#الرقصة الثانية-الفصل الأول-#

1.7K 146 42
                                    

طوال الطريق كان الصمت سيد موقفي،فالصدمة لم تختفي بعد،كيف لا و أنا اركب سيارة نجم عالمي!  و هو من سيدبر لي مسكنا!.

أحسست وقتها بالذل و والاهانة بدل الرضا و الارتياح اللذان كانت تشعر بهما روز التي كانت تتبادل أطراف الحديث مع ليام الذي لم يبخلها أبدا من الكلمات على عكسي أنا التي كنت أستشيط غضبا من فعلتها تلك، كل تفكيري طوال تلك الجولة الصغيرة كان ينصب في كيف لها أن تستعمل أرقام هاتفي بدون استشارتي؟

كان بامكاننا الذهاب الى هولمز تشابل عند لانا بدلا من أن نذل أنفسنا أمام أناس لانعرفهم ولا يعرفوننا،لماذا فعلت ذلك؟.

فجأة و بعد طريق طويل جبنا فيه شوارع لندن التي كان يكتسيها الضباب و الظلام من كل جانب مع اضاءة خفيفة تنبعث من اعمدة الانارة المصفوفة على جوانب الطرقات كأنها جنود صف أول تستعد للقتال.توقفت السيارة فجأة في مكان لا ادري  ما هو تموقعه على الخريطة .

توقف المحرك عن العمل ففهمت حينها أننا وصلنا الى المكان المطلوب و تأكدت أكثر حين قال

"ستسكنان في هذا المنزل "

نزل من سيارته ليرسم جولة نحو الجهة الاخرى و يفتح لنا الباب بكل لباقة و لطف و احترام

"تفضلا آنستاي "

قال لتنزل روز و أنا بعدها،أمسك بكفي و ساعدني على الهبوط،يبدو أنه كان يخاف علي من السقوط أو ماشابه ذلك لكنه فعلا أجاد قراءة افكاري لأنني كنت خائفة من سيارته المرتفعة تلك .

---------------------

وقفنا عند الباب ننتظره ليفتحه ,أخرج مفتاحا من جيب بنطاله و أدخله في القفل الذي استدار بخفة ليرسم الذهول على وجه روز بعد أن فتحت الأنوار لتكشف عن عراقة هذا المنزل و بساطته في الوقت نفسه ....كان منزلا بطابقين ذو طراز بريطاني بحت ,جدران مطلية باللون الأبيض تحمل عليها لوحات فنية من زمن عمالقة الابداع ,تتوسط تلك الجدران غرفة جلوس تزدان بجمال الأرائك ذات اللون الأسمر الشاحب التي تلتف حول طاولة زجاجية تحملها أرجل من الخشب العتيق ....لم يكتمل جمال المنظر بغير وجود مدفأة بيضاء لم يشعل حطبها بعد لكن سحرها كان يكمن في التحف الموضوعة فوقها و بالطبع لا تنسى الثرية التي انسدلت بخفة من السقف لتزيد من روعة المكان 

كانت مذهولة كالأعمى الذي يرى الحياة لأول مرة ,مقلة عينيها المتسعة و ثغرها الذي فتح بلا وعي منها 

" ألن ندخل؟ " 

قال صاحب المنزل 

"احم....نعم بالطبع "

قالت روز التي انتبهت للتو الى حجم ذهولها المبالغ فيه 

خطت قدمها عتبة البيت لتسبقنا في دخوله ,ألقى ليام بنظره لي فوجدني لازلت متسمرة في مكاني ...فكيف لي أن أتحرك و أنا لا أرى شيئا ! ابتسم لي و هو يعلم أنني لن أبادله الابتسامة ,امتدت يده لتعانق يدي قائلا

داخل العتمة(مذكرات ديانا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن