رسائل لم تقرء

لسنا ملائكة

مساء الخير يا تيريزا ، كيف صديقتي العزيزة ؟ سأبدء بك ، بإسمك يا عزيزتي هكذا من دون نقطة أختتم بها ، سأقول لك أنني آحبك و أعشق صداقتنا . ألم تشتاقي لإحتضاني يا تيريزا !؟ لأن النار في صدري تلهب قلبي و الدواء هو صدرك يا صديقتي ضميني إليك !! فالنغمض عينينا و لنبتعد بعيدا عن ذلك المكان الممتلئ بالشر و النفاق !! فالنذهب إلى عالمنا حيث الخير و المحبة !!

قديستي ، أتساءل إن كان بإمكاننا إسترجاع برائتنا !! صديقتي يولد الانسان بريئا و لكن الحياة كفيلة بإفساده . لا أعلم يا تيريزا ، ينظرون في وجهي و عيني و يقولون لديك وجه طفل و عينين بريئتين !! و لكن لماذا لا أرى سوى وحش أمامي !!؟؟ هل يجاملونني أم حقا هم فاقدون للبصيرة !!؟
أحسد الذين ما زالوا يمتلكون تلك النظرة البريئة ، ذلك القلب الرقيق ، أحسدهم يا تيريزا !! اليوم أرسلت رسالة الى صديقتي فرح و قلت لها كم هم محظوظون الذين ما زالوا يمتلكون البراءة ، ما زالوا متشبثين بها !! سألتني سبب هذه الرسالة يا صديقتي . اتعلمين لما ؟؟ لأنني يا صديقتي قد أوقعت بعض الفتيات في شرك حبي !! شرك إعتقدت أنني أزلته كي لا يقع أحد فيه و لكن للأسف تبين لي أنني أخطأت !!

صديقتي ، لو ترينها كيف تنظر إلي !! نظرات بريئة و عندما تتحدث معي و تحاول أن تبين لي عن إعجابها فتورد وجنتيها و يتراقص قلبها على نغمات صوتي . تبا يا صديقتي ، أريد أن أقول لها أنني لست ذلك الشخص الذي تريده ، الذي تتوقعه أن يكون !! صديقتي لو رأيتها اليوم و هي توصف إعجابها بتسريحة شعري !! إبتسمت لها و لكن لم تكن إبتسامة فرح بل حزن عليها يا تيريزا !! أريدها أن تعرف أن لا تثق إلا بنفسها !! لا أريدها أن تدخل في مدينة الحب يا تيريزا !! أبدا لا أريدها أن تقترب منها ، لأنها ستنصدم بشدة . لن تجد الحب يا صديقتي لأنه مدفون لم يتبقى منه سوى حجر يعرف عن قبره !! لن تجد الراحة و الفرح بل العزاب و الحزن ستعاني كما عانينا !! ستدخل المدينة ظنا أنها مليئة بالحياة للتنصدم بالحقيقة المرة ، مدينة مهجورة مقفرة !! لن تجد سوى الموتى و المشاعر المقتولة !! لن تجد عالمها المليئ بالالوان بل فقط عالم أسود !!
إبتسمت لها و أنا أنظر في عينيها و أقول في نفسي : " كلا لو تعلمين يا صغيرتي أن كل الرجال مفترسون و النبيل فيهم ذئب صبور !! " .

صديقتي لقد عدت لطبيعتي من جديد ، أعزل هذه الفترة نفسي عن الجميع ، أنام كثيرا لحد أنني أتمنى النوم الأبدي يا تيريزا ، بأن أغمض عيني و لا أفتحهما بعدها أبدا . أصبح النوم و سريري أعز أصدقائي هذه الفترة . صديقتي إن إستطعت فاخلعي قلبي من مكانه و إطعنيه حتى النهاية !! لا تحزني على حالي فالبرغم انه لا ينقصني شيء و لكني حزين بطبيعتي . أمر بفترة من النقص العاطفي لا أكثر . و بالرغم من أنني بحاجة إلى من يقدم لي الحب و الحنان لكن لن أقبل بأن أعترف لاحد بما يجول في داخلي ، لن أسمح لأحد بالإقتراب مني حتى أنت يا تيريزا !! سأظل محافظا على كبريائي !! لن أضعف مهما كانت الاسباب و المشاكل فلقد جئت وحيدا على هذا العالم و سأحيا به وحيدا و سآموت وحيدا و كفى .

قديستي العزيزة ، أتعلمين أننا لسنا ملائكة لكننا نحاول جاهدين الحفاظ على إنسانيتنا ، على آدميتنا ، على الخير الذي ولدنا عليه و تربينا عليه . فهل ابتعادنا عن العالم هو الحل يا تيريزا أم الغوص في دهاليزه !؟