66

47 3 4
                                        

قصر الـ جيون :

وقفت هانا عند الباب، يدها لا تزال على المقبض، نظراتها مصدومة وهو يطلب إعادة ما هُدم. استدارت نحوه ببطء، عقدت ذراعيها على صدرها، وقالت بتهكم واضح:
"إعادة ما هُدم؟ أي هدم تقصد يا لوسفير؟ علاقتي بجدي؟ بجاك؟ بعائلتي التي تحولت إلى رماد؟ شركتي التي أصبحت ملكك؟ زواجي بك؟ أي شيء من هذا كله ما زال قابلاً للإعادة؟"
تقدمت منه خطوة، ونبرة صوتها تهتز بين الألم والغضب:
"حتى لو افترضنا أننا سنعيد كل شيء... من يعيد بناء داخلي؟ قلبي؟ ثقتي التي تحطمت؟"
قهقهت بسخرية، الدموع تلمع في عينيها:
"أبناء عمي الذين عشت معهم منذ ولادتي، خانونا! خانوني أنا وإخوتي... وذهبوا معك فجرًا لقتل إخوتي! كيف أعود لأثق بهم؟ وكيف أثق بك أنت؟"
اقتربت أكثر، صوتها يهبط لكن نبرتها كانت كالسيف:
"من المستحيل أن أثق بك يا لوسفير. مستحيل."
ظل لوسفير صامتًا، يحدق في عينيها بثبات، ثم قال بهدوء يحمل ثقة لا تتزعزع:
"وإن قلت لك إنني سأكون أكثر شخص تثقين به في هذا العالم؟"
نظرت إليه هانا بجمود، ثم ردت بصوت منخفض لكنه مميت:
"حين أقول إنني أثق بك... سيكون ذلك آخر شيء أنطق به قبل موتي بلحظات. لأن تلك الجملة تعني أنني أحبك... وأنا لن أحبك أبدًا."
لوسفير لم يتراجع، اقترب خطوة وقال بابتسامة خفيفة:

"سنرى، هانا. الأيام بيننا. وسأفعل المستحيل لتقوليها... بثقة... وبكامل وعيك."
لتقول هانا وهي تنظر له ببرود واستهزاء
: "احلم بما ان الاحلام لاتدفع ثمن لها"
تركت الغرفة دون أن تلتفت. أما هو، فابتسم وهو يراها تغادر، وأقسم في داخله:
هانا ستقولها... بيوم ما، بثقة، وبكامل إرادتها.
___________________________
مكتب جيون /
كان الجميع مجتمعًا في المكتب، باستثناء لوسفير، تاي، وكاي. دخل الأخوان أخيرًا، ملامحهما جادة، أعين الجميع تترقب

جيون، بكأس مشروبه الذي لا يتوقف عن تحريكه، قال ببرود:
"ما سبب هذه العجلة يا أحفادي؟"
كاي نظر إليه بابتسامة ساخرة، كلمة "أحفادي" طعنت قلبه.

تاي قال ببرود وثقة:
"قررنا، أنا وكاي، الانفصال عن عائلة جيون في الأعمال. سنأخذ ممتلكاتنا، نبيع شركاتنا باليابان، ونؤسس فرعًا جديدًا هنا. وسنعيش في منزلنا الخاص، بعيدًا عن هذا المكان."
رفع جيون حاجبه، لم يتخلَّ عن سخريته

"تريدان الاستقلال؟ حسنًا، هل تعتقدان أنكما قادران على تدبير ذلك دوننا؟"
ضحك باستهزاء:

"خونة."
كاي فقد أعصابه، صرخ بقوة:
"أنتم الخونة، لسنا نحن!"
تاي أمسك بذراع كاي محاولًا تهدئته:
"اهدأ، كاي."
نامجون صرخ بنبرة آمرة:
"احترم نفسك وأنت تتحدث مع جدك!"
نظر له الأخوان بنظرات نارية، كاي لم يتمالك نفسه:
"لا تتدخل أيها الخائن."
نهض نامجون بغضب:
"أنا الخائن؟ من هرب إلى اليابان؟ أنا؟!"
كاي، وهو يصرخ وتاي يحاول منعه:
"لم نهرب، أنقذنا أختنا! فعلنا ما لم تجرؤوا أنتم على فعله!"
تعالت الأصوات، يونغي، سيهون، وجيمين تدخلوا في محاولة للتهدئة.
جيون صرخ بنفاذ صبر:
"كفى! هل أنتم مراهقون؟!"
ساد الصمت، لكن نظرات العداء كانت تتطاير بين كاي ونامجون.
دخل لوسفير فجأة، ملامحه مستغربة:
"ما الذي يحدث هنا؟"
كاي، وقد انفجر غضبه من جديد:
"الآن اكتمل المشهد."
لوسفير تجاهله، نظر لجيون وسأل:
"ماذا هناك؟"
جيون، بنفس النبرة الساخرة:
"مشاجرات مراهقين سخيفة.و تاي وكاي يريدان الاستقلال."
نظر لوسفير نحو تاي وكاي، أعينهم مليئة بالغضب والكره نحوه.
قال لوسفير:
"وهل أنتما قادران على إدارة كل هذا وحدكما؟"

تاي رد بحدة:
"كما فعلت أنت، سنفعل نحن. لا يوجد مستحيل."
ليضحك لوسفير بجانبيه ويقول :
"اتقارن انفسكم بي؟"
ليبتسم تاي ذات الابتسامه الجانبيه :
"لاانزل من انفسنا لدرجه اقارنها بك
انا فقط اذكرك، بما انك فتحت شركه فلجميع يستطيع لايوحد مستحيل"
اقترب لوسفير، وجهه متجهم:

"الكل يستطيع فتح شركة... لكن ليس الكل ينجح."
تاي، بنبرة متحدية:
"سترى شركتنا الأولى في كوريا. وستأتي يومًا للتعاون معنا... وسنرفضك."
ضحك لوسفير، وضع يده على كتف تاي:
"سنرى. بالتوفيق."
ثم خرج.
جيون قال بجفاف:
"افعلوا ما تشاؤون. لكنكم لن تكونوا من آل جيون بعد الآن."
تاي رد ببرود:
"وهذا ما نريده."
جيون بشراسة:
"ياللعار عليكم!"
تاي، بصوت محبط:
"أنت السبب يا جدي... أنت من أوصلنا لهذا."
بعدها ينظر للجميع ويقول بنظرة خذلان واحباط : "يللخزي والعار"
ثم خرج مع كاي، وقلوبهم تثقلها الخيبة
___________________________

نزلت هانا من الدرج، وفي الجهة المقابلة، نزل لوسفير. لينظرو لبعضهم البعض
التقيا في المنتصف. ببرود، أشار لها لوسفير لينزل أولًا:
"انزلي"

هانا نظرت إليه ببرود وتكبر:
"انزل أنت."
ابتسمت بسخرية وهي تنظر له من الاسفل الى الاعلى :
"صدقني، حركات الجنتلمان لا تليق بك."
زفر الهواء:
"خلصيني، انزلي."
هانا، وهي تبتعد:
"قلت لك، لا تليق بك."
نزلت بهدوء، بينما هو يراقبها بإحباط.
دخلت إلى غرفة الضيوف وجلست بجانب جدتها، تراقب لوسفير وهو يغادر القصر.
الجدة سألتها:
"تخاصمتما مجددًا؟"
هانا، ببرود:
"نحن لا نتصالح أصلًا لنختلف. حياتنا كلها خلاف."
الجدة تنهدت:
"أنتِ تصعبين الأمور، بنيتي."
هانا، مذهولة:
"أنا؟ جدتي... هو حفيدكِ المدلل، الشيطان، وأنا من تصعب الأمور؟"
الجدة بابتسامة حزينة:
"لست منحازة، فقط أقول ما أراه. لوسفير مخطئ، نعم... لكنني أتحدث عن علاقتكما كزوجين. المرأة تستطيع أن تجعل الرجل خاتمًا بأصبعها... خصوصًا إن كان يكن لها مشاعر."
هانا اتسعت عيناها:
"تقصدين... أن لوسفير معجب بي؟"
الجدة:
"الجميع يرى هذا... إلا أنتِ. هو واقع فيكِ، لكنه لا يعرف كيف يعبر. لذلك يفعلها بطريقة عدوانية... يمتلككِ بدلاً من أن يقترب منكِ."

--
شرايكم بالبارت؟ وطريقه الكتابه تغيرت راح اعتمد هذا الستايل گلولي اذا عجبكم
اكثر من السابق *

«في عرين المافيا» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن