وﻻ ذكريات فقط أنا و هو و الجبل... كأنه كان يدري بما في داخلي كأنه أحس بآﻻمي كأنه استرق السمع لصرخاتي المكبوتة كان و كأنه جزء مني لأنه كان يظهر في...