وداعا !

21 1 0
                                    

الى صديقي وسيم ،

تحية حب و تقدير ،

و بعد ،

لقد وعدت نفسي الا ابكي او اذرف دمعة يا صديقي و لكن القلب يبكي على فراقك و نفسي تؤن

كرجل عجوز مات جميع اولاده و انتظر الموت سبعين سنة ، كمثل طير تائه بلا مأوى ، كصبي عاجز

امام هذه الحياة . نعم إنها بهذه القساوة الحياة من ظون صديقي العزيز و الاخ الذي لم تلده امي بل

اهدتني اياه الحياة .

امضي يا وسيم قدما و لا تنظر ورائك ، اضرب بعصاك البحر و سر ، لا تياس من مصاعب الحياة

بل كن دائما كما عهدتك صلبا كصخرة من صخور جبال لبنان ، صلبا كجذع ارزة ابت ان تموت و

واجهت الريح و العواصف ، كارزة ابت ان تتزحزح من مكانها في وجه الاعاصير .

في السنوات الماضية يا خليلي قد تقاسمنا الحزن ، الاوقات الصعبة ، الفرح ، البهجة و الخبز و

الاوقات الصعبة و السعيدة . لذلك تذكر دائما اوقاتنا التي قضينها مع بعضنا البعض . هل تذكر

عندما جلسنا نتجادل على فتاة ابتسمت لاحدنا ، فقلت لك لقد ابتسمت لي و انت تكابر و تقول بل لي
انا ... هل تذكر اوقات طيشنا ، و جهلنا و اوقات الرجولية الخاصة على بنات المنطقة .

لقد مرت خمس سنوات يا صديقي بلمحة بصر و ها انا اودعك اليوم لاقول لك امضي و اترك

هذا العالم خلفك ، اغلق على شعورك السيئ و ابتسم . نعم يا صديقي ان في هذه الحياة لا شيئ

يستحق ان تبكي من اجله ، ما اريده منك ان تكون قويا كما عرفتك و تمضي لبناء مستقبلك .

رسائل لم تقرءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن