رسائل لم تقرء

الشهوة

لقد عدت بعد طول غياب و أشعر بأن الكثير قد تغير . لقد زاد حب البعض بي و زاد كره بعض الآخر .
قابلت نجمتي الرمردية ، برقت عينيها كمنارة للتائهين ، قلت لها أنا التائه في بحر عينيك فأرشديني إليك لأغوص في أعماقك و أرتشف من روحك شربة ظمآن . قرأت رسالة نجمتي يا قديسة الشرق ، حفظت كلماتها غيبا و أنشدتها . روت لي عن شعورها و كيف طارت من الفرح عندما هاتفتها في عيد العشاق . لم تدم المكالمة أكثر من ثوان معدودة و لكنها كانت كافية بإشعال لهيب الحب . و بإعطاء طفلتي المدللة بعض الفرح و البهجة .  ا

لقد خاطرتني فكرة الجمال يا قديستي ، أنا إنسان يقدس الحب و الجمال و الخمرة و الجنس . إنسان ماجن و فاجر . الناس بالعادة حين يسمعون بلفظ الجمال تأتيهم صور الطبيعة ، المجوهرات ، اللوحات ، إلخ ... أما أنا يا صديقتي فعندما أسمع كلمة الجمال تتراءى لي صورة حبيبتي نجمة
الشمال.
لا تستغربي و لا تنصدمي فحبيبة قلبي هي الطبيعة التي أعشق تأملها . إنني أذوب في تضاريسها يا تيريزا . فجسدها أوض خصبة لي ، أزرعها حبا و عاطفة و حسا . وجهها الملائكي هو سمائي و مقلتيها بحري الذي أغرق به كلما تطلعت إليه . إبتسامتها و شفتيها ، ماذا أخبرك عن طعم التوت السكري الممزوج بالخمرة . هل ذكرت لك وجنتيها الورديتين الذين يضفان عليها لقب الوردة الجورية .
نهديها ناعما الملمس و مكورين كما أشتهي . هناك تماما حيثما أضع رأسي ، مخدتين من ري نعام . من ثم ننتقل إلى الهضبة البيضاء ، تلك الهضبة
و ماذا أقول لك عن الوادي الذي يقع بين جبلين ، واد مقدس لم يطله أحد قبلي . ينساب فيه نهر خمر صاف منزوح بينبوع عسل . من هذا النهر سقتني ، و عزفت على ضفافه سيمفونية اللذة و على ضفاف هذا النهر سوف أبني مذبحي .